قالت السفارة البريطانية في بيان لها أمس الأربعاء إنّ الفريق «توم بيكيت»، كبير مستشاري رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، وصل إلى القاهرة في زيارة رسمية ليبحث مناقشة قضايا مكافحة الجماعات المسلحة؛ ما بدا محاولة من نظام عبدالفتاح السيسي للاستعانة بالخبرات الإنجليزية لمكافحة هذه الجماعات بعد الفشل الأمني في القاهرة وسيناء.
وقال البيان إنّ هذه الزيارة الأخيرة بعد زيارات رفيعة المستوى في مجال التعاون العسكري بين المملكة المتحدة ومصر هذا العام، بما في ذلك الزيارات التي أجراها الفريق مارك كارلتون سميث، نائب رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون الاستراتيجيات، وتلك الخاصة بالفريق جوي فيليب أوسبورن، رئيس المخابرات الدفاعية بالمملكة المتحدة.
ومن المقرر أن يلتقي الفريق توم بيكيت مع مسؤولين مصريين رفيعي المستوى لتعزيز خطط توسيع نطاق التعاون بين المملكة المتحدة ومصر، وسيناقش التطورات المتعلقة بجهود مكافحة التنظيمات المسلحة؛ خاصة في سيناء.
خدمات بريطانيا العسكرية
وإلى جانب المحادثات الأمنية الرفيعة المستوى، تمدّ الشركات البريطانيةُ مصرَ بمعدات عسكرية حيوية؛ مثل الخاصة بمكافحة العبوات المرتجلة المتفجرة.
وتقدّم المملكة المتحدة تدريبات في مجال مكافحة العبوات المرتجلة المتفجرة وفرق الحماية الخاصة أو اللصيقة، إضافة إلى زيادة عدد الأماكن المعروضة للجيش المصري للالتحاق بأعرق الأكاديميات العسكرية البريطانية؛ مثل أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية.
وسيناقش الفريق توم بيكيت، الذب تولى منصبه منذ عام 2014، مع نظرائه من الجانب المصري القضايا الإقليمية الأخرى؛ مثل الأوضاع في ليبيا واليمن وقطر.
احتياج مصر للمساعدة
وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني العميد محمود قطري، في تصريح لـ«رصد»، إنّ «مصر بالفعل في حاجة إلى المساعدة الدولية لمواجهة خطر تنظيم الدولة، المتوقع أن يطلق أنشطة مسلحة في أي وقت».
وأضاف أنّ «تنظيم الدولة تمكّن من صناعة أرضية في أماكن جديدة للانتشار وتشكيل خلايا جديدة أو تطوير أماكن موجود فيها بالفعل وتقويتها، ويمكن أن تكون القاهرة أحدها؛ خاصة أن التنظيم يشهد تمددًا وتوسعًا وتنفيذ أنشطة كبرى لم تعد تقف عند حدود سيناء؛ بل خرجت إلى الوادي والدلتا».
وتابع: «يمكن القول إنّ هناك خطرًا شديدًا بالفعل يمثّله هذا التنظيم، واستطاع بالفعل أن يصنع لنفسه مكانًا وقاعدة في سيناء، صحيح ربما لا يصل الأمر إلى الموصل في العراق أو الرقة في سوريا؛ نظرًا لاختلاف الظروف والأجواء السياسية والعسكرية. لكن، في كل الحالات، يمكن التأكيد على وجود كيان قوي يمثل خطورة شديدة على الأمن المصري وأجهزته؛ خاصة بعد تمدده خارج سيناء».
وأرجع «محمود قطري» قوة التنظيم هذه إلى عوامل منها ضعف الشرطة وفشل خططها الأمنية وعدم تخصص الجيش في مواجهة مثل هذه التنظيمات وأنشطتها التي تعتمد على حرب العصابات والتفجير الانتحاري، إضافة إلى التعامل الأمني السيئ مع أهل سيناء؛ ما شكّل حاضنة للتنظيم هناك، إضافة إلى أداء الحكومة المصرية المتردي والأزمات الاقتصادية ومعاناة الشعب؛ خاصة مع فقدان الأمل في كل شيء في مصر؛ وبالتالي يسهل تجنيده.
