رفع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، حدة سطوته في المملكة بعد حملة اعتقالات لعشرات الأمراء ورجال الأعمال بتهم فساد مالي واختلاس، ثم إخلاء سبيل بعضهم بعد أنباء عن مقايضتهم بدفع المليارات للجنة مكافحة الفساد التي شكّلها.
وفي ما يعتبره مراقبون أنه قرّر توسيع دائرة خصومه، قال مسؤول سعودي إنّ الإجراءات المتعلقة بخصوص الاعتقالات والتحقيقات بدعوى الفساد امتدت لتصل قطاع الجيش في المملكة.
وأكّد المسؤول، في تصريح لوكالة «بلومبيرج» الأميركية، القبض على 14 ضابطًا متقاعدًا عملوا في وزارة الدفاع، وضابطين من الحرس الوطني؛ للاشتباه في تورّطهم في عقود مالية فاسدة.
وحتى الآن، لم يُقبض على أشخاص في قيد الخدمة حاليًا.
والقادة العسكريون من بين الفئات الخمس التي يستهدفها محمد بن سلمان باعتباره رئيس لجنة مكافحة الفساد، وفقًا لتقرير «ذا تايمز» البريطانية، الذي تحدث عن اعتقال الفريق الركن عبدالله بن سلطان قائد القوات البحرية السابق، والأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني.
وزراء
ويستهدف ابن سلمان كذلك فئة الوزراء؛ بعدما اعتقل وزير الدولة وعضو مجلس إدارة شركة أرامكو إبراهيم العساف، ووزير الاقتصاد والتخطيط عادل بن فقيه. وإجمالًا، احتجز ما لا يقل عن 38 وزيرًا سابقًا وحاليين ونواب وزراء.
وفيما يخص الأمراء المعتقلين، تدوالت أنباء أنه عُرضت تسوية عليهم ليتجنبوا المحاكمة؛ وإذا وافقوا ستجرى المحادثات بواسطة لجنة خاصة لتحديد التفاصيل.
والتفاوض قائم بشأن المبالغ التي يُعتقد أنهم كسبوها بطرق غير مشروعة وليست ثرواتهم كلها؛ إذ تتوقع الدولة استرداد ما يقرب من مائة مليار دولار عبر التسوية مع المحتجزين.
العلماء
وأيضًا، من ضمن الفئات المستهدفة لإحداث التغيير والنهضة في المملكة: المؤسسة الدينية. وبدأ ولي العهد القبض على عشرات رجال الدين؛ للتخلص من الخصوم.
انقلاب قريب
وتوقع الدكتور عبدالله الأشعل، المحلل السياسي، أن يحدث تحالف من دائرة الخصوم في المملكة العربية السعودية يصنع إجماع العداء من قبل كبار المملكة، على رأسهم الأمراء ثم رجال الأعمال ثم قادة الجيش القدامى.
وقال في تصريح لـ«رصد» إنّ «محمد بن سلمان يفقد كل يوم فريقًا جديدًا. وهؤلاء الفرق، سواء أمراء أو رجال أعمال، لديهم القدرة في التأثير على الاقتصاد السعودي؛ خاصة مجال النفط الذي يعتبر عصب الحياة في المملكة».
وأضاف أنه لا شك أنّ فئة الأمراء لن تصبر كثيرًا على تصرفات ابن سلمان الصبيانية؛ خاصة وأنه اقترب من تخفيض أول إلغاء المخصصات الملكية للأمراء بدعوى توفير هذه الأموال للخزانة، حينها سيتحالف الأمراء مع الشيعة لإسقاط الدولة السليمانية.
