في ظلّ حوادث القطارات التي تشهدها مصر، واستمرار تهالك القضبان والخطوط القديمة، وحتى على الرغم من إعلان الدولة اتجاهها لخصخصة إدارة هيئة السكك الحديدية بدعوى إعادة هيكلتها وتطويرها؛ خرج قطار من القضبان محملًا معه إنذارًا بكارثة جديدة على غرار ما حدث في الإسكندرية.
وأعلنت هيئة السكك الحديدية اليوم الأربعاء خروج قطار الركاب رقم 833 المتوجه من القاهرة إلى الزقازيق والمنصورة عن القضبان أثناء رحلته في قليوب، قبل اصطدامه مباشرة بصدادات محطة قليوب، دون حدوث إصابات.
ويأتي الحادث بعد 80 يومًا من حادثة تصادم قطاري الإسكندرية وراح ضحيتها 40 راكبًا وأصيب أكثر من 110 آخرن.
تغيير القضبان
وأكّد الدكتور عبدالرحمن الهواري، خبير السكة الحديدية، في تصريح لـ«رصد»، إنّ «خطوط السكة الحديدية متهالكة لأنها منذ تأسيسها في عهد الاستعمار الانجليزي لم تُحدّث، وتوارثت الهيئة مشاكل حكومة تلو الأخرى، وكانت كل حكومة تأخذ على عاتقها تأجيل حلّ المشكلات كباقي القطاعات».
وشدّد على ضروة إعادة هيكلة البنية الأساسية للكهرباء بالرغم من ارتفاع الأسعار، إلى جانب تغيير البنية التحتية للسكة الحديد.
وقال الخبير إنّه لا بد من تطوير أداء العاملين في السكك الحديد، وهناك 54 ألف مهندس وعامل وفني، وحلّ مشكلات القطاع يحتاج إلى هيكلة المنظومة فكريًا وإداريا؛ لذا يجب إعلام موظفي السكة الجديد أنه من سيعمل على تطوير نفسه فإنه مرحّب به في القطاع، أما من يهمل هذا الجانب فليبحث له عن مكان في قطاع آخر.
استبدال العربات المتهالكة
وقال الدكتور مصطفى صبري، أستاذ النقل بجامعة عين شمس، إنّ عربات الركاب متهالكة، ووزارة النقل أعلنت أنها ستستورد ألف عربة، وهذا يطرح سؤالًا: «لماذا لا تُشغّل شركة سماث المختصة في هذا المجال مرة أخرى؟».
وأضاف في تصريح لـ«رصد» أنّ «سكك الحديد تنقل نحو مليوني راكب في اليوم؛ ما يعني 60 مليون راكب في الشهر، أغلبهم من الصعيد، إضافة إلى أعداد ركاب زائد عن الحد؛ ما يعني أننا نحتاج سكك حديد جديدة، فالشعب يومًا عن يوم يزداد عدده، بينما الخطوط ثابتة».
نظام للمتابعة
وأوضح أنّ تطوير منظومة السكة الحديد يحتاج إلى نظام للمتابعة ومراقبة الأداء البشري ووضع نظام للثواب والعقاب، فضلًا عن تطوير مستواه الثقافي والرياضي والتعليمي؛ وكل هذا يتوقف على اختيار القيادات لتنفيذ المهام والأعمال المكلفين بها.
وتابع أنّه من الضروري تطوير المعدات وتطوير نظام الإشارات الميكانيكي وتحويله إلى نظام إلكتروني، مع توفير أحدث وسائل الأمان مثل برنامج الـETCS المعني بأمان السكة الحديد، بالإضافة إلى توفير جميع قطع الغيار للقطارات وبرامج التشغيل.