سلط رئيس الموساد الأسبق الأضواء على ظروف تجنيد أشرف مروان زوج بنت الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وكبير مستشاري سلفه أنور السادات لصالح الجهاز.
وقال تسفي زامير، الذي كان يتولى رئاسة الموساد أثناء حرب 1973 إن أشرف مروان «كان أفضل مصدر استخباري تمكن الموساد من تجنيده حتى ذلك الوقت».
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «ميكور ريشون» ونشرها موقعها مساء أمس، تطرق زامير لظروف تجنيد مروان، الذي كان من أقرب المقربين من الرئيس المصري أنور السادات بعد توليه مقاليد الحكم في القاهرة.
وأضاف زامير أن أشرف مروان هو من بادر بعرض خدماته على ممثلي الموساد في لندن، مشيرا إلى أن قيادة الموساد التي فوجئت بالعرض، عقدت اجتماعا خاصا لمناقشة سبل التعامل مع العميل الجديد.
وأضاف: «لقد بدا علينا في قيادة الجهاز التأثر والانفعال لأننا تمكنا من تجنيد عميل نوعي يتبوأ موقعا مهما في القيادة المصرية».
وأردف قائلا: «الإنجاز الكبير في تجنيد مروان لا يتمثل في إمكانية تزويدنا بمعلومات عن العتاد العسكري المصري لأنه ليس رجلا عسكريا، علاوة على أن لدينا مصادر أخرى تزودنا بهذه المعلومات، بل إن أهميته تكمن في أنه أطلعنا على نوايا القيادة المصرية السياسية وتوجهاتها إزاء إسرائيل، وهذا يعني أن المعلومات التي نقلها لنا كانت تنطوي على مغزى استراتيجي».
وبحسب زامير، فإنه استجاب لاقتراح رحافيا باردي، الذي كان من قادة الموساد، وأصبح زامير شخصيا هو من يتواصل مع مروان، ويطلب منه معلومات محددة.
وأشار إلى أنه كان يلتقي مروان في شقة سرية في لندن، حيث كان يعرض عليه المعلومات التي تحصل عليها إسرائيل من مصادر بشرية أخرى ويطلب منه تأكيدها أو نفيها، علاوة على أنه كان يزود إسرائيل أولا بأول بمعلومات حول توجهات القيادة المصرية ومخططاتها العامة تجاه تل أبيب.
وشدد زامير على أن مروان كان يضع إسرائيل في صورة القدرات العسكرية المصرية من خلال المعلومات التي يحصل عليها من الاجتماعات التي كان يعقدها السادات مع كبار قادته العسكريين.
وبحسب زامير، فإن إسهام مروان تمثل في تزويده بمعلومات تفصيلية حول الموعد الذي حددته مصر وسوريا لشن حرب 73 ومجمل خطة الحرب.
وأشار إلى أنه التقى مروان في لندن في الخامس من أكتوبر 1973، حيث أطلعه على القرار المصري، مشيرا إلى أنه اتصل فورا برئيسة الحكومة غولدا مائير وأبلغها بما أخبره مروان، وطالب المؤسسة العسكرية بالاستعداد للحرب.
وانتقد زامير رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت إيلي زعيرا الذي استخف بالمعلومات التي جلبها مروان وادعى أنها غير مصداقة.
ووفقا لزامير، فإنه لو تعاملت إسرائيل بسرعة بحسب المعلومات التي نقلها مروان «لكان بالإمكان تجنب سقوط المئات من الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب».