عادت من جديد نغمة تسليح قبائل سيناء، بعد حادث مسجد الروضة، حيث خرجت بعض الدعوات التي تطالب بتسليح القبائل لمواجهة المسلحين، في الوقت الذي حذر فيه خبراء من هذا السيناريو، وإشعال الحرب الأهلية بين أهالي سيناء، وتكرار السيناريو العراقي والسوري.
وتسبب قتل هذا العدد من المدنيين، في حالة من الغضب لدى أهالي سيناء، حيث خرجت الدعوات الي تطالب بالثأر، مصحوبة بالاستنفار، حيث لاقت هذة الدعوات ترحيبا شعبيا كبيرا إلا أنه على مستوى المتخصصين يرونه مؤشرًا خطيرًا، لأنه يضع المدنيين في المواجهة المسلحة، ويكشف عن غياب دور الدولة وقوات الأمن.
معتز عبدالفتاح يدعو لحمل السلاح
وطالب الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة المؤيد لنظام عبد الفتاح السيسي ، بتسليح أهالي سيناء، بعد استهدف مسجد الروضة في مدينة العريش بشمال سيناء.
وقال عبد الفتاح، خلال حواره عبر فضائية «أون لايف»: «أرى أنها عملية انتحارية من الإرهاب، أذ أنهم بذلك خسروا مراهنتهم تماما على أن ينضم إليهم مع الوقت مواطنين».
أضاف: «عايزين يقولولنا أنتم عجزة كشعب وكجيش وشرطة، إننا مش هنعرف نوقفهم، والرد على هؤلاء لابد أن يكون يكون شعبيا، المارد المصري ينتفض، أنا في رأيي أنها حرب شعبية، الحادث دعوة صريحة لحرب شعبية».
وذكر: «يجب على أهالي سيناء أن ينتفضوا، فكرة الانتفاضة في حد ذاتها تحتاج إلى تفكير، لكن في تصوري يجب تدريب أهالي سيناء على حمل السلاح، لا أقول أن يحملوا مدافع، ولكن أن يكون لديهم حد أدنى من السلاح للدفاع عن أنفسهم».
توعد قبلي ورد مسلح
وأصدر اتحاد قبائل سيناء بيانا، اليوم السبت، توعد فيه بالرد على الهجوم الذي استهدف المصلين داخل مسجد الروضة في منطقة بئر العبد بالعريش اليوم الجمعة، وأوقع عشرات القتلى والجرحى.
وقال الاتحاد إنه لا عزاء إلا بعد الثأر من التكفيريين وتطهير كامل الأراضي من المقاتلين المنتمين لتنظيمات متطرفة بسيناء، وهو ما يراه الباحث في شئون الجماعات الإسلامية أسامة التهيمي خطر كبير قد يتسبب في تكرار مزابح أخرى بحق العزل.
ومن جانبه قال الشيخ عيسى الخرافين، شيخ قبيلة الرميلات، إن الهجوم الإرهابي، الذي استهدف مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء ظهر «الجمعة»، جعل قبائل شمال سيناء جميعها تنتفض من أجل الأخذ بالثأر، مشيرا إلى أن كافة قبائل سيناء يثقون فى قدرة القوات المسلحة على مواجهة تلك العناصر التكفيرية الظلامية.
وأضاف الخرافين فى تصريحات صحفية، أن كبار قيادات قبائل شمال سيناء أجروا اتصالات عقب الحادث لمساعدة القوات المسلحة والوقوف جنبا إلى جنب بجوارهم فى مواجهة تلك الجماعات، قائلاً: «عملية الثأر من القوات المسلحة بدأت بضرب مواقع التكفيريين من شمال سيناء إلى وسطها، وهو ما أثار استنفار القبائل ورغبتهم فى الاندماج مع قواتهم المسلحة وإصرارهم على المشاركة الفعلية والركوب على الدبابات وخوض المعركة دون خوف فى سبيل إزاحة الإرهاب».
وتابع شيخ قبيلة الرميلات، أن كل القبائل اتفقوا على حمل السلاح ومساندة الجيش فى معركته مع الإرهاب، مستطردا: «سنحارب بجانب الجيش للأخذ بثأر من قتلوا من أهالينا وأقاربنا».
تحذيرات من الخطورة
ومن جانبه وقال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن تسليح القبائل السيناوية مرفوض، ومؤشر خطير، يجر سيناء إلي حرب أهلية، ويعطي الحق لتنظيمات داخل البلد بخلاف الجيش والشرطة، الشرعية في حمل السلاح.
وأضاف الزاهد في تصريح خاص لرصد، أن حمل السلاح يجب أن يقتصر على الجيش والشرطة فقط، موضحا أن هناك دور يجب أن تؤديه القبائل السيناوية هو دور الدفاع المدني، وليس المواجهة المسلحة.
وأوضح الزاهد أنه يجب أن يتم تدريب شباب من كافة القبائل على المواجهة من خلال تعليمهم تفكيك العبوات وإبطال مفعولها، وتعليمهم الإسعافات الاولية، لجانب التنمية الحقيقة لسيناء التي تصنع حاضنة شعبية للدولة هناك، والاهتمام بالإنسان السيناوي.