أطلقت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء صاروخًا باليستيًا جديدًا، في أوّل تحرّك من نوعه منذ شهرين بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة عليها وإعلانها دولة راعية للإرهاب.
ومنذ أبريل الماضي تطلق كوريا الشمالية صاروخين أو ثلاثة شهريًا، ثم توقفت تمامًا في سبتمبر بعد أن أطلقت صاروخًا مر فوق جزيرة هوكايدو شمال اليابان.
وقالت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية إنّ الصاروخ انطلق شرقًا من مقاطعة بيونجان الجنوبية، ويدرس جيشها والولايات المتحدة المعطيات.
نشاط غير عادي
وأعلن وزير شؤون التوحيد الجنوبي في كوريا الجنوبية (الثلاثاء) رصد نشاط غير عادي في كوريا الشمالية، لكن «يونهاب» نقلت عن مصدر حكومي قوله إنّ رادرًا شُغّل لتتبع مسارات الصواريخ الاثنين في قاعدة كورية شمالية غير محددة، بينما رصد تكثيفًا لأنشطة الاتصالات، مضيفًا: «رُصدت تحركات نشيطة في قاعدة صواريخ كورية شمالية».
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء اليابانية كيودو أن طوكيو في حالة تأهب بعدما رصدت إشارات لاسلكي تشير إلى أن كوريا الشمالية قد تكون تحضر لتجربة صاروخية. وقال أحد المصادر للوكالة إن «كوريا الشمالية قد تطلق صاروخاً في الأيام القليلة المقبلة».
وكشف مصدران مطلعان في الحكومة الأميركية لـ«رويترز» (الثلاثاء) أنّ خبراء في الحكومة يعتقدون أنّ كوريا الشمالية قد تجري تجربة صاروخية جديدة في غضون أيام.
قلق دولي
وتثير كوريا الشمالية قلق المجتمع الدولي بسبب برنامجيها الباليستي والنووي؛ إذ قال الرئيس الأميركي في تعقيب مقتضب: «سنهتم بالأمر»! وأعلن وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيم ماتيس أن إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي يمثل تهديدًا للعالم أجمع.
وأوضحت «الدفاع الأميركية» أنّ الصاروخ قطع مسافة نحو ألف كيلومتر حسب التقديرات الأولية وسقط بمحاذاة جزيرة يابانية في بحر الشرق؛ ولكنه لم يشكّل أيّ خطر على الولايات المتحدة القارية ولا على الأراضي الأميركية الأخرى أو الدول الحليفة.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن
وعقب إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ الباليستي العابر للقارات؛ دعا رئيس كوريا الجنوبية «مون جي إن» إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، وكذلك رئيس وزراء اليابان، وأكّد وزير الدفاع الياباني «إيتسونوري أونوديرا» أنّ الصاروخ سقط في المنطقة الاقتصادية البحرية لليابان.
ومطلع نوفمبر الجاري، رجّح جهاز الاستخبارات الوطني في كوريا الجنوبية أنّ «هناك احتمالًا بأن تطلق كوريا الشمالية صاروخا؛ بعدما رصد تحركات لمركباتها في منشأة للأبحاث الصاروخية».
وأطلقت كوريا الشمالية في يوليو صاروخين عابرين للقارات بإمكانهما بلوغ الأراضي الأميركية في تجربة اعتبرها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هدية إلى «الأوغاد الأميركيين». وتقول بلاده إنها بحاجة إلى الأسلحة النووية للدفاع عن نفسها من غزو أميركي محتمل
وفي الثالث من سبتمبر، أعلنت كوريا الشمالية أنها طوّرت رأسًا هيدروجينيًا يتميز بقوة تدميرية كبرى، يمكن تركيبه على الصواريخ الباليستية، وأن الزعيم أشرف شخصيًا على تطويره.
وفرض مجلس الأمن الدولي سبع مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ أولى تجربة نووية في 2006، لكنها وجدت دائمًا طرقًا للالتفاف عليها، وصنفتها الولايات المتحدة الأميركية مرة أخرى دولة راعية للإرهاب؛ ما يعني فرض عقوبات اقتصادية أشد عليها، وفق تصريحات سابقة للرئيس دونالد ترامب.