ما زال البحث جاريًا عن النقيب محمد الحايس، من مديرية أمن الجيزة، المحتمل اختطافه في حادثة الواحات يوم الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل 16 شرطيًا لقوات مأمورية الكيلو 135، بينهم 11 ضابط، كما قالت الرواية الرسمية لوزارة الداخلية؛ ورأى خبراء أمنيون أنّ اختطاف الضابط فرصة ذهبية للجماعات المسلحة.
ونفى الدكتور علاء الحايس، والد النقيب محمد بمباحث قسم شرطة ثان أكتوبر، عثور وزارة الداخلية على نجله حتى الآن، مضيفًا: «لا أحتاج من الحياه سوى أن أرى ابني، وأنا راضٍ بقضاء الله».
وأضاف في تصريحات صحفية أنّه تواصل مع القيادات الأمنية وطالبهم بتكثيف البحث؛ خاصة وأن زوجته (والدة النقيب) في حالة يُرثى لها، مطالبًا عبدالفتاح السيسي بالتدخل.
ويقول الخبير الأمني اللواء مدحت قريطم إنّ اختطاف المسلحين لضابط الشرطة فرصة ذهبية لممارسة الضغط على وزارة الداخلية والحكومة، إضافة إلى تشتيت الجهود؛ وربما استنزاف قوات أخرى في أنشطة خطرة بالصحراء.
وأضاف في تصريح لـ«رصد» أنّ «اختطاف ضابط هدفه أيضًا ضرب الجوانب النفسية والمعنوية وقوات الجيش؛ عبر بثّ أفكار الخوف والقلق من ملاقاة مصير الحايس نفسه، وحتى يفكر كل مجند أو ضابط ألف مرة قبل خوض مأموريات مثل هجوم صحراء الواحات».
وقال الخبير العسكري حسام مظلوم، في تصريح لـ«رصد»، إنّ الاختطاف له بعد سياسي بعيد المدى وهدفه ترسيخ ركود حركة السياحة لمدى طويل؛ فاختطاف ضابط له مدلول عسكري ونفسي من شأنه إبراز ضعف القوة الأمنية لمصر، ومن ثم توجيه صورة سلبية عن الأمن المصري؛ ليصعّب على الدولة المصرية مباحثات إعادة النشاط السياحي إلى طبيعته.
تفاصيل الهجوم
قال مصطفى بكري، عضو مجلس النواب والصحفي المقرب من الأجهزة الأمنية، إنّ هناك معلومات تفيد باختطاف ضباط وجنود في حادثة الهجوم على قوات مأمورية الكيلو 135 بالواحات البحرية بوادي الحيتان.
وكتب في صفحته على «تويتر»: «توصل جهاز الأمن الوطني إلى مكان المعسكر، بعد أن ألقى القبض على أربعة مسلحين في القليوبية، اعترف اثنان منهم بوجود المعسكر وقدموا تفاصيل كاملة».
وأضاف: «صدرت التعليمات بإعداد مأمورية من الأمن الوطني والقوات الخاصة لتنفيذ المهمة، وتحركت القوات فجر الجمعة من معسكر أحمد الكبير على الطريق الصحراوي وتوجهت إلى الكيلو 135، وبعد وصول القوات تركت مجموعة على الطريق الرئيس الواحات للتأمين، وتحركت القوات داخل الجبال بعمق 15 كم، ورصدت عناصر مسلحة دخول القوات وكانت لديها إخبارية سابقة فاستعدت للمواجهة».
وتابع: «حدث ارتباك للقوات التي فوجئت بالحدث، ولم يكن هناك إسناد جوي أو استطلاع مسبق، ثم جرى اتصال بين القوات المحاصرة وبين القوات التي تؤمن الطريق الرئيس، فجأة انقطع الاتصال الذي تم عبر هاتف الثريا، خاصة أن إرسال المحمول مقطوع في هذه المنطقة التي توجد إلى جوارها حقول للبترول».
وقال إن هناك «معلومات تقول إنه خطف بعض الضباط والجنود وهم في حوزة المسلحين، وتدخلت القوات المسلحة وقوات إسناد من الشرطة وهي تطارد المسلحين وفي الصحراء، وأن أعداد الشهداء ليست بالقليلة».