تشهد العلاقات المصرية مع إيران حالة من التوتر، في ظل التصريحات والهجوم المتبادل بين الطرفين، ففي الوقت الذي اتهمت فيه إيران مصر أنها لم تلعب دورها بشكل جيد في تأمين استقرار المنطقة، جاء الرد المصري بوضع خمسة مبادئ في علاقتها بأي دولة.
رد الخارجية
وأعلن النظام، خمسة مبادئ لسياساته الخارجية، رداً على ما طرحته طهران بشأن وضع «أرضية مشتركة» مع مصر، لعودة العلاقات.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، إن «تلك التصريحات تثير علامات استفهام، خاصة ما يتعلق منها بمواقف مصر التاريخية تجاه منطقة الشرق الأوسط وعوامل الاستقرار فيها».
وحدّد أبوزيد خمسة مبادئ لسياسية بلاده الخارجية، وهي: «ضرورة احترام مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، علاقات حسن الجوار، الحفاظ على تماسك الدولة الوطنية، نبذ الطائفية، ومكافحة كافة أشكال الإرهاب والتطرف».
وأوضح أن هذه المبادئ «كلها تصبّ في أهداف دعم استقرار الشرق الأوسط والعالم العربي والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة، على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة»، دون الإشارة إلى أي نوايا لإمكانية تقارب محتمل بين طهران والقاهرة.
وأشار إلى أن «مصر دائماً وأبداً كانت تعتبر استقرار الشرق الأوسط أحد أهم أهداف سياستها الخارجية، وأن الحفاظ على الأمن القومي العربي واستقرار وسلامة الدول العربية، لاسيما دول الخليج، هو ركيزة أساسية من ركائز استقرار المنطقة».
والأسبوع الماضي، نفي السيسي، وجود علاقات بين مصر وإيران على أي مستوى، قائلاً: «علاقتنا مقطوعة مع إيران منذ نحو 40 سنة»، وذلك في تصريحات متلفزة بفرنسا خلال زيارته الأخيرة لها.
هجوم إيران
المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، قال إن مصر «لم تلعب دورها بشكل جيد في تأمين استقرار المنطقة»، مطالبا القاهرة بـ«تغيير سياساتها».
ودعا قاسمي -في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية الإيرانية- الساسة في مصر إلى الابتعاد عن وجهات نظرهم السابقة التي أدت إلى قطع العلاقات مع إيران.
وفي معرض إشارته إلى تصريحات السيسي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «عليهم أن يتفهموا القضايا الإقليمية وكذلك مكانة إيران، وحقائق المجتمع الإيراني من خلال التحلي برؤية جديدة».
وبحسب الوكالة، فإن الرؤية الجديدة التي يطرحها قاسمي على مصر «قائمة على إيجاد وجهات نظر جديدة تجاه القضايا الإقليمية».
وتوقع قاسمي أنه في حال وصول هؤلاء الساسة إلى هذه المرحلة، فـ«ستكون الأرضية متوفرة للمزيد من التفاهم والحوار الثنائي»، واعتبر أن مصر «بسبب سياساتها الخاطئة فقدت دورها السابق وحان الوقت كي تستعيد دورها».
تغيرات الموقف المصري
ومن جانبه قال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن السياسة الخارجية المصرية تشهد نوع من التخبط في الكثير من الملفات، ففي الوقت الذي شعرت فيه إيران بتقارب مع مصر في العديد من الملفات، وخاصة الملف السوري، جاء التقارب المصري الخليجي، وتغير المواقف الدولية لمصر، ليجعل إيران تنقلب في موقفها.
وأضاف يسري في تصريح خاص لـ«رصد»، أنه من المتوقع مثل هذه التصريحات في ظل موقف مصر تجاه الحرب في اليمن ودعمها للشرعية وخلافها مع الحوثيين، بخلاف الموقف في سوريا والذي شهد تراجعا، والموقف من إيران نفسها، وهو ما يثير الخلاف.
مقاطعة قطر
وفي المقابل أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الموقف الإيراني جاء لدعم قطر، ورد للجميل لها فلا يمكن إنكار أن إيران وقطر بالإضافة لتركيا تربطهم علاقة قوية.
وأوضح اللاوندي في تصريح خاص لـ«رصد»، أن أمير قطر، تميم بن حمد، دافع عن إيران في أخر حوار له، في المقابل هاجم الدول العربية، ولهذا قررت إيران رد الجميل له بالهجوم على مصر.
وأكد اللاوندي أن مهاجمة مصر في هذ التوقيت وإدعائها أشياء لا أساس لها من الصحة، يأتي لتمسك الدول المقاطعة للدوحة بال 13 بنداً كشرط لانهاء مقاطعتها، مؤكدا أن إيران لا تملك إلا مثل هذة التصريحات.