شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«سي إن بي سي»: أعيدوا إعمار سوريا والعراق حتى لا يعود تنظيما الدولة والقاعدة

جنود لتنظيم الدولة - أرشيفية

نشرت شبكة «سي إن بي سي» الأميركية تقريرًا حذّرت فيه من إمكانية عودة تنظيم الدولة مرة أخرى بعد هزيمته في العراق وسوريا إذا لم يلتفت المجتمعين الإقليمي والدولي إلى الأسباب التي أدّت إلى ظهوره في البداية وما زالت موجودة، وستحد جهود إعادة الإعمار في المدن المدمرة في الدولتين -إلى حد كبير- من عودته؛ ومن الممكن أن يعود ويتحالف مع حركات مسلحة أخرى.

وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ تنظيم الدولة الآن بعد هزيمته الوشيكة في دولة خلافته المنهارة يبحث عن ظله السابق «تنظيم القاعدة»، بعد أن فقد تقريبًا كل أثر لخلافته التي أقامها في دولتي سوريا والعراق. بيد أنّ الخبراء يتنبؤون باستعادة التنظيم صفوفه وعودته إذا لم تنجح إعادة الإعمار السياسي والبنيوي لهاتين الدولتين.

تحالفات إرهابية أكبر

وحذّر المحللون من أنّ «تنظيم الدولة» سيعاود الظهور ثانية عن طريق إعادة تشكيله بشكل آخر أو العودة إلى تنظيم القاعدة مرة أخرى.

وقال «أيهم كامل»، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة «أوراسيا» الاستشارية، إنّ التنظيم يكاد يكون مهزومًا الآن؛ لكنّ المعارضة الإسلامية ستبقى في سوريا والعراق في الوقت الذي يتجه فيه المسلحون إلى النمط الهجومي التقليدي.

وأضاف أنه مع ذلك، لا يمثّل فقدان التنظيم لدولته تهديدًا استراتيجيًا لسلامة العراق وسوريا فقط، بل هناك إمكانية أيضًا لتحالفه مع تنظيمات أخرى مثل القاعدة و«جبهة النصرة»؛ وهذه التحالفات عادة ما تكون وسائله.

وقال إنّ الخطر يكمن أيضًا في غياب مساعدات إعادة الإعمار؛ إذ سيظل الإرهاب يشكّل تحديًا رئيسًا، والتحدي الأساسي أنّ العالم يواصل التركيز على الأدوات العسكرية لهزيمة مشكلة تتجاوز التحدي المسلح.

وقالت الشبكة إن التنظيم يتكوّن إلى حد كبير من المسلحين السنة في العراق وسوريا، لكنه فتح الباب كي ينضم إليه المجاهدون الأجانب من جميع أنحاء العالم الإسلامي والأوروبي، ويكمن نجاحه في المدد الماضية إلى الصراعات الإقليمية والاضطراب الذي يعود إلى عقود. لكنّ التنظيم ظهر بقوة في 2014؛ بعدما تمكّن من السيطرة على مساحات واسعة من العراق وسوريا وسط فراغات السلطة في هذه البلدان.

وحاربت القوات الحكومية السورية والعراقية ومليشيات متباعدة بمساعدة القوات الدولية، خاصة في سوريا، لاستعادة الأراضي المفقودة من «تنظيم الدولة» على مدى السنوات القليلة الماضية وقطع محاولته لإقامة دولة الخلافة هناك، وهي دولة يحكمها تفسير صارم للإسلام. وباستخدام المواجهات الجوية والهجمات المتكررة من القوات البرية، اُستُعيدت المعاقل الرئيسة للتنظيم؛ فاعتقد عديدون أنّه على أعتاب الهزيمة الآن.

إعادة الولادة

وحذّر خبراء من أنّ التنظيم سيجمّع نفسه مرة أخرى في مكان ما والعودة من الجديد. وقالت «جين ماريوت»، مديرة الوحدة الدولية المشتركة لمكافحة الإرهاب، في مؤتمر صحفي عقدته في لندن يوم الخميس، إنّه على الرغم من أنّ هزيمة التنظيم «الشيء الصحيح الذي يتعيّن القيام به»؛ فلا حلول سهلة لقضايا أعمق في المنطقة، مثل «الصراع الطائفي والصعوبات الاقتصادية والمنافسات الدينية».

وهزيمة التنظيم جسديًا حتى لا يعاود الظهور على الخريطة أمر جيد، وهي الشيء الصحيح الذي يجب القيام به؛ لكنّ الأمر يجب أن يحصل على متابعة مستمرة، وإذا لم يساهم المجتمع الدولي في جهود إعادة الإعمار والاقتصاد والعمل على استقرار الأمور هناك فسيؤدي ذلك إلى عودة التنظيم، والأمر يتعلق بضمان أن تكون الأمور التي تفعلها الحكومات صحيحة؛ حتى لا تجعل الأوضاع سيئة على المدى الطويل.

السلامة الإقليمية

وتحوّلت مدن داخل سوريا والعراق إلى أنقاض أثناء المعارك ضد تنظيم الدولة، وتقول التقديرات إنّ هناك الملايين الذين نزحوا، وقُتل مئات الآلاف، وفقًا لمنظمة «هيومن رايتس ووتش». ونتيجة لذلك؛ ستستغرق إعادة الإعمار سنوات، وفي غضون هذه المدة قد يبقى بشار الأسد في السلطة.

وقال شيراز ماهر، نائب مدير المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في كلية كينجز لندن، إنه على الرغم من اندثار أيّ مكان للتنظيم حاليًا على الأرض؛ فمن الممكن أن يعاود الظهور ثانية، بسبب استمرار انعدام الثقة المستوطن في المنطقة، ومؤكد أنه لا توجد أيّ مساحة لهم في الرقة، لكنه سيعود بشكل ما آخر، وينبغي تحقيق السلامة الإقليمية التي تضمن ألا يعودوا.

وأضاف أنّ «الفكرة القائلة بأنّ التنظيم هُزم ليست دقيقة تمامًا؛ فعندما نتعمق في الأمور أكثر نجد أنّ الأسباب التي أدّت إلى ظهوره ما زالت موجودة، ومن المرجح أن تزداد إذا لم تُحلّ؛ فهناك شك طائفي عميق في هذه المناطق، وهناك أيضًا شك عرقي فيها»، واستطاع التنظيم الاستفادة من هذه الخصائص في الظهور والتطور.

وقالت الشبكة في نهاية تقريرها إنّ التنظيم يمتلك المرونة الكافية وقادر على احتلال أشكال متعددة في الوقت نفسه «صلبة وسائلة وغازية»، كانت بذرة احتجاج ثم تطوّرت إلى أن أصبحت حركة مسلحة عواقبها مدمرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023