شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ميدل إيست آي»: صداقة البحرين و«إسرائيل» ترتفع وسط بحر من العداء!

ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وعلم الاحتلال الإسرائيلي - أرشيفية

قالت صحيفة «ميدل إيست آي» إنّ وفدًا إسرائيليًا في المنامة رحّب بخطط البحرين القاضية بفتح خطوط الطيران مع «إسرائيل»؛ ما يمكنّ المواطنين البحرينيين من زيارتها، والأهم من ذلك أنّ الملك البحريني ندّد بالمقاطعة العربية لـ«إسرائيل»، إضافة إلى تقارير تفيد بإنشاء لجنة مشتركة بين البلدين للإشراف على مشروع متحف للتسامح الديني.

وأضافت، بحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، أنه بعد عقود من المعارضة للصهيونية والدعم غير المقيّد للقضية الفلسطينية، يبدو أن البحرين «الصغرى» على أعتاب أن تصبح أولى دولة خليجية «تطبّع» العلاقات مع «إسرائيل»، وقال مسؤول دبلوماسي إنّ هذه الخطوة ستتم العام المقبل.

وكان السبب الرئيس لذلك «طهران»، وما تعتبره النخبة السنية في البحرين تهديدًا متزايدًا من إيران الشيعية وحزب الله؛ زاعمين أنّ هذه التحركات البحرينية قد تهدد بفرض مزيد من الانقسامات في بلد يواجه بالفعل الانشقاق بين الحكام والسكان ذوي الأغلبية الشيعة.

وفي الوقت الذي تُنشئ فيه دول خليجية أخرى علاقات سرية مع مسؤولين إسرائيليين؛ لتفادي السخط والنقد العام، فالبحرين جعلتها على المشاع، واستخدمت حكومتها الانشقاق في المجتمع مبررًا للتحركات؛ بادعاء حماية الأمن الوطني من العدوان الإيراني!

وقال مسؤول حكومي دبلوماسي مطّلع على علم بالمحادثات الإسرائيلية البحرينية الأخيرة، لـ«ميدل إيست آي»، إنّ هناك اتصالات رفيعة المستوى بين المسؤولين الحكوميين في البلدين تركز على تبادل الزيارات بين رجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية والدينية ذات النفوذ؛ وهذا سيعقبه الإعلانات الرسمية عن الصفقات التجارية بين البلدين.

وقال المسؤول إنّ هذه التحركات جزءٌ من واقع جديد في الشرق الأوسط؛ فعلى سبيل المثال، لم يعد الرئيس السوري بشار الأسد منبوذًا من الجميع. مضيفًا أنّ «إسرائيل» لا تهدّد أمن البحرين أو تتآمر عليها؛ لكن إيران تفعل.

جنود إيرانيون في طهران (AFP)

وأضاف أنّ «الرئيس الفرنسي الجديد كان على حق عندما قال إنّ بشار ليس عدوًا لفرنسا والإطاحة به ليست أولوية، ونحن نؤمن بالمبدأ نفسه مع إسرائيل؛ لأن مصالح بلادنا تأتي أولا».

هذا بالرغم من استمرار الحديث عن القدس باعتبارها «المدينة المحتلة»، وتُشجّع الحكومة الأئمة لسنوات على الدعوة إلى تدمير «إسرائيل».

الطبيعي الجديد

قالت الصحيفة إنّ وزير الخارجية البحرينية «خالد بن أحمد» قدّم تعازيه باللغة الإنجليزية إلى «إسرائيل»، عبر «تويتر» في سبتمبر من العام الماضي؛ بسبب وفاة رئيسها السابق ورئيس الوزراء «شيمون بيريز»؛ وهو الأمر الذي صدم مواطنين في البحرين.

ولا تقيم دول الخليج علاقات دبلوماسية رسمية مع «إسرائيل» حتى الآن، ولم تعلّق أبدًا على الأحداث الجارية فيها، ولم تعبّر عن تعاطفها مع أيّ من الشخصيات الحكومية الإسرائيلية.

وبعد شهرين، نُشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه البحرينيون في ثوب وطني يرقصون إلى جانب الحاخامات على أغنية بعنوان «شعب إسرائيل على قيد الحياة»، وهم يحتفلون بعطلة هانوكا اليهودية في المنامة.

 

وقالت السلطات إنّ هذا الحدث «مناسبة خاصة» مرتبطة بزيارة محدودة من رجال أعمال يهوديين أميركيين يدعمون الاستثمارات المحلية. وفي 11 مايو من هذا العام، شهدت المنامة الزيارة الأولى لمسؤول إسرائيلي في المؤتمر السابع والستين للجمعية العالمية لكرة القدم «فيفا».

وقال الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، رئيس اتحاد كرة القدم البحريني: «إنني متأكد تمامًا من أنّ استضافة مؤتمر الفيفا يعني لنا أكثر من مجرد السماح لثلاثة أعضاء إسرائيليين بدخول البلاد. نحن ننظر دومًا إلى الصورة الكبرى».

