خسر الاقتصاد المصري طويلا بترك سيناء دون تعمير أو إقامة أي شكل من أشكال الاستغلال ووضعها بالخريطة المصرية للاستثمار كأي محافظة أخري، خاصة أن سيناء تعتبر إحدي المناطق السياحية العالمية، هذا بالإضافة إلي موقعها الاستراتيجي الهام، والذي كان من الممكن أن ينقل الاقتصاد نقله كبيرة ليضعه في مصاف اقتصادات الدول المتقدمة .
إهمال متعمد
وأشار خبراء ومحللين خلال الفترة الماضية، أنه منذ استرداد سيناء سنه 1982، أي منذ حوالي 35 عام، لم تقوم الأنظمة العسكرية المتعاقبة علي مصر في تلك المدة بالبدء بتنفيذ أي خطة (حقيقة) لتعمير واستغلال سيناء، فما كان منهم إلا رسم استراتيجية ورقية فقط بشكل مبدأي ثم التغطية عليها بأحداث أخري، دون الخوض في تفاصيلها مرة أخري.
وقال الخبير الاقتصادي، محمد فاروق، لرصد، إن ترك سيناء دون تعمير جريمة في حق المصريين والتاريخ وحرب أكتوبر، موضحا أن استرداد الأرض دون تعمير واستغلال يفيد المواطنين والبلد، يعتبر احتلال أيضا، ويثير الشكوك حول حقيقة الإشاعات التي يتم نشرها من قبل وسائل الإعلام الأجنبية والإسرائيلية بأن انتصار مصر في الحرب كان (مشروطًا) بعدم تعمير سيناء.
وتنتشر الأخبار من آن لآخر تحلل وضع سيناء مبررة عدم قيام الحكومات المصرية والتي جاءت للحكم عقب استرداد سيناء بالاتفاق مع إسرائيل مع وجود الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط، بعد استرداد سيناء واعتبارها منطقه حماية لدولة الإحتلال.
وتابع فاروق أنه منذ أن وطأ العدو الإسرائيلي سيناء خلال نكسه 1967، وبدء في تعميرها وطرح المشروعات الاستثمارية بها وإعتبارها أهم منطقه تجارية لديه، وما أن تم استردادها بعد 9 سنوات من الحرب، يتم الإعلان دائما عن خطط للتنمية الضخمة من قبل الحكومات ولكن النتائج لا تزال كماهي.
أهمية سيناء
وتكمن أهمية سيناء لما تملكه من ثروات طبيعية واعتبارها منطقة تجارية استراتيجية، في مقابل كيانها كأهم حدود مصر مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
- تعتبر الثروة المعدنية والبترولية في سيناء من أهم مصادر الثروة الإقتصادية ، حيث تتمركز مصادر إنتاج البترول الخام على الساحل الشرقي لخليج السويس ، كما توجد في سيناء مجموعة من المعادن الأخرى مثل المنجنيز ، الحديد ، الكاولين ، الفحم ، الجبس ، الكبريت ، ملح الطعام ، الفوسفات ، الرصاص ، والزنك .
- اعتبار شبه جزيرة سيناء جبهة دفاع رئيسية عن قناة السويس
– اتضحت الأهمية الاقتصادية لقناة السويس خلال فترة إغلاقها في أعقاب حرب يونيو 1967م مما أدى الى أبحاث مضاعفات اقتصادية دولية في استخدام الدول لطريق رأس الرجاء الصالح كبديل أطول وأكثر تكلفة .
وطالب العديد من الخبراء والمسئولين خلال السنوات الماضية أن تقام بسيناء منطقة اقتصادية شاملة، عوضا عن المنطقة الاقتصادية التي تقام بإقليم قناة السويس ولن تحقق أي استفادة في ظل تراجع معدلات العبور بالقناة.
وأوضح فاروق أن سيناء تمتلك صيتا وموارد عالمية من الممكن أت تجذب العديد من المشروعات السياحية التي ستساعد علي عودة معدلات السياحة للارتفاع مره أخري.
الإرهاب
وأشار فاروق إلي أن الحكومة الحالية إعتمدت منذ بدء عملها علي تكرار مصطلح الارهاب في سياستها لتعتبر أقوي حجه لعدم تنمية سيناء أو الخوض في تفاصيل تعميرها، مشيرا إلي أن المشروعات التي تندرج تحت قائمة تنمية سيناء وهميه ولا أساس لها.
معوقات حكومية للتجار
ويواجه التجار بسيناء عقبات إدارية فى إقامة المشروعات ويطالبون بتيسير أفضل لحركة دخول البضائع، وإعادة النظر فى الرسوم والضرائب المفروضة على أساس الدخل فى حين أن الدخل أصبح محدود وتراجع إلى جانب أمور إدارية تختص بتعقيد إجراءات الحصول على التراخيص
أيضا تواجد سطوة المحليات على التجار ظاهرة تؤثر بالسلب على نشاطهم من خلال فرض دور رقابى وليس تقديم خدمة ووضع عراقيل إدارية تتسبب بخسائر بنسبة 50% من رأس مال المشروع فى إحضار أوراق إدارية من مجالس المدن والدفاع المدنى ومطلوب التيسير عليهم وليس عرقلتهم .