شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مئوية «وعد بلفور».. بريطانيا تحيي دورها الاستعماري وفلسطين تطلب الاعتذار

مظاهرة في برلين تندد بوعد بلفور وتطالب بريطانيا بالاعتذار

تشتعل الأزمة بين بريطانيا والسلطات الفلسطينية، مع اقتراب الذكرى المائة لوعد بلفور، على خلفية تصريحات لرئيسة الوزراء البريطانية، عبرت فيها عن فخرها بوعد بلفور ومساعدة بريطانية في قيام الدولة اليهودية (إسرائيل).

تهديدات ومطالب الاعتذار

إصرار بريطانيا على الاحتفالات بذكرى وعد بلفور، والتصريحات التي أطلقتها ماي خلال الأيام السابقة، دفعت الجانب الفلسطيني إلى التهديد بمقاضاة بريطانيا، في ما تم ارتكابه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني.

وأكدت الخارجية الفلسطينية على إصرارها مقاضاة بريطانيا إذا نَـظمت احتفالات ٍ بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور الذي أفضى لقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية في أربعينيات القرن العشرين.

وقال ياسر جرادات نائب وزير الخارجية إنهم سيخاطبون الهيئاتِ المختصة َ لتقديم شكاوى ورفع قضايا على الحكومة البريطانية إذا لم تتراجع عن تنظيم هذه الاحتفالات.

وفي وقت سابق تعهد وزير الخارجية رياض المالكي بمقاضاة بريطانيا على خلفية عزمها إحياء مئوية وعد بلفور.

ومن جهتها طالبت منظمة التحرير الفلسطينية لندن بالاعتذار عن وعد بلفور الذي مهّد لإنشاء إسرائيل على الأرض الفلسطينية، بدلا من الاحتفال به في ذكراه السنوية المئة.

ووصف أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، تصريحات ماى، بأنها ينم عن جهل بحقائق التاريخ ووقاحة سياسية، وإصرار على تأييد الجريمة التي وقعت بحق شعبنا الفلسطيني.

وانتشرت دعوات على مواقع التواصل تطالب بمحاكمة بريطانيا أو تقديمها اعتذارا لفلسطين، وطالب أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الله الشايجي «بإرسال عريضة رفض الاحتفال في بريطانيا بمئوية وعد بلفور المشؤوم».

وقال الشايحي في تغريدة له «بريطانيا سبب بلاوي منطقتنا – بدل اعتذارها تحتفل! بعدما أعطت بريطانيا العظمى حينها محتل فلسطين وهي من لا يملك لمن لا يستحق- ومنحت فلسطين- لليهود – ستقام احتفالية بمئوية وعد بلفور في أهم قاعة احتفالات».

من جهتها طالبت جامعة الدول العربية بريطانيا، إعلان الاعتراف بدولة فلسطين لتصحيح وعد بلفور.

رياض المالكي وزير خارجية فلسطين

هل يمكن مقاضاة بريطانيا؟

وبالحديث عن التهديدات القضائية للسلطات البريطانية، فإن تساؤلات تثار حول أحقية فلسطين في مقاضاة بريطانيا، وهل تستجيب المحاكم الدولية لمثل هذه القضايا، وكيف يمكن الضغط شعبيا في هذا الاتجاه.

وقال الباحث والكاتب في الشأن الفلسطيني، علي هويدي، إنه «منذ ما يقارب من 6 أشهر، ونحن نسمع عن تهديدات السلطة الفلسطينية برفع دعوى قضائية ضد بريطانيا ومطالبتها بالاعتذار للشعب الفلسطيني وتحملها للمسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية والمادية».

واعتبر هويدي في تصريح لـ «رصد»، بأنه «بأنه قد آن الآوان للتقدم خطوات عملية قي هذا الجانب»، لافتا إلى أن ««هذا سيشكل مزيد من الارباك والقلق والضغط على بريطانيا».

وأكد الباحث لافلسطيني، على أحقية فلسطين في رفع قضية ضد بريطانيا، وذلك على اعتبار ان بريطانيا خلال فنرة الانتداب البريطاني أخلت بدورها القانوني بتهيئة الشعب الفلسطيني لحق تقرير المصير وما فعلته سلمت فلسطين للعصابات الصهيونية.

وأوضح الباحث في الشأن الفلسطيني أن «تيريزا ماي بتصريحاتها هي تصر على دورها الاستعماري، ما زال مستمر الى الآن، لذلك الغضبة باتجاه الوعد ليست فلسطينية فقط وإنما أيضا قي الشارع البريطاني واحرار العالم».

ودعا هويدي، الأمة العربية و«أحرار العالم» للمزيد من التحرك، وكذلك النظام العربي الرسمي لممارسة الضغط على السفارات البريطانية في الدول العربية والدول الغربية.

