لأول مرة في تاريخ حكم آل سعود، تشهد المملكة السعوية في الشهور الأخيرة الماضية اعتراض علني على سياسات «محمد بن سلمان» ولي العهد السعودي، الأمر الذي صاحبه حملات اعتقال، فيما توقع خبراء أن تشهد المملكة في الفترة المقبلة إجراءات أكثر استبدادا ثم حراك شعبي كبير.
وكانت المعارضة السعودية، دعت لحراك قالت أنه يهدف إلى معالجة الفقر والبطالة ورفع الظلم عن المرأة والضعوف وتحسين مستوى الخدمات وإطلاق المعتقلين، ومواجهة تطلعات الملك سلمان وولده، التي جرت المملكة إلى الحروب، إلا أنها قوبلت بحملة اعتقالات واسعة.
تكرار لسيناريو جمال مبارك
وربط الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، بين صعود بن سلمان في السعودية وجمال مبارك في مصر والذي انتهى به المطاف بثورة 25 يناير، خاصة مع تزايد الأزمات الاقتصادية للمملكة.
وقال سلمان في تصريح لـ«رصد:»:«إن الصعود السياسي السريع لولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» نجل ملك السعودية، يذكرنا بالصعود السياسي والدعم اللامحدود من قبل الرئيس المخلوع مبارك لنجله، وتسخير كل إمكانيات الدولة في خدمته وخدمة طموحاته السياسية، حيث أصبح «جمال مبارك» ـ خلال بضع سنوات ـ الرجل الأول في مصر، تتسابق كل الدوائر لإرضائه والسير في كنفه.
وأضاف، فشل حراك 15 سبتمبر ليس معناه نهاية المطاف، لكنه بداية الأزمة، فهناك متغيرات جديدة على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، خاصة وأن الأمر لم يقتصر على تعيين بن سلمان ولي العهد فحسب، بل تولى أيضاً منصب وزير الدفاع، فأصبحت إمكانيات المملكة العسكرية تحت تصرفه، ليتخذ أولى قرارته العسكرية بخوض الحرب ضد الحوثيين في اليمن، والتي لم تحقق نتائج تذكر على الأرض، غير استنزاف موارد السعودية.
وأشار نافعة إلى أن بن سلمان متهم بالتسبب في الأزمة المالية، والإجراءات التقشفية التي أقرتها المملكة العربية السعودية، حيث أن الأمير الشاب سعى إلى امتلاك القوة الاقتصادية أيضاً، إذ عينه والده في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء، ومنصب رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية، وهو المجلس المسؤول حالياً عن تشكيل سياسات المملكة اقتصادياً، وتأكيداً لمكانته وسيطرته على اقتصاد المملكة، أطلق «محمد بن سلمان» في أبريل2015 «رؤية المملكة 2030» لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي.
حملة الاعتقلات
واعتقلت السلطات السعودية عددا من الدعاة، بينهم العودة والقرني وعلي العمري، وانضم إليهم كل من الأكاديمي محمد موسى الشريف، والدكتور علي عمر بادحدح، والدكتور عادل بانعمة، إضافة إلى الإمام إدريس أبكر، والدكتور خالد العجمي، والطبيب عبد المحسن الأحمد.
كما أكدت مصادر سعودية اعتقال الإعلامي فهد السنيدي، والشيخ يوسف الأحمد، والشيخ محمد الهبدان، وعبد بن عابد الحارثي مستشار أمير منطقة مكة، والدكتور محمد الخضيري، والدكتور إبراهيم الحارثي خطيب مسجد في جدة، والداعية إبراهيم الفارس، والداعية غورم البيشي، والشاعر زياد بن بخيت.
وكان مغردون سعوديون أكدوا في وقت سابق أن اعتقال الشيخ العودة جاء إثر تغريدة دعا الله فيها أن«يؤلف القلوب» بعد نبأ الاتصال الهاتفي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.