أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنّ حكومته أمهلت حكومة إقليم كردستان ثلاثة أيام لتسليم السيطرة على مطارات الإقليم ومنافذه الحدودية، لتفادي حظر جوي دولي؛ ردًا على استفتاء انفصال الإقليم في شمال العراق أمس الاثنين.
وأضاف، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي من بغداد، أنّه لن يُتفاوض على نتائج استفتاء كردستان؛ لبطلانية دستوريته، وأنّ الاستفتاء خطأ تاريخي واستراتيجي للقيادات الكردية.
وكشف أنّ إيرادات النفط في كردستان لا تدخل الميزانية ولا يُعلن عن أوجه صرفها، وثروات الإقليم تدار بعيدًا عن الرقابة وتذهب إلى حسابات شخصية خارج البلاد.
وقال العبادي إنّ القيادات الكردية ارتكبت خطأ استراتيجيًا وتاريخيًا، وسيبقى العراق موحدًا ومن دون إجبار أي طرف، وتابع: «نحن في موقع قوة، وعقوباتنا لا تستهدف المواطن في كردستان، والبعض يريد دفعنا لاستخدام القوة؛ لكننا نرفض هذا النهج»، متوعدًا بملاحقة أيّ جهة تشتري النفط من إقليم كردستان.
دعوة للحوار
من جانبه، دعا رئيس إقليم كردستان العراق «مسعود البارزاني»، في كلمة بعد إجراء الاستفتاء على الانفصال، حيدر العبادي وقيادات العراق إلى ألا يغلقوا باب الحوار، مطالبًا أكراد العراق بالاتحاد وتجنب الانقسام وتنحية الخلافات، وأن يرتقوا فوق الخلافات الحزبية، قائلًا إنّ لشعب كردستان أحقية في تحديد مصيره.
وقال مسعود إنّ «الدولة الكردستانية ستقوم على التعددية والديمقراطية والتزامها بمواصلة مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة، وحكومة بغداد لم تلتزم بالدستور ورفضت الشراكة»، موجهًا الشكر لدور إيران وتركيا في مؤازرة الكرد في محنهم السابقة، وقال إنّ الشعب الكردي بدأ مرحلة جديدة تشكّل انتصارًا لشعبه.
وطلبت بغداد قبل أيام من الدول الأجنبية وقف الرحلات المباشرة إلى مطاري أربيل والسليمانية الدوليين داخل الإقليم، ولم تستجب سوى إيران، التي علقت الرحلات المباشرة إلى الإقليم.
ومساء أمس الاثنين، بدأ فرز الأصوات في الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان لانفصاله عن العراق، وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنّ نسبة المشاركة في الاستفتاء تخطت 72%.
وقال المتحدث باسم المفوضية «كاروان جلال»، في مؤتمر صحفي مقتضب، إنّ الأرقام الأولية توضح مشاركة أكثر من ثلاثة ملايين و300 ألف ناخب داخل الإقليم والمناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية. وبلغ عدد المصوتين خارج العراق نحو 98 ألفًا، وصوّت 497 ألف شخص من مخيمات النزوح.