البدايات الحقيقية
في 8 يوليو 2014، نظّمت تنظيم أنصار بيت المقدس عرضًا عسكريًا مسلحًا مكون من أكثر من عشر سيارات دفع رباعي في مدينة الشيخ زويد، مرتدين ملابس سوداء رافعين الرايات السوداء، بحوزتهم أسلحة؛ من بينها ثقيلة، وطافوا الشوارع المختلفة في قرى جنوبي الشيخ زويد ورفح مرددين هتافات مناصرة لتنظيم الدولة وأميره أبي بكر البغدادي.
كما وزّعوا منشورات على أهالي مدينتى رفح والشيخ زويد تعلن مبايعة أبي بكر البغدادي والانضمام إلى تنظيم الدولة؛ وتغيير الاسم إلى ولاية سيناء، وإعلان سيناء إمارة إسلامية.
نشاطات التنظيم
وازداد نشاط التنظيم وهجماته ضد الجيش المصري بعد إعلانه الانضمام إلى تنظيم الدولة؛ ومن أبرز أنشطته:
- 24 أكتوبر 2014: استهداف نقطة تفتيش للجيش في كرم القواديس، وأعلن تبنيه بعده بثلاثة أسابيع.
- 29 يناير 2015: استهداف نادي القوات المسلحة وفندقه ومقر الكتيبة 101 في العريش، واستراحة للضباط قرب قسم شرطة العريش ليلا؛ وقُتل 32 عسكريًا ومدنيًا.
- 10 يونيو 2015: تبنى إطلاق صورايخ على مطار الجوزة الذي تستخدمه قوات حفظ السلام في سيناء.
- 1 يوليو 2015: قاد هجمات منسقة واسعة النطاق على نقاط تفتيش للجيش المصري ومركز شرطة الشيخ زويد؛ قُتِل فيها 50 شرطيًا على الأقل.
- 4 يوليو 2015: تبنى إطلاق ثلاثة صواريخ على «إسرائيل» بالقرب من منطقة العقب، وسُمع دوي صفارات الإنذار في منطقة أشكول الواقعة شمالي النقب بالقرب من قطاع غزة .
- 31 أكتوبر 2015: أعلن مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، وفي مساء الأربعاء 18 نوفمبر نشرت مجلة دابق الإلكترونية صورة قالت إنها للقنبلة التي استخدمتها في تفجير الطائرة.
- 25 نوفمبر 2016: هجوم على نقطة أمنية شمالي سيناء أسفر عن مقتل 12 مجندًا.
- 2 يناير 2017: التنظيم يعلن مسؤوليته عن تفجير استهدف الكنيسة البطرسية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
- 9 يناير 2017: هجوم على حاجز المطافي في حي المساعيد (غربي مدينة العريش) بشمال سيناء؛ ما أدى إلى مقتل 13 من الشرطة المصرية وإصابة عشرة آخرين.
- 9 أبريل 2017: التنظيم يعلن مسؤوليته عن تفجير كنيستي مارجرجس في طنطا ومارمرقس بالإسكندرية؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 وإصابة أكثر من 120 شخصًا.
نشاط دعائي
لا يكتفي التنظيم بقيادة الهجمات وإطلاقها وحسب؛ بل يوثقها بالصور ومقاطع الفيديو المصورة على أعلى جودة، تحت مسمى «إصدارات»؛ أشهرها «صولة الأنصار 1» و«صولة الأنصار 2»، كما يصدر بيانات صوتية.
وفي «11 أبريل 2017»، أصدر التنظيم مقطعًا مصورًا مدته تجاوزت 15 دقيقة باسم «صاعقات القلوب»؛ وثّق فيه قنص جنود مصريين في سيناء.