«إن لم تحيّ العلم فعقابك سيكون عسيرًا»، هكذا شدّدت وزارة التربية والتعليم على المدارس ليحيي الطلاب العلم في طابور صباح كل يوم دراسي، من الصف الابتدائي وحتى الثانوي، وتوعّدت المخالفين؛ ما اعتبره خبراء تعليم وتربية تهديدًا لا يليق بمفاهيم الوطنية.
جاء هذا القرار بعد أيام من قرار محكمة بحبس طلاب الثانوية العامة بمحافظة دمياط شهرين بتهمة رفض تسليم جهاز «التابلت»؛ لتصدر الحكومة فرمانًا بالحبس لأيّ طالب لا يحيي العلم أو يضرّ به!
وقال الدكتور «رضا حجازي»، رئيس قطاع التعليم العام، إنّ «العام الدراسي سوف يشهد انضباطًا من جانب الطلاب والمدارس نفسها، وستتابع المدارس والتزامها بتعليمات الوزارة».
وأضاف في تصريحات صحفية اليوم السبت أنّ تحية العلم في المدارس أمر مقدس ولا بد منه، وأيّ مدرسة تخالف ذلك ستتعرض إلى المساءلة القانونية الرادعة، وأنه واجب على جميع المدارس؛ سواء دولية أو خاصة، وكذلك الحكومية.
وأكّد «رئيس قطاع التعليم العام» أنّ «عقوبة التهرب من تحية العلم في طابور الصباح يمكن أن تصل إلى الحرمان من الدراسة أسبوعًا أو اثنين، بعد عرض الواقعة على الإدارة التعليمية ولجنة الحماية».
هدية الوزارة
قبل أسبوع، في 16 سبتمبر الجاري، قضت محكمة فارسكور بمحافظة دمياط بحبس 25 طالبًا بمدرسة فارسكور الثانوية شهرين لكل منهم مع الشغل، وغرامة مائتي جنيه؛ بسبب جنحة التبديد التي أقامها محمد الروضي، مدير المدرسة، ضد الطلاب؛ في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ المحافظة.
وأعرب أهالي الطلاب عن استيائهم من تصرف المدير وأنه لم يراع الزمالة؛ إذ يعمل أولياء أمور طلاب في التربية والتعليم، موضحين أنّ الجهاز الذي اتهم مدير المدرسة الطلاب بتبديده عبارة عن تابلت ثمنه 625 جنيهًا وعليه منشور بأنه مهدى من الوزير لأبنائه.
وتساءل أولياء الأمور إن كان الجهاز معرضًا للتلف أو السرقة فكيف يقاضي مدير المدرسة الطلاب وبهذا الحكم يقضي على مستقبلهم؛ لأنهم بذلك أصبحوا متهمين ومطلوبين لمباحث تنفيذ الأحكام ومعرّضين إلى السجن.
قرارات مثيرة للسخرية
وقال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، إنّ «قرارات وزارة التربية والتعليم مثيرة للسخرية، كما إنها للأسف نتائجها سلبية؛ فهي تهديدية وتضرّ بالطلاب، والوزارة تتعامل معهم من سن ست سنوات حتى 18 عامًا؛ ما يعني أنهم في سن الطفولة، ولا يصح التهديد بالحبس وإصدار أحكام قضائية لأسباب بسيطة».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ الطالب بهذة الطريقة التي يُتعامل معهم من وزارة التربية والتعليم سيكرّه الطلاب في المنظومة التعليمية، وسيؤرق الأهالي؛ فيكفيهم المصروفات المدرسية والغلاء، التي شهدتها بداية العام الدراسي الجديد 2017-2018، الذي انطلق اليوم السبت.