واستدرك، بأن الحراك الشعبي على أهميته، يجب أن يستثمر في أروقة صناع القرار –  في إشارة غلى الأمم المتحدة – مضيفا، «يجب على الدولة الفلسطينية العضو المراقب في الامم المتحدة ان تستفيد من هذا الحراك الشعبي للمزيد من تشكيل لوبيات ضغط من الدول الصديقة للشعب الفلسطينية لتشكيل كتلة دولية تكون قادرة على صنع تغيير في المواقف تجاه وعد بلفور في المنظومة الدولية».

لكن الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب قال ، في تصريح لـ « فلسطين اليوم الإخبارية»، إنه  «لا سلطة ولا أفراد يستطيعون محاكمة ومقاضاة بريطانيا في محاكم العدل الدولية، لأن ذلك يستوجب موافقة الطرفين، مبيناً أن من الصعوبة جداً وفقاً للمنظور السياسي والقانوني الذهاب إلى المحاكم الدولية لمقاضاة بريطانيا».

تيريزا ماي

أسباب فخر بريطانيا

تفتخر بريطانيا بدورها في «وعد بلفور» والذي مر عليه 100 عام، وهو ما صرحت به رئيسة وزراء بريطانيا، وتعتبر الذكرى حدثا هاما لعدة أسباب:

بريطانيا تحتفل بتحقيق إرادتها

نص وعد بلفور على إقامة دولة لليهود في فلسطين بحسب نص رسالة وزير الخارجية البريطاني إبان تلك الفترة، آرثر جيمس بلفور  التي قال فيها «إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخروسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.»

نص وعد بلفور

علاقة قوية مع إسرائيل

العلاقات بين إسرائيل وبريطانيا، دوما كانت جيدة، بل إن السياسة البريطانية يتحكم بها لوبي إسرائيلي، وهو يدعم المؤيدين لإسرائيل في الانتخابات، ويمول حملاتهم بحسب ما ذكر الصحفي البريطاني آلاستير سلون.

وكانت بريطانيا أعلنت العام الماضي حظر مجالس محلية وهيئات عامة وحتى بعض اتحادات الطلاب الجامعية التي تقود لمقاطعة شركات إسرائيلية تعمل في مجال تجارة الأسلحة، الوقود الأحفوري، منتجات التبغ، أو المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وتمثل العلاقات التجارية بين الكيان الصهيوني وبريطانيا عاملا مهما في التأييد البريطاني، وتسعى إلى تعزيز علاقات الاقتصادية مع إسرائيل في أعقاب قرار المملكة المتحدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وما قد يجره هذا الانفصال من تأثير على الاقتصاد البريطاني.

وفي وقت سابق، وخلال زيارة رسمية لنتنياهو في بريطانيا، صرح بأن الدعوة التي تلقاها من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لحضور احتفالات المئوية على التوقيع على «وعد بلفور» في لندن «تعبر بوضوح» عن عمق العلاقات بين القدس وشارع داونينغ.

نتنياهو وتيريزا ماي

انتشار العنصرية في بريطانيا

تشير تقارير إلى أن بريطانيا من أكثر الدول التي تعاني انتشارر العنصرية والكراهية بشكل كبير، وزادت حدتها في الأونة الأخيرة، وعل الرغم من أنها أصبحت لا تميز بين الأجانب من الأقليات كالسود والآسيويين والأقليات الاوروبية خاصة من دول اوروبا الشرقية مثل بولندا وبلغاريا وسلوفاكيا، إلا أن تعاظم الكراهية ضد المسلمين على حساب اليهود ظهرت جليا في عدد من الحوادث والاضطهاد ضد الأقليات هناك.

يهود بريطانيا

 

حراك ضد بريطانيا

وفي إطار مساعي نشطاء فلسطينيون لاعتذار بريطانيا، نظمت حملة الاعتذار عن وعد بلفور وقفة احتجاجية أمام القنصلية البريطانية في ألمانيا، طالبت بريطانيا بالاعتذار عن مسؤوليتها بما يعانيه الشعب الفلسطيني خلال 100 بسبب «وعد بلفور».

وفي المقابل وصل إلى فلسطين وفد من النشطاء البريطانيين، للاعتذار عن وعد بلفور، بعد أن سارو على أقدامهم 174 يوماً، من بريطانيا إلى القدس المحتلة.

وسار الوفد حوالي 300 قدما، عبر 11 بلداً للوصول إلى فلسطين المحتلة، ليعلنوا براءتهم من الوعد الذي قطعته بريطانيا قبل 100 عام بمنحهم هذه البلاد، لإقامة إسرائيل عليها.

ومن جهته رفض زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيرمي كوربن المشاركة في حفل مئوية وعد بلفور المقرر في لندن يوم الخميس المقبل، الأمر الذي أثار غضب الإسرائيليين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023