شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عقب تحريرها.. خراب ودمار بـ«الحويجة» وتخوفات من عودة «تنظيم الدولة»

آثار الدمار في الحويجة

يعاني قضاء الحويجة، وهي المدينة الواقعة على بعد 230 كلم شمال شرق بغداد، من تداعيات سيطرة تنظيم الدولة عليه، طوال الفترات السابقة، وهو ما ظهر جليا عقب إعلان بغداد تحرير المدينة كاملة من سيطرة التنظيم عليها، يوم الخميس الماضي.

انطلقت حملة تحرير الحويجة في 21 سبتمبر الماضي، والتي تضمنت مرحلتين انتهت بتحرير مركز القضاء ونواحيه الثلاث بالكامل، فيما تواصل القوات الأمنية تحرير وتطهير بعض القرى الواقعة شمال القضاء.

مخاوف من عودة التنظيم

ويخشى سياسيون عودة عناصر التنظيم، إذا ما تركت القوات العراقية أماكنها داخل القضاء، من عودة عناصر التنظيم، وذلك لما تمثله المنطقة من أهمية استراتيجة لهم، والتي تعد آخر معاقلهم في الشمال.

وطالب نواب تركمان، أمس السبت، القائد العام للقوات المسلحة العراقية، إبقاء قوات عسكرية في كركوك، لضمان عدم عودة عناصر التنظيم مرة أخرى وضمان السيطرة على الأوضاع الأمنية في المحافظة.

وفي مؤتمر صحفي قال عضو اللجنة القانونية في البرلمان أرشد الصالحي، «نطالب القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بإبقاء قطعات (وحدات) عسكرية في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك بعد تحريره من تنظيم الدولة، للحيلولة دون عودة الإرهاب مرة أخرى للقضاء والسيطرة على الوضع الأمني في المحافظة».

أفراد من تنظيم الدولة – أرشيفية

استمرار التطهير

وتستمر القوات العراقية في استعادة بعض المناطق المحيطة بالحويجة، لقطع الإمدادات والسبل لعودة التنظيم مرة أخر، فأعلن قائد الحملة العسكرية لتحرير قضاء الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك العراقية،  الفريق الركن عبد الأمير يار الله،  استعادة قواته السيطرة على سلسلة جبال حمرين التي تسيطر عليها التنظيم، وتعتبرها ممرًا رئيسًا لنقل امداداته العسكرية واللوجستية بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك.

والسلسلة عبارة عن جبال حمرين على طول 45 كم جنوب غربي كركوك (شمال) باتجاه الحدود مع محافظة ديالى شرقاً، وباتجاه محافظة صلاح الدين شمالاً.

جبال الحمرين

دمار وخراب

لم يترك التنظيم المدينة، إلا ودمرها بالكامل، ولم يخلف وراءه إلى آثار لهدم وحرائق في كافة انحاءها، لتكون شاهدا على سياسة الأرض المحروقة، التي يتبناها التنظيم في كل مدينة يخرج منها.

وأضرب عناصر التنظيم التار في آبار النفط المحيطة بالحويجة، لتنطلق ألسنة النار والدخان من كافة المناطق.

كما خلف دمار شامل في كل الأسواق، وهدم الأكشاك الرئيسية داخلها، بعربات مفخخة، مقر المجلس المحلي .

ولم تسلم المستشفيات من الحريق، الذي أصبح خارج الخدمة، وتوقعات بأنه قد يكون مفخخا، وقال محمد خليل، الناطق باسم «الحشد الشعبي» الذي سيطر على مستشفى الحويجة: «عندما سيطر الدواعش (تنظيم الدولة) على المدينة استخدموا المستشفى، لكن عندما اقتربت القوات العراقية أرادوا حرق كل شي حتى لا يستفيد أحد من البنى التحتية والمرافق العامة».

كما أعلنت قوات مشتركة من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي العثور على على 10 مقابر جماعية تضم رفات مدنيين وعسكريين من الشرطة قتلوا على يد عناصر التنظيم .

آثار الدمار في الحويجة

ماذا تعني السيطرة على الحويجة

تعد خسارة التنظيم لمدينة الحويجة، خسارة فادحة، فهي آخر معاقله في محافظة كركوك، وبطرده منها أصبح شمال العراق خاليا من عناصره، وهو ما أكده رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من العاصمة الفرنسية باريس بقوله «لم يبق لنا إلا الشريط الحدودي مع سوريا».

وأكد  الباحث والكاتب العراقي، هشام الهاشمي، أنه باستعادة الحويجة، فإن « تنظيم الدولة خسر 5400كم2»، بالإضافة إلى مقتل وأسر المئات من عناصره.

واوضح الهاشمي عبر صحته على «فيس بوك»، أنه «بخسارتهم سلسلة جبال مكحول وسلسلة جبال حمرين وجبل الخانوگة ومنطقة الفتحة الإستراتيجية.
‏في ⁧‫الحويجة‬⁩ تعني خسارتهم لمثلث التحكم والسيطرة شرق دجلة بين كوكوك وديالى وصلاح الدين، وقاعدة التحكم والسيطرة غرب دجلة بين نينوى وصلاح الدين».

ولفت الباحث العراقي، إلى  أن الهزيمة التي لحقت التنظيم في الحويجة «تعني هزيمتهم لأكبر خزين للموارد البشرية والمأوى الآمن لفلول وعوائل داعش الهاربة من نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك».

وتابع: «في الحويجة تم تحرير أكثر من 78 ألف مواطن من احتلال التنظيم، واستقبال 14الف نازح في اتجاه القوات الأمنية».

وفي ذات السياق أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، أن 33 ألف شخص نزحوا من مدينة الحويجة، منذ انطلاق عملية تحريرها، مشيرة إلىأن «أكثر من 15 ألفا و200 شخص ما زالوا في حالة نزوح، بينما عاد 17 ألف و700 شخص إلى منازلهم».

نزوح عائلات عراقية


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023