قبع في السجون المصرية أربع سنوات، تجربته جعلته يتعهّد بأن يدافع عن السجناء المصريين من بلده أيرلندا. كان عمر «إبراهيم حلاوة» عندما اعتقل في مظاهرة ضد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي بالقاهرة 17 عامًا، وأُطلق سراحه الأسبوع الماضي؛ بعد قرابة شهر من تبرئته من جميع التهم الموجّهة إليه، حسبما نشرت صحيفة «الجارديان».
وأضافت، بحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ إبراهيم قال بعد لقاء حميمي مع أسرته بعد عودته إنّ «كثيرًا من الأبرياء وراء القضبان في العالم أجمع وليس في مصر فقط»، وتجربته في السجن المصري جعلته يفكر بشكل جدّي في اتخاذ نهج الدفاع عن هؤلاء الأبرياء، مضيفًا: «حتى لو كانوا مدانين سنطالب بعودتهم. لقد مررت بتجربة الابتعاد عن المنزل».
خاضت أسرة إبراهيم وجماعات حقوق الإنسان والسياسيون الأيرلنديون ووزارة الخارجية أربع سنوات كاملة في معركة قانونية من أجل إطلاق سراحه.
وكان إبراهيم، نجل رجل الدين البارز الشيخ حسين حلاوة في «دبلن»، طالبًا وقت حملة الاعتقالات التي قادتها الحكومة المصرية ضد المعارضين، وقبض عليه وشقيقاته الثلاث «فاطمة وسمية وأميمة»؛ لكن أطلق سراحهن فيما بعد بكفالة وعدن إلى دبلن، وبُرئن غيابيًا، لكنّ إبراهيم ظل في السجن.
ووصف ظروف السجن في مصر في مقال نشرته الجارديان في سبتمبر 2016، قال فيه: «نقلوني لأكثر من مرة إلى سجون مختلفة، وفي كل سجن أُنقل إليه أتعرّض إلى الضرب والاعتداء. جعلونا نستلقي على وجوهنا على الأرض وأذرعنا خلف ظهورنا، ثم يقفزون علينا سجينًا تلو الآخر».
«جرّبتُ كلّ أشكال التعذيب؛ من التجريد من الملابس إلى الضرب والحبس الانفرادي، وبالطبع كانوا يعذبون السجناء أمامي. هذه مشاهد لن أنساها أبدًا».
وأضافت أميمة، شقيقة إبراهيم، أنه لم ير أبناء إخوته الذين ولدوا أثناء وجوده في السجن، ولم ير والده منذ أربعة أعوام، ولا إخوته. وقالت عائلته إنه دخل في إضرابات عن الطعام بعد اعتقاله، وأصبح جسده ضعيفًا للغاية؛ واضطر إلى استخدام كرسيّ متحرك.
وقالت مايا فوا، مديرة جمعية «ريبريف» القانونية في لندن، إنّ الحملة المُطلقة من أجل حرية إبراهيم كانت لإنقاذه من تجربة «جحيمية»؛ فالإفراج عنه وعودته إلى أيرلندا تأخّر كثيرًا. وقالت إنّ محنته ألقت الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها النظام المصري ضد المعتقلين، بما في ذلك المحاكمات الجماعية والتعذيب وإعدام الأطفال والمتظاهرين السلميين.
وطالبت مايا المجتمع الدولي وأيرلندا بضرورة التدخل ودعوة مصر إلى إنهاء هذه التجاوزات، وقالت إنها أصدرت أحكامًا جماعية بالإعدام منذ احتجاجات 2013.
وقال لين بويلان، سياسيّ أيرلندي عمل على إطلاق سراح إبراهيم وحضر جلسات لمحاكمته، إنه في حين أنه كان متحمسًا للعودة إلى أيرلندا بصحبة إبراهيم؛ سيعاني من فقدانه أربع سنوات من حياته داخل السجن، وقال إبراهيم: «أريد العودة إلى حياتي الطبيعية، وأتطلع إلى طبق من الرقائق والسمك».