لجأت الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة السياحة، إلى الترويج للسياحة المصرية بتأسيس حملة إعلامية، شارك فيها ستيفان شعراوي لاعب نادي روما ومنتخب إيطاليا ذو الأصول المصرية؛ باعتباره الملقب بالفرعون في إيطاليا، متجاهلة لاعبين مصريين محترفين أكثر شهرة.
وتسعى الحكومة بشتى الطرق إلى عودة حركة قطاع السياحة إلى سابق عهدها قبل ثورة 25 يناير 2011، ممنية النفس باقتراب الأرقام الحالية من نظيرتها في عام 2010م، من حيث الأعداد والعائد المادي بالعملة الصعبة.
انطلقت الحملة أثناء مباراة روما ونابولي في الدوري الإيطالي أمس. ووفقًا للاتفاق المبرم، ستستمر الحملة حتى نهاية الموسم الجاري؛ ومن المقرر تنفيذ إعلانات على القناة الخاصة بنادي روما (Roma TV)، وعبر قنوات Sky Calcio التي يصل عدد مشتركيها إلى خمسة ملايين ولديها حق إذاعة الدوري والكأس الإيطاليين حصريًا، ونقل المباريات على الهواء مباشرة؛ ما يضمن مشاهدة الجمهور الإيطالي للحملة.
إهدار للمال العام
ومن جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي رشاد عبده الحملة واحدة من وسائل إهدار المال العام؛ عبر التحصّل من ورائها على عمولات كبرى، ومن المؤكد أنّ لمسؤولين في وزارة السياحة دورًا فيها على حساب الوطن.
وقال في تصريح لـ«رصد» إنّ «الحملة تكلّفت 22 مليون دولار، ما يوازي 396 مليون جنيه؛ كان الأولى بها بناء متاحف كبرى وإقامة أنشطة مختلفة تجذب السياح إلى مصر، إضافة إلى توفير الحماية القصوى بالقضاء على الإرهاب نهائيًا؛ خاصة وأنّ الجهود الحالية لم تثمر عن إقصاء الإرهاب، وحتى ساعات قليلة تعرّض الجنود إلى هجمات مسلحة».
استمرار التفجيرات
وأعلن الجيش المصري أمس الأحد مقتل ستة جنود في استهداف لنقاط تأمين بمنطقة كرم القواديس بالعريش.
وشهد قطاع السياحة في مصر تدهورًا على مدار السنوات الست الماضية؛ إذ بلغت خسائر القطاع ما يقرب من 33.5 مليار دولار، أي بمتوسط 5.6 مليارات دولار سنويًا. و3.4 مليارات دولار إيرادات السياحة عام 2016، بينما بلغت 12.5 مليار دولار عام 2010؛ أي ما يعادل قيمة قرض صندوق النقد الدولي الأخير إلى مصر.
شروط الروس
ومؤخرًا، وضعت روسيا شرطًا جديدًا للسماح بعودة مواطنيها إلى النشاط السياحي في مصر؛ إذ قال نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش إنّ بلاده تنتظر رد مصر بشأن بروتوكول أمن المطارات لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، بينما تلجأ مصر حاليًا إلى الحج المسيحي، عبر تصريح من الفاتيكان؛ لتعويض غياب السياحة الروسية.
وقال أركادي، في تصريحات مساء الأحد 8 أكتوبر 2017 على هامش منتدى «العلوم والتكنولوجيا في المجتمع» المنعقد بمدينة كيوتو اليابانية، إنه «من الضروري إبرام اتفاق ينظّم جميع القضايا الأمنية في المطارات المصرية من أجل استئناف الرحلات الجوية، والمصريون يدرسون مشروع الاتفاق»، موضحًا أنّ المشاورات مستمرة بين الجانبين؛ لكنّ «موسكو لم تتلق الرد بعد».
وسبق وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ روسيا تتوقع في المستقبل القريب إمكانية حل قضية أمن الطيران في مصر بشكل كامل، وموسكو تتابع الجهود التي تبذلها القاهرة.
الحج المسيحي
وفي سياق متصل، لجأ النظام إلى استجداء الغرب عبر «الحج المسيحي». وقال يحيى راشد، وزير السياحة، إنه سيلتقي فرانسيس بابا الفاتيكان لاعتماد رحلة العائلة المقدسة في مصر.
وأضاف، في مداخلة هاتفية لبرنامج «هنا العاصمة» عبر فضائية «CBC»، أنّ بابا الفاتيكان سيعتمد أيقونة رحلة العائلة المقدسة رحلة حج لمصر؛ باعتبار العائلة المقدسة أقامت في مصر ثلاث سنوات ونصف تقريبًا.
وتوقفت الرحلات الجوية بين مصر وروسيا منذ نهاية 2015 بعد تحطّم الطائرة الروسية «إيرباص 321»، التابعة لشركة «كوجاليم آفيا»، فوق سيناء، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ؛ لانفجار قنبلة وضعت على متنها، وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن هذا التفجير الذي قُتل فيه 224 راكبًا بالإضافة إلى طاقم الطائرة.
ومنذ يناير 2017 توالى وصول الوفود الأمنية من روسيا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة إلى مطاري شرم الشيخ والقاهرة الدولي لتفقّد الإجراءات الأمنية قبيل عودة السياحة الروسية والبريطانية لمصر، لكن ذلك لم يحدث إلى الآن؛ خاصة بعد تعرّض مواقع سياحية إلى هجمات مسلحة مؤخرًا.
مصر خطرة
بالرغم من تولي الروس مهام تدريب قيادات المطارات المصرية على التأمين، وتعاقدت مصر مع شركات أنظمة مراقبة روسية؛ لم يشفع هذا للسلطات الروسية بالسماح لمواطنيها بعودة السفر إلى مصر، وقررت استكمال مدة تأجيل حظر السفر إليها.
وقالت سفيتلانا سيرغييفا، مستشارة رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة، في بيان لها في 26 من يوليو الماضي، إنّ الجانب المصري لم يحل جميع المسائل المتعلقة بأمن الطيران.