«مصر لم تؤدِّ دورها بشكل جيد في تأمين استقرار المنطقة، وعليها تغيير سياستها». عبارة فارسية بلسان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أثارت الجدل في الساعات الماضية؛ خاصة بعد ردّ الخارجية المصرية عليها ببيان شديد اللهجة.
بدأت الأزمة بتصريحات عبدالفتاح السيسي لفضائية فرنسية أثناء زياته الأخيرة إلى باريس، قال فيها إنّ العلاقات بين مصر وطهران مقطوعة منذ 40 سنة، ولم تمر سوى 72 على انتهاء الزيارة لتخرج إيران بكلمات ضد سياسة مصر.
ودعا بهرام، في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية الإيرانية، الساسة في مصر إلى الابتعاد عن وجهات نظرهم السابقة التي أدّت إلى قطع العلاقات مع إيران. وقال إنّ «عليهم أن يتفهموا القضايا الإقليمية ومكانة إيران وحقائق مجتمعها، والتحلي برؤية جديدة»، متوقعًا أنه في حال وصول هؤلاء الساسة إلى هذه المرحلة «ستكون الأرضية متوفرة لمزيد من التفاهم والحوار الثنائي».
واعتبر أنّ مصر «بسبب سياساتها الخاطئة فقدت دورها السابق وحان الوقت كي تستعيده».
رد الخارجية
وردّت وزارة الخارجية المصرية على اتهامات إيران لمصر عبر المتحدث باسمها السفير أحمد أبو زيد، قائلًا إنّ التصريحات الإيرانية تثير علامات استفهام، خصوصًا ما يتعلق منها بـ«مواقف مصر التاريخية» تجاه منطقة الشرق الأوسط وعوامل الاستقرار فيها.
وقال إنّ مصر «دائما وأبدًا تعتبر استقرار الشرق الأوسط أحد أهم أهداف سياستها الخارجية، وأن الحفاظ على الأمن القومي العربي واستقرار وسلامة الدول العربية، لا سيما دول الخليج، هو ركيزة أساسية من ركائز استقرار المنطقة».
وأضاف أنّ «دعوة مصر الدائمة إلى ضرورة احترام مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعلاقات حسن الجوار، والحفاظ على تماسك الدولة الوطنية، ونبذ الطائفية، ومكافحة كافة أشكال الإرهاب والتطرف؛ كلها تصب في أهداف دعم استقرار الشرق الأوسط والعالم العربي والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة».
ازمة الحصار
من جانبه، أكّد زهير سالم، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «السر وراء التصريحات الإيرانية هو أزمة الحصار؛ خاصة أنّ مصر المستفيد الأكبر من هذه الأزمة التي بصددها تعاني قطر من حصار عربي سببه عبدالفتاح السيسي».
وأضاف أنّ «إيران ترى مصر وسيط أزمات في المنطقة، خاصة بعد فشل المباحثات الأخيرة بين البلدين، التي شهدت طلبات مصرية بالحصول على نفط إيراني رخيص؛ لكنّ طهران لم توافق أن تساعد دولة السيسي في ظل تلاعبها بالأمور مع كل دولة على حدة».