غيب الموت أمس، محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين والسابع لها، داخل مستشفى القصر العيني بالقاهرة، بعد صراع مع المرض داخل السجون المصرية؛ بسبب الإهمال الطبي.
وأدان السياسيون باختلاف انتماءاتهم تعامل النظام مع «عاكف» وتعنته في إقامة جنازة تليق بتاريخه السياسي، ومن قبلها تعنته في الإفراج عنه برغم أنه قارب على عمر التسعين ويعاني من أمراض خطيرة تهدد حياته، وصفها الأطباء بـ«أمراض الموت».
ولم يكن «عاكف» الأول، فقد انضم لقائمة طويلة من ضحايا الإهمال الطبي داخل سجون نظام السيسي الذي بدأ منذ 2013، ليرتفع عدد القتلى داخل مقار الاحتجاز إلى 617 شخصًا، بحسب المنظمة العربية لحقوق الإنسان.
من أول ضحايا الإهمال الطبي، الدكتور صفوت خليل (57 عاما)، والذي توفي بسجن المنصورة العمومي، 27 في سبتمبر فى عام 2013 نتيجة عدم تلقيه العلاج الكافي، رغم أنه كان يعاني من مرض السرطان ويحتاج نقله للمستشفى.
وبعد وفاة «خليل» بثلاث أيام، لحق به المعتقل بالسجن العسكري بالمنيا عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (46 عاما)، من كوادر جماعة الإخوان بالمنيا، وكان مصابا بمرضي السكر والسرطان.
266 حالة وفاة في عام واحد:
شهد عام 2014 مقتل 266 مصريا داخل السجون المصرية، منذ الثلاثين من يونيو 2013؛ بسبب الإهمال والحرمان من العلاج.
وفي فبراير 2014 توفي الدكتور محمد الغزلاني (60 عاما) والذي تم القبض عليه في أحداث كرداسة، على الرغم من سوء حالته الصحية التي تدهورت بشكل كبير في السجن، وأصيب بشلل في الجزء السفلي، وعلى الرغم من توصية الأطباء بضرورة نقله إلى المستشفى لوضعه تحت الرعاية والمتابعة إلا أن إدارة السجن تعنتت، إلى أن دخل في غيبوبة توفي على إثرها.
ولحق به في مارس من نفس العام، المعتقلين محمود عبد الهادي (59 عاما) نتيجة ارتفاع في ضغط الدم بسجن طره، وفي نفس الشهر، ورضا عبد الفتاح عمارة (52 عاما)، بسجن دمنهور العمومي، نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية جراء الإصابة بمرض الفشل الكبدي.
وبعدها بأيام شهد شهر ابريل، وفاة كل من المعتقل فتحي رمضان (45 عاما)، بسجن المنيا العمومي، والمعتقل سيد علي جنيدي (63 عاما)، بسجن دمو بالفيوم والذى توفى نتيجة تجاهل إدارة السجن نداءات واستغاثات زملائه في الزنزانة وتأخرها في تقديم المساعدة الطبية له بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة .
وشهد شهر أغسطس وفاة 5 معتقلين، وهم« المعتقل محمود محمد الصغير 39 عاما بداخل سجن برج العرب، وخالد خالد محمود محسن 44 عاما والذي توفي بداخل سجن الخانكة، ورضا محمد أحمد 45 عاما والتي توفيت بداخل سجن القناطر للنساء، وأمير عبد الرحيم عبد العزيز 26 عاما بداخل قسم ثان شبرا الخيمة، وحسنية محمد إبراهيم 51 عاما بداخل قسم شرطة مركز الزقازيق.
الدكتور فريد إسماعيل:
فى عام 2015 وقعت أكثر من 15 حالة وفاة نتيجة الإهمال الطبي، أبرزهم رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشعب عقب ثورة يناير، الدكتور فريد اسماعيل بعد اعتقاله، وكان يقضي مدته في حكم عليه بالسجن المشدد 7 سنوات في قضية أحداث شغب بالزقازيق بعد أحداث فض رابعة، وظل «اسماعيل» 10 أيام من التعنت والإهمال في علاجه وهو في غيبوبة كاملة ينتظر التصاريح لنقله من مستشفى ليمان طرة لمستشفى سجن الزقازيق العمومي في محاولة لإحضاره جلسته وهو غائب عن الوعي وسط رفض من إدارة السجن نقله مستشفى عام.
وشهد عام 2016، 17 حالة قتل وموت بطئ داخل السجون المصرية لمعارضي النظام، وأصدرت مؤسسة إنسانية تقرير في نفس العام، أكدت فيه معاناة 60% من المحبوسين من الإهمال الطبي بمقرات الاحتجاز، فضلا عن إصابة المئات منهم بأمراض نتيجة التلوث وتكدس الزنازين مما أدي لانتشار بعض الأمراض المعدية.
وفي أغسطس 2017، توفى عبد العظيم الشرقاوي عضو مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين بالعناية المركزة في مستشفى محافظة بني سويف، بعد نقله للمستشفى بـ6 أيام عقب تعرضه لأزمة صحية، و كان الشرقاوي قد أصيب في 23 نوفمبر 2016، بجلطة دماغية في سجن العقرب، بعد أن تم اعتقاله يونيو2015.
وكان تقرير حقوقي، أشار إن عدد مرضى السرطان المسجونين في مصر منذ يوليو 2013، يبلغ 790 مريضا، يتوزعون على أماكن الاحتجاز في كافة محافظات الجمهورية.
وأوضح «المرصد المصري للحقوق والحريات» أن 150 من المحتجزين مصابين بمرض سرطان الرئة، و50 بمرض سرطان القولون، و90 بمرض سرطان البروستات، و200 باللوكيميا (سرطان الدم)، فيما يعاني 200 مسجون من سرطان الغدد الليمفاوية، و100 من سرطان البنكرياس.
وأكد المرصد، في تقرير له، أن «نصف عدد مرضى السرطان داخل السجون المصرية، اكتشفوا إصابتهم بالمرض خلال فترة احتجازهم، بعد ظهور أعراض المرض عليهم، بينما النصف الآخر جرى حبسه وهو مريض».
