شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الإندبندنت»: أميركا ليست لديها فكرة عن عدد الأبرياء الذين قتلتهم في الشرق الأوسط!

آثار دمار وقتلى تحت الأنقاض بسبب الحرب الأميركية في العراق - أرشيفية

نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريرًا عن ما أسمتها «الحرب الأميركية على الإرهاب»،  التي بدأها جورج بوش الابن وتوني بلير في أعقاب هجوم الحادي عشر من سبتمبر؛ بداية بغزو العراق عام 2003.

وقالت إنّ التقارير عن الأعداد متضاربة، كما يتهرّب المسؤولون الأميركيون من الإجابات دائمًا، ولغتهم عنها تحمل غموضًا.

وأضافت الصحيفة، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنه في حين لدى أميركا وبريطانيا أعداد موثقة جيدًا لقتلاهم من الجنود؛ لم يلقّ القتلى المدنيون أيّ اهتمام؛ بالرغم من ادّعائهم قبل أي حرب أنها «من مصلحة المواطنين وللحفاظ على حياتهم والبنى التحتية لدولهم».

وفي فبراير 2003، تحدّث «إليوت أبرامز»، مسؤول أميركي أدين بالكذب على الكونجرس، بشأن «قضية إيران كونترا» التي أجيزت من الرئيس جورج بوش الأب إلى وسائل الإعلام عن الغزو الوشيك للعراق، الذي أمر به جورج بوش الابن.

أهداف خفية

وادّعى «إليوت»، في تصريحاته عن «إعادة الإعمار الإنساني»، أنّ ست أولويات دفعت إلى التخطيط للحرب؛ الأول: «محاولة التقليل من النزوح والأضرار في البنية التحتية وانقطاع الخدمات»، مضيفًا أيضًا أنّ التخطيط للحملة العسكرية صُمّم لمحاولة القيام بذلك والحد من تأثيرها على المدنيين.

ولم تدُر الأمور بهذه الطريقة؛ فبعد 16 عامًا من بدء بوش ما تسمى «الحرب على الإرهاب»، انقلبت حياة الملايين رأسًا على عقب، وسمح لتنظيم الدولة بالانتشار والتوسّع وتعريض العراق إلى خطر الإنفصال. إضافة إلى قتل عدد لا يحصى من المدنيين الأبرياء؛ بسبب الأمراض والتعذيب البشع من «المتمردين» المحليين والأجانب، بينما كانت الحملة العسكرية التي تقودها أميركا وبريطانيا في الأساس من أجل تحسين أوضاع المواطنين هناك!

في الأيام الأخيرة، أجبرت الولايات المتحدة مرة أخرى على معالجة قضية مؤلمة عن الخسائر في صفوف المدنيين، بعد تحقيق نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، التي وجدت أنه خلافًا لمطالب البنتاجون، فإن واحدة من كل خمس غارات جوية على أهداف داعش في العراق في عام 2014 أسفرت عن مقتل مدنيين، وكان هذا الرقم أعلى بـ31 مرة مما اعترفت به الولايات المتحدة.

الهدف من الحرب

واهتم البنتاجون بالتقرير وأصرّ على التحضير للضربات الجوية وإيلائها عناية كبرى وتنفيذها، وأنه حقق في جميع ادعاءات المدنيين، وقال إنه يعتقد أن 786 مدنيًا قتلوا من دون قصد؛ بسبب ضربات التحالف منذ بدء القتال ضد تنظيم الدولة في يونيو 2014.

وأضاف إريك هون، المتحدث باسم «البنتاجون»، أنّ «الموت المؤسف للمدنيين حقيقة تعبّر عن أن الحروب ثقيلة على قلوبنا».

وردًا على سؤال عن عدد المدنيين القتلى منذ غزو العراق عام 2003، قال لـ«الإندبندنت» إنه يشكّ في أنه يستطيع إعلان الرقم، وأحلّ الاستفسار إلى إدارة العمليات المشتركة ضد تنظيم الدولة؛ لكنها لم تُجب أيضًا.

والحقيقة أنه لا أحد يعرف عدد المدنيين القتلى في العراق منذ أن قرر «جورج بوش وتوني بلير» غزو العالم، لا للإطاحة «بصدام حسين» فحسب؛ بل أيضًا للاستيلاء على أسلحة الدمار الشامل التي ادّعيا أنه يمتلكها. وأوضحت الصحيفة أنّ هذه واحدة من مآسيهم المستمرة.

وحافظت القوات العسكرية الأميركية والبريطانية على سجلات مضنية لجنودها القتلى في أفغانستان والعراق (2280 و4991)، و(179 و455) لبريطانيا في البلدين. ومع ذلك، لم تحققا في حصيلة القتلى من المدنيين.

على مر السنين، كانت هناك محاولات مختلفة للتوصّل إلى أرقامهم؛ من بينها المشروع الذي أطلقته بريطانيا للوقوف على أعداد القتلى العراقيين، لكنّ تقاريره استندت إلى وسائل الإعلام، التي كانت محدودة في نطاق تحركاتها وما تستطيع الوصول إليه من تفاصيل.

والمحاولة الثانية: تقريران أجرتهما كلية «بلومبرج» للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز؛ وقدّر الأول في 2014 عدد القتلى بمائة ألف عراقي. والآخر، المنشور في 2006، قال إنّ الأرقام وصلت إلى 650 ألفًا؛ وانتقدت الحكومتان البريطانية والأميركية نتائج التقارير.

وفي عام 2015، اقترح تقرير آخر أنّ عدد القتلى تجاوز المليون، والحقيقة أنه لا أحد يعرف الأرقام المؤكدة؛ فقد تكون مليونًا أو مليونين. وبإضافة أماكن صراع أخرى ضمن «الحرب على الإرهاب»، كاليمن وباكستان ومالي والنيجر والصومال والفلبين، يصبح التخمين أكثر صعوبة؛ ففي هذه الدول لا توجد حتى جهود بدائية لإحصاء عدد قتلى المدنيين!

وهناك شيء واحد مثير للقلق عما قيل عن 2003 وما يقال الآن أيضًا، وهو أنّ «اللغة التي يستخدمها المسؤولون الأميركيون»، مشيرة إلى تصريح «باهون» المتحدث باسم البنتاجون بأنّ كل ما حدث كان للحد من وقوع قتلى مدنيين أو إحداث أضرار في البنى التحتية المدنية.

وفي عام 2003، قال أبرامز: «نأمل في قدرتنا على التقليل من نزوح السكان؛ عن طريق المعونات المقدّمة لهم». لكن، في النهاية، الحرب دائمًا فعل قذر؛ ولا يجب أن يدّعي أحد خلاف ذلك.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023