شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«يو إس إيه توداي»: الوجود الأميركي في سوريا والعراق سيمتد إلى ما بعد سقوط دولة الخلافة

صورة لمقاتلين في العراق

قال الجنرال «بول فونك»، قائد التحالف الدولي الذى تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، إنّ قوات التحالف يجب عليها الاستعداد للحفاظ على وجودها في المنطقة لتدريب القوات البرية ودعمها حتى بعد الانهيار الوشيك لخلافة تنظيم الدولة.

وأضاف في حديثه لصحيفة «يو إس إيه توداي» قائلًا: «أعتقد أننا بحاجة إلى تنظيم أنفسنا لكي نكون مستعدين لالتزام طويل الأمد لبناء قدرات الحلفاء في هذا الإقليم».

وأضاف، وفق ما ترجمته «شبكة رصد»، أنّ أيّ قرار بالتزام طويل الأمد للقوات الأميركية في العراق سيأتي من البيت الأبيض، الذى لم يناقش علنًا ​​خططه المستقبلية حتى الآن. وقال «بول» إنّ «هذه بالضبط الطريقة التي نميل إليها؛ لكن ذلك سيكون قرارًا يختص به صناع القرار في البيت الأبيض».

ويريد القادة تجنب تكرار عام 2011، عندما أدى انسحاب القوات الأميركية من العراق إلى غزو تنظيم الدولة له بعد ثلاث سنوات.

وقال «جيمس جيفري»، المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط وسفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، إنّ «وجود ائتلاف طويل الأمد سيساعد القوات العراقية على منع عودة تنظيم الدولة والمساعدة في سيطرة الجيش العراقي مهمة وتوفر توازن ضد النفوذ الإيراني».

وتابعت الصحيفة أنّ تنظيم الدولة، الذي كان قوة مهيمنة يحكم مناطق واسعة من العراق وسوريا، تراجع إلى آلاف من المقاتلين في مدن وقرى معزولة على طول نهر الفرات. ويسيطر على نحو 5% من الأراضي التي استحوذ عليها في ذروته.

ويتوقع القادة من التنظيم التحوّل من جماعة إرهابية تسيطر على الأراضي إلى منظمة من الخلايا المحلية. وستظل المنظمة قادرة على القيام بأعمال إرهابية؛ ولكنها ستشكّل تهديدًا إقليميًا أقلّ من كونها تسيطر على الأراضي وتعبّئ قوات عسكرية منظمة.

وأشارت «يو إس إيه توداي» إلى أنّ محاربة هذا النوع من الجماعات الإرهابية تتطلب مجموعة مختلفة من المهارات، وصُمّمت كثير من التدريبات مع التحالف حتى الآن لبناء قوة قادرة على محاربة معركة تقليدية في مدن مثل الموصل، ثانية كبرى مدن العراق، والرقة عاصمة الجماعة الفعلية في سوريا.

وقال «بول» في حواره مع «يو إس إيه توداي» إنه «يجب أن نكون قادرين على إعادة الإعمار والقضاء على هذه الأنشطة. إننا بحاجة إلى القيام بذلك لبناء قدرات الحلفاء لتكون محصّنة ضد هذا التنظيم».

وتتطلب محاربة التنظيم، الأكثر تقليدية في تنظيم خلايا صغرى وشبه مستقلة، التركيز على الاستخبارات والشرطة. ولن يتطلب ذلك الدعم الجوي المكثف الذي قدمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للجيش العراقي والقوات الديمقراطية السورية، وهو تحالف من العرب والأكراد الذين يحاربونه. قال «بول» إنّ «الجزء الكبير من المهمة العسكرية سيتحول إلى مهمة تدريب».

ومن المرجّح أن يركّز أيّ وجود طويل الأمد في المنطقة على العراق؛ فلدى الولايات المتحدة حكومة ثابتة تتعاون معها. وفي سوريا، تدعم الولايات المتحدة تحالفًا من المليشيات، والبلد في خضم حرب أهلية، ودرّب التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة أكثر من مائة ألف جندي عراقي في السنوات الماضية.

وذكرت الصحيفة أنه بعد ثلاث سنوات من مغادرة القوات الأميركية العراق في 2011 انهارت القوات المسلحة في البلاد عندما اجتاح تنظيم الدولة الحدود مع سوريا المجاورة، واستولى على الموصل وهدّد بغداد.

وقالت إدارة أوباما إنها ليس أمامها اختيار سوى الانسحاب؛ لأن الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة لن توافق على توفير حماية قانونية لوجود عسكري أميركي طويل الأمد.

ويقول محللون إنّ الولايات المتحدة يمكن أن تتغلب على اعتراضات بغداد إذا التزمت الإدارة بوجودها في العراق. وقال «ستيفن بيدل»، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، إنّ «إدارة أوباما لم تكن متحمّسة للبقاء في العراق».

بينما إدارة ترامب أكثر ميلًا إلى وجود طويل الأجل في العراق، وقال «جيفري» إنّ «الحكومة الأميركية لديها مصلحة قوية في البقاء». ويتمتع كبار أعضاء إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الدفاع «جيم ماتيس» ومستشار الأمن القومي «ماكماستر» و«جون كيلي» رئيس أركان البيت الأبيض، بخبرة واسعة في العراق وعلاقات مع المسؤولين في بغداد.

ويمكن للولايات المتحدة أن تتجنب الضغط على بغداد لتوقيع اتفاق مركز القوات، الذي أثار نقاشًا سياسيًا جدليًا في العراق في عام 2011 أدى في نهاية المطاف إلى عرقلة الوجود الأميركي المستمر هناك. وقال «مايكل أوهانلون»، المحلل في مؤسسة «بروكينجز»: «نحن لسنا بحاجة حقًا إلى مثل هذا الاتفاق الرسمي، ولا يجب أن نصر عليه».

وقال «جيفرى» إنّ القوات الأميركية تعمل حاليًا ضمن اتفاقية رسمية أقل بين البلدين، ويمكن أن تستمر في ظل الترتيب نفسه، كما تغيّرت البيئة السياسية في بغداد منذ عام 2011. ولا تزال إيران تمارس تأثيرًا كبيرًا في بغداد؛ لكنّ تهديد تنظيم الدولة أبرز حاجة العراق إلى المساعدة الدولية.

وأضاف جيفري أنّ إيران لا تزال تعارض استمرار الوجود الأميركي، لكن واشنطن يجب أن تكون قادرة على إقناع بغداد بتجاوز اعتراضات طهران. وأضاف أنّ وجود القوات الأميركية من المحتمل أن يكون أقل من خمسة آلاف جندي. ولدى الولايات المتحدة حاليًا قرابة 5500 جندي أميركي في العراق يعملون أساسًا مستشارين ومدربين.

وقال «بول» إنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ما زال يتابع ما تبقى من تنظيم الدولة ويطارده. وقال إنّ المسلحين سيحاولون تشكيل مقاومة منظمة في معاقلهم المتبقية على امتداد نهر الفرات، وتتراوح تقديرات قوتها بين ثلاثة آلاف مقاتل وسبعة آلاف في العراق وسوريا؛ بعدما بلغ عدد مقاتليها في ذروتها أكثر من 25 ألف مقاتل في 2015، وقتل معظمهم أو هربوا، وقال «بول» إنهم «قطيع من دون قيادة في الوقت الراهن».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023