لم يتبقي سوى أربع وعشرون ساعة على مؤتمر جنيف، والنظام السوري يرفض إرسال وفده للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات السياسية حول الوضع سوريا، وفقا لما أعنه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.
وقال «ميستورا»، مساء الاثنين، في جلسة لمجلس الأمن حول سورية، أن «التسوية السياسية هي الحل الوحيد للأزمة السورية»، مضيفا «آن الأوان لأن تكون هناك تسوية حقيقية في سورية، وأن المفاوضات في جنيف يجب أن تجري دون شروط مسبقة».
وتابع مبعوث الأمم المتحدة، إن النظام السوري لم يؤكد، حتى الآن، أنه سيحضر الجولة الثامنة من محادثات جنيف، لكنه أشار إلى «أننا سوف نتلقى إفادة منهم قريباً».
رسالة من النظام
وأوضح دي ميستورا: «تلقينا، الليلة الماضية، رسالة مفادها أن الحكومة لن تتوجه إلى جنيف اليوم. نأمل بالطبع ونتوقع حقيقة أن تسافر الحكومة (إلى جنيف) خلال فترة وجيزة»، متوقعاً أن يأتي قريباً في ضوء التزامات رئيس النظام، بشار الأسد، في قمة سوتشي، التي عقدها رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، وتركيا رجب طيب أردوغان.
وأشار إلى أن «خطة العمل يمكن أن تبدأ بالتركيز على تنفيذ قرار 2254، الذي خلص لهدف نهائي هو تنظيم انتخابات عادلة بإشراف الأمم المتحدة»، مؤكداً أنه «يجب أن تجري المصادقة العامة على دستور جديد، ويجب التوصل للدستور من خلال عملية جامعة».
واعترف «دي ميستورا» بأن الأزمة السورية من أسوء الأزمات في التاريخ الحديث، موضحاً أن إعادة إعمار سوريا ستكلف 250 مليار دولار على الأقل.
استياء من بيان الرياض
وفي وقت سابق من اليوم، نقلت وكالة «فرانس برس» عن صحيفة «الوطن» الموالية للنظام السوري أن وفد النظام أرجأ السفر إلى محادثات السلام في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.
ونقلت «الوطن» عن مصادر دبلوماسية أن دمشق «مستاءة» من بيان صدر عن اجتماع للمعارضة السورية في الرياض الأسبوع الماضي، وأن دمشق ترى في بيان الرياض «عودة إلى المربع الأول في المفاوضات» .
ومن المتوقع أن تنطلق الجولة الثّامنة من مفاوضات جنيف حول الانتقال السياسي في سورية صباح يوم غد، الثلاثاء، برعاية الأمم المتحدة، وسط انخفاض سقف التوقعات بتحقيق اختراق من شأنه التوصل إلى حل سياسي وفق القرارات الدولية الخاصة بالملف السوري والتي بقيت من دون تنفيذ، على الرغم من مرور سنوات على صدورها، وأبرزها بيان جنيف1 الذي صدر منتصف عام 2012، وتعتبره المعارضة المرجع الرئيسي للتفاوض.
فيما شكّلت «الهيئة العليا للمفاوضات» السورية المنبثقة عن مؤتمر المعارضة السورية الموسع «الرياض 2»، وفدها المفاوض المكون من ستة وثلاثين عضواً من «الائتلاف الوطني، وهيئة التنسيق الوطنية، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة، ومستقلين، والفصائل العسكرية».
ومن المرجح أن تكون هذه الجولة على مرحلتين، يتخللها مؤتمر «الحوار الوطني السوري» الذي تعتزم موسكو تنظيمه في سوتشي، والمتوقع عقده مطلع الشهر المقبل.
وكانت جولة جنيف السابعة، في منتصف يوليو الماضي، انتهت من دون تحقيق نتائج واضحة في التفاوض؛بسبب رفض وفد النظام الدخول في مناقشة الانتقال السياسي الذي تعتبره المعارضة السورية «جوهر العملية التفاوضية».