«عوفر عيني» رئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي في البحرين (AFP)

وفي الأسبوع الماضي، قدّم الأمير ناصر، نيابة عن والده الملك حمد، «الإعلان البحريني عن التسامح الديني» في متحف التسامح في لوس أنجلوس، الذي وصفته «لوس أنجلوس تايمز» بأنه مؤسسة تابعة بالكامل لـ«إسرائيل».

وذكرت الصحف الإسرائيلية الأسبوع الماضي أنّ الملك البحريني ندّد بالمقاطعة العربية لـ«إسرائيل» في تعليقه على الحاخام «إبراهام كوبر»، مدير برنامج العمل الاجتماعي العالمي في مركز «سيمون فيزنتال»، أثناء زيارته إلى كنعان في فبراير الماضي.

وأيدت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه التصريحات على ما يبدو؛ فكتبت على حسابها في تويتر: «ندد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالمقاطعة العربية ضد إسرائيل وأكد أنّ المواطنين البحرينيين بات بإمكانهم الآن زيارة إسرائيل»، ثم حذف التدوينة.

وقال مسؤول بحريني إنّ الحاخام إبراهام وشريكه مارفين هير زارا المنامة في وقت سابق من هذا العام، والتقى كوبر بالملك البحريني لبحث إمكان اقامة متحف للتسامح الديني في المنامة، وتساءلت «كسينيا سفيتلوفا»، النائبة في الاتحاد الصهيوني، على موقع تويتر: «جيد جدًا، ونأمل ألا ينكر هذا الخبر العاجل فيما بعد، وماذا عن المواطنين الإسرائيليين الذين يزورون المنامة؟».

المعارضة ترتفع

لاقت هذه التصريحات انتقادات بين البحرنيين، ليس أقل من التعازي التي قدمت في وفاة «شيمون بيريز»، وأعربت الحسابات البحرينية عن غضبها واستيائها من تصريحات وزير الخارجية؛ معلنة أنها لا تعفي الاحتلال الإسرائيلي فقط لأرض فلسطين؛ بل وأيضًا جرائم الحرب في لبنان وفلسطين.

وقال مستخدم يدعى خليل: «كيف يمكن له أن يرقد في سلام بينما تصرخ الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن؟ كيف يمكن أن يستريح في سلام ودماء الشهداء في فلسطين ولبنان تتبتسم للانتقام؟».

وأضاف الحساب باستهزاء: «إنكم تقدمون تعازيكم إلى شخص ارتكب مجزرة قانا في الحرب اللبنانية»، «هل تقدّمون تعازينا إلى شخص شارك في طرد السكان العرب من وطنهم الأصلي؟».

وقال محمد خالد، عضو سابق في البرلمان البحريني وأحد أعضاء جماعة الإخوان: «صدقوا أو لا تصدقوا، لقد فشل البرلمان في إصدار بيان (مجرد بيان) يدين الوجود الإسرائيلي على الأرض البحرينية».

ولا تقتصر المعارضة على التطبيع على قسم واحد من المجتمع البحريني؛ إذ كتب مستخدم ينتمي إلى الطائفة الشيعية على تويتر: «من المخجل أن يكون علم الكيان الصهيوني على أرض بلدي».

كتب الإمام السلفي عيسى إبراهيم الهادي: «لم أتصوّر أبدًا أنّ علمهم يمكن أن يُرفع على أرض بلدي، آه يا بحرين. لماذا؟». وقال الناشط السياسي المعارض علي الفايز إنّ القضية الفلسطينية كانت دائمًا توحّد البحرينيين، والحكومة لا تمثل إرادة الشعب وتوجهه السياسي.

وندّدت جماعة الإخوان المسلمين في البحرين بهذه التحركات، وقال الأمين العام لها وعضو اللجنة التنفيذية ناصر الفضالة إنّ الحكومة تنتهك الدستور الذي يؤكد صراحة تأييد القضايا العربية والإسلامية، والقضية الفلسطينية على رأس القائمة.

وقال فضالة: «في كل مرة يتجهون نحو التطبيع سيزداد السخط والاضطرابات الشعبية. ومع ذلك، تستمر الحكومة البحرينية على طريقها الذي اختارته».

وقال دبلوماسي غربي مقره في البحرين إنه يعتقد أنه ستكون هناك إعلانات في غضون عام من العلاقات الرسمية، وأضاف: «لا أعتقد أننا سنشهد افتتاح سفارة إسرائيلية هنا؛ ولكن من المحتمل أن تكون لدينا زيارات رسمية مشكّلة من وزراء التجارة والشؤون الاقتصادية».

وأضاف: «لا أقول هذا العام، ربما بعد عام، سيُخبر الجماهير أنه من المهم مواجهة إيران، وسيقبل الناس هذا مع الوقت».

وقال مواطن بحريني إنّ الحكومة أمرت المساجد مؤخرًا بوقف أي خطاب ينتقد «إسرائيل».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023