قال الصحفي فهمي هويدي: إن النظام السابق تعمد غلق قنوات التعبير التي تنقل ما يجري على أرض الواقع إلى المسئولين في الدولة, وأن إزالة هذه العوائق بعد الثورة لم يخلق لنا وسيلة تقوم بمد الجسور بين السلطة والمجتمع.
وكشف هويدي – في تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»- عن الأسباب الحقيقية وراء الإضرابات التي تشهدها مصر حاليا قائلا: "الأحزاب لا تزال جنينية تحبو فضلا عن أنها مشغولة بمشاحناتها، والنقابات العمالية جرى إخصاؤها حتى لم نعد نلمس لها حضورا يذكر, كما أنه لا توجد لدينا مؤسسات شعبية منتخبة تنوب عن القواعد في التواصل مع السلطة والدفاع عن حقوق المجتمع إزائها".
وقال هويدي: "إن سد هذه الثغرات يتطلب وقتا، لكن حبال الصبر أصبحت قصيرة عند الغاضبين والمأزومين بحيث لم يعودوا قادرين على احتمال مزيد من الانتظار، وما يفاقم الأزمة أننا لا نكاد نرى جهدا ملموسا من جانب السلطة للتواصل المباشر مع المجتمع، من خلال مكاشفته واطلاعه على حقائق الأوضاع التي يعاني منها الجميع, وهو ما يسوغ لي أن أقول: إننا هدمنا الجدران التي كانت تفصل بين السلطة والمجتمع، لكننا لم نستطع أن نقيم الجسور الموصلة بينهما".
وطالب هويدي الحكومة ببذل المزيد من الجهد؛ لأن المضربين معذورون، وينبغي إقناعهم أن مظلوميتهم إذا تعذر رفعها الآن، فهناك أمل لتحقيق ذلك في مستقبل معلوم، لافتا أن الخيار الوحيد المقبول هو إنجاح الحوار معهم من خلال الفهم والتفاهم، الذي يتم في حماية القانون وليس في حماية الشرطة.
