شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«نيوزويك»: بثينة شاهدة على جرائم السعودية في اليمن: أريد أن أرى عالمًا أقل قسوة

طفلة يمنية مصابة بالكوليرا - أرشيفية

وهي في الخامسة من عمرها، شهدت «بثينة» أنواعًا مختلفة من العنف والوحشية، غالبًا ما تريد الحكومات إخفاءها. سُحبت «بثينة» من أسفل أنقاض منزل عائلتها الذي انهار في العاصمة اليمنية صنعاء بسبب قصف الطيران السعودي، وبينما هي ممدة على السرير في المستشفى وممسكة بدمية في يدها ولا تقوى على النظر، قالت: «لا أستطيع فتح عيني إلا باستخدام يدي. أريد أن أرى العالم». تريد بثينة أن ترى العالم المليء بالقسوة، وتسأل صحيفة «نيوزويك»: من المتهم؟ ولماذا لا يهتم أحد؟!

وأضافت الصحيفة، وفقًا لترجمة «شبكة رصد»، أنّ عائلة بثينة توفيت بأكملها بعد قصف منزلهم. وللصدفة، القنبلة التي قصفت منزل «بثينة» كانت أميركية، أطلقتها طائرة سعودية؛ والهجوم حينها قتل 16 مدنيًا، من بينهم سبعة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة أعوام و13. كما خسر «باسم الحمداني»، البالغ من العمر عامين، والديه؛ وردّت السعودية في نهاية الأمر بأنّ الضربة غير مقصودة!

توجّه واضح

وأضافت أنّه ليس من قبيل المصادفة أن يتحمل الأطفال اليمنيون وحدهم وطأة الحرب الوحشية المستمرة منذ 2015؛ إذ يقول تقرير للأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس» إنّه توجّه واضح في العالم ولا يقتصر على اليمن وحده.

ويقول التقرير، المعنون بـ«الأطفال والصراعات المسلحة»، إنّ قتل الأطفال وتشويههم لا يزال يشكّل أكثر الانتهاكات انتشارًا لحقوق الأطفال في البلاد؛ وقال إنّ الهجوم الذي يقوده التحالف بقيادة السعودية في اليمن مسؤول وحده عن 50 إضابة مما ذكرها تقرير الأمم المتحدة.

والخطوة التي اتخذتها الأمم المتحدة حتى الآن وضع السعودية على القائمة السوداء، وكانت هناك محاولات مماثلة سابقة؛ لكنها فشلت، تحت ضغط دبلوماسي مكثف من السعودية. وقبل نشر تقرير هذا العام، حاول السلك الدبلوماسي مرة أخرى الضغط للتخفيف من تداعيات ما تفعله؛ لكنها فشلت.

الأطفال ضحايا رئيسون

لكنّ ما تجاهله تقرير الأمم المتحدة هو الدور الذي يؤديه مورّدو الأسلحة للسعودية والإمارات، المتسببان الرئيسان في الأزمة الإنسانية في اليمن؛ ويبدو أن حملتهما للعلاقات العامة كانت ناجحة جزئيًا؛ إذ طالب الأمين العام للأمم المتحدة السعودية باتخاذ تدابير لتحسين وضع الأطفال هناك. لكن، بحسب الصحيفة، لا يوجد دليل على اتخاذ هذه التدابير حتى الآن.

فعلى العكس، ما زال الأطفال الضحايا الرئيسين لغارات التحالف على اليمن، وهم الوحيدون الذين يتحملون عواقب هذه الحرب.

وقد وثّقت منظمة العفو الدولية مرارًا وتكرارًا انتهاك أعضاء التحالف لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني، بما في ذلك ضد الأطفال، بما يشمل الغارات على المدارس والمستشفيات، واستخدام القنابل العنقودية المحظورة دوليًا التي قتلت -وما زالت- الأطفال وتشوّههم.

وفي بيان مشترك في أواخر يوليو، قال رؤساء ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة إنّ 80% من الأطفال اليمنيين بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بينما يواجه مليونا طفل سوء التغذية الحاد، هذا بجانب وباء الكوليرا المتفشي، الذي وصف بأنه أسوأ تفشٍّ للكوليرا في العالم في العصر الحديث.

أمثلة وشواهد عالمية

وغير اليمن، يمكن العثور على أمثلة للمجازر والانتهاكات التي يتعرّض إليها الأطفال في مناطق أخرى من العالم.

ففي الأشهر الأخيرة وحدها فرّ أكثر من 240 ألف روهينجي من حملات التطهير العرقي في ميانمار؛ بينهم بالطبع أطفال، وفي الحملة على المخدرات في الفلبين أُعدم طفل بطريقة غير قانونية لحيازته مخدرات، بينما قتل 45 طفلًا آخر في هذه الحملة. وقال تقرير آخر لـ«اليونيسيف» إنّ جماعة بوكو حرام قتلت 83 طفلًا، معظمهم من الفتيات، في شمال شرق نيجيريا.

وفي أواخر أغسطس، أدانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل 49 طفلًا من بين الضحايا المدنيين في الغارات التي قادتها طائرات التحالف على سوريا أثناء محاربتها تنظيم الدولة، إضافة إلى تقارير تفيد بأنّ الأطفال يُجنّدون بالقوة من التنظيم.

وقالت الصحيفة إنّ المشاهد «الصارخة» للأطفال الذين يتعرّضون إلى العنف حاليًا هي من أكثر الصور رواجًا وانتشارًا؛ فصورة الطفل «عمران» المغطى بالدم والتراب في سيارة إسعاف بسوريا، والطفل «آلان» الذي طفت جثته على سواحل تركيا، والطفلة بثينة التي ترقد الآن في المستشفى، كلها أمثلة وشواهد على هذه المدة.

وأضافت أن آلاف الأطفال معرضون إلى القتل والتعذيب والتشريد بعيدًا عن منازلهم ومدارسهم، وفقًا لما ذكرته مفوضية الأمم المتحدة؛ إذ يشكّل الأطفال أكثر من نصف اللاجئين في العالم، البالغ عددهم 22.5 مليون لاجئ.

بينما يواجه هؤلاء الأطفال خطرًا على صحتهم العقلية والنفسية بسبب الحملات الوحشية التي يتعرّضون إليها، وبسبب ما يشاهدون من تدمير لمنازلهم ومدارسهم وأحيائهم. وفي وقت سابق من هذا العام، نشرت منظمة إنقاذ الطفولة دراسة عن الإجهاد السام الذي يعاني منه الأطفال في سوريا الآن، ولا نعرف ما إذا كانوا سيتعافون منه أم لا.

آلية مقوّضة

وبالرغم من خروج مبادرات عالمية تحاول إنقاذ وضع الأطفال في مناطق الصراعات في العالم، كان تقرير الأمم المتحدة «الأطفال والصراعت المسلحة» الآلية الوحيدة التي اتخذتها الأمم المتحدة لحمايتهم؛ بل إنّ هناك محاولات الآن لتقويضها.

وطالبت الصحيفة في نهاية تقريرها برفض هروب المتهمين من العدالة؛ بسبب أفعالهم. ففي كل مرة ينجح فيها التحالف السعودي في الهروب من أفعاله، أو كل مرة يعطي فيها مجلس الأمن جوازًا لتمرير قتل الأطفال في سوريا، سيستمر قتل الأطفال؛ سواء في اليمن أو سوريا أو غيرهما؛ مطالبة بتفعيل الإجراءات والقواعد الخاصة بحظر تصدير الأسلحة لهم وضمان ألا يفلت المتهمون من جرائمهم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023