أعلن رئيس الوزراء الإسباني «ماريانو راخوي» مساء الجمعة إقالة رئيس كتالونيا «كارليس بوتشيمون» وحكومته، داعيًا إلى إجراء انتخابات في 21 ديسمبر المقبل في الإقليم.
وصوّت برلمان كتالونيا اليوم الجمعة على قرار لصالح الاستقلال. وبعد مدة وجيزة، خوّل مجلس الشيوخ الإسباني في مدريد لـ«ماريانو» سلطة اتخاذ إجراءات غير مسبوقة للقضاء على محاولة استقلال الإقليم.
وقال «ماريانو» في ختام جلسة لمجلس الوزراء إنّ «هذه الخطوات الأولى التي نتخذها لمنع الذين كانوا مسؤولين حتى الآن (السلطة التنفيذية الكتالونية) عن مواصلة تصعيد العصيان»، مضيفًا أنّ الحكومة في مدريد ستطلب أيضًا من المحكمة الدستورية أن تبطل القرار الصادر من برلمان كتالونيا.
وأضاف أنّ عزل الحكومة والإجراءات الأخرى لن تكون سارية إلا بعد نشرها في الجريدة الرسمية في إسبانيا.
ويطلب قرار البرلمان في حيثياته من حكومة كتالونيا التفاوض للاعتراف بها في الخارج، فيما لم تعلن أي دولة دعمها للانفصاليين. ويدعو قرار البرلمان للبدء في الانفصال الذي يتضمن سنّ قوانين جديدة لكتالونيا، وفتح باب المفاوضات على قدم المساواة مع السلطات الإسبانية لوضع أسس التعاون.
أغلبية مؤيدة
وقالت رئيسة البرلمان إنّ البرلمان، المؤلف من 135 عضوًا، وافق على إعلان الاستقلال بتأييد 70 صوتًا مقابل اعتراض عشرة وامتناع اثنين عن التصويت. وغادر عشرات من نواب المعارضة البرلمان قبل التصويت على الاستقلال، ووضع بعضهم أعلامًا إسبانية وكتالونية على مقاعدهم الشاغرة.
وقدّمت الأحزاب الانفصالية الكتالونية إلى برلمان إقليمهم بيانًا يعلنون فيه استقلال الإقليم المهدد بإخضاعه لوصاية الحكومة المركزية.
وسمح البرلمان الإسباني للحكومة المركزية في مدريد بفرض إدارتها المباشرة على كتالونيا.
الحفاظ على «السلمية»
من جهته، دعا رئيس إقليم كتالونيا، كارلس بويغديمونت، رفاقه الانفصاليين إلى التزام السلمية قبيل حملة متوقعة من قبل السلطات الإسبانية في أعقاب إعلان الاستقلال. وأمام حشد من مئات المؤيدين عند مقر برلمان كتالونيا، قال: «في الأيام المقبلة يتعين علينا المحافظة على قيمنا السلمية والكرامة. بناء الجمهورية في متناول أيدينا وأيديكم».
كما دعت «الجمعية الوطنية الكتالونية»، كبرى جماعة سياسية مؤيدة لاستقلال إقليم كتالونيا، موظفي الحكومة إلى عصيان الأوامر الصادرة من الحكومة الإسبانية بعدما فوض البرلمان حكومة مدريد لبسط حكمها المباشر على الإقليم، وحثت موظفي كتالونيا على «المقاومة السلمية» للأوامر.
كما أعلنت واشنطن ودول أوروبية اليوم الجمعة رفضهم التام لانفصال إقليم كتالونيا، مؤكدين أنه «جزء لا يتجزأ من إسبانيا».