وصلت معدلات الانتحار في مصر، خلال السنوات القليلة الماضية، إلي معدلات غير مسبوقة، وجاءت مصر والسودان على صدر قائمة الدول العربية التى تسجل أعلى معدلات حوادث الانتحار لكل 100 ألف شخص، وتحديدًا لمن هم أقل من 40 عامًا، وبينت منظمة الصحة العالمية في تقرير سابق لها أن في مصر 3000 محاولة انتحار سنويًا.
ويشهد نهاية شهر سبتمبر كل عام يوما للتوعية بمنع الانتحار، تحييه منظمة الصحة العالمية، كمحاولة لتقليل نسب الانتحار التي وصلت خلال العام الماضي إلى أكثر من 800 ألف حالة، بمعدل 91 حالة في الساعة الواحدة، إلا أن الشهر الحالي، سبتمبر، شهد انتحار أكثر من 15 مصري، بحسب حالات الانتحار التي تعلن عنها الصحف يوميا.
أسباب الانتحار
ومن جانبة قال الدكتور صبري إمام استشاري الطب النفسي، أن هناك أسباب عديدة للانتحار، وأغلب حالات الانتحار تعود إلي الاضطراب النفسي، الذي يأخذ صورًا متعددة أبرزها اضطراب الشخصية، الذي يصبح فيها المريض أكثر اندفاعية، وغير قادر على المعيشة وكاره للحياة بصورة كبيرة.
وأوضح صبري في تصريح خاص لـ«رصد»، أن ما يقرب من نصف عدد المصريين يعانون من الاضطراب النفسي، 15% منهم يخططون للانتحار، موضحا أن الاكتئاب أحد أسباب تلك الظاهرة.
وأرجع صبري زيادة معدلات الانتحار خلال الفترة الحالية، إلي العديد من الأسباب، منها سقوط الرمز الديني، وحالة الفوضى الدينية التي يمر بها المجتمع، وعدم وجود جهات خاصة بالنشر الصحيح للدين.
وأضاف صبري أن الظروف الاقتصادية تتحمل أيضا جزء كبير من أسباب الانتحار، فأصبح يوميا نسمع عن حالات انتحار بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، فأصبح رب الأسرة يشعر بالعجز، ولا يجب وسيلة أمامة للهروب من هذا الأحساس إلا الانتحار.
وتابع أن هذا بالإضافة إلى ما تعرض له المصريون من انتكاسة عقب فشل تحقيق الثورة أهدافها، إضافة إلى انتشار تعاطي المواد المخدرة وزيادة معدلات البطالة وغياب العدالة الاجتماعية وما إلى غير ذلك.
نسبة انتحار العرب
وفسَّر الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليم لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية انخفاض نسبة الانتحار بين العرب عموما بما فيهم المصريين، مقارنة بباقي شعوب العالم، قائلاً: «قد تفسر لنا المعتقدات الدينية والعادات الاجتماعية والثقافية تجاه الانتحار ومحاولاته، إلى حدٍ ما، أسباب انخفاض معدلات الوفاة بالانتحار في هذا الإقليم عن غيره من أقاليم العالم».
وأضاف في تصريح صحفي، أنه ومع ذلك، فهناك أدلة على أن معدلات الانتحار مرتفعة نسبيًا بين فئات عمرية محددة في الإقليم، خاصة بين الشباب من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة والرجال والنساء من عمر 60 عامًا فأعلى، ويحدث الانتحار في الغالب نتيجة لسلسلة من الأحداث والعوامل على مدار حياة المرء وليس نتيجة لحدث أو عامل واحد.
