طالبت الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الثلاثاء، القوى العربية المشاركة في التحالف العربي بقيادة السعودية للانسحاب الفوري منه، مشيرا إلى أن المعادلة في المنطقة تغيرت.
وخص «صالح» خلال كلمته في الندوة الثقافية التي أقيمت بمناسبة عيد الجلاء ورحيل آخر جندي بريطاني عن أرض اليمن، مصر بالإنسحاب، مؤكدا على نشره وثيقة خطيرة من الملك فيصل إلى الرئيس الأميركي الأسبق جونسون حول حرب 67.
وأشار الرئيس اليمني السابق إلى أن الرسالة تضمنت قول الملك فيصل إن «القوات المصرية لن تنسحب من اليمن إلا إذا تحركت إسرائيل لاحتلال غزة وسيناء والضفة الغربية وأن هذا ما سيجبر عبد الناصر على الانسحاب من اليمن»، وفق قوله، مشيراً أن ذلك تم عام 1966.
ووجه «صالح» كلمته إلى المصريين قائلا “انسحبوا يا مصر الكنانة لا يشرفكم أن تروا أطفالنا يذبحون على يد هذا النظام السعودي”. وأضاف أما نحن فسنتحمل ونقدم الضحايا تلو الضحايا وهناك لغة مشتركة بيننا وبين الأشقاء في السعودية وسوف نتفاهم معهم.
وخاطب «صالح»، الدول المشاركة في التحالف بقيادة السعودية، وأضاف الرئيس اليمني السابق: «لا يشرفكم أن تشوفوا أطفالنا ونساءنا تذبح بصواريخكم مقابل حفنة من الدولارات وشراء ضمائر لتدمير الشعب اليمني لا يشرفكم، ولا يشرفكم أن تكونوا عرباً وأن نلتقي بكم في احتفالات وفي أي منظمات وأنتم تقولون عرب وأنتم تضربون أصل العرب تدمرون أصل العرب».
وناشد صالح، إيران بالدخول معهم في تحالف استراتيجي ضد ما يسميه «العدوان»، نافياً في ذات الوقت وجود دعم إيراني.
ومنذ مارس 2015، تدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية مدعومة بتحالف تقوده السعودية من جهة، ومسلحي الحوثيين والقوات الموالية لصالح، المتهمين بتلقّي دعم عسكري إيراني، من جهة أخرى، والذين يسيطرون بقوة السلاح على محافظات عديدة في البلاد، بينها صنعاء، منذ 21 سبتمبر 2014.
أسفرت الحرب عن أكثر من 8650 قتيلاً وأكثر من 58 ألف جريح منذ التدخل السعودي، بحسب أرقام الأمم المتحدة، وتسبّب في انهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.
وصنفت الأمم المتحدة اليمن في مقدمة لائحة الأزمات الأنسانية، مع نحو 17 مليون يمني يحتاجون إلى الغذاء وتعرُّض 7 ملايين لخطر المجاعة، فيما تسببت الكوليرا في أكثر من 2000 وفاة.
كما أدرجت في الشهر الماضي، التحالف على لائحتها السوداء، بعد مقتل أو تشويه 683 طفلاً في أثناء النزاع في 2016 وتنفيذ 38 ضربة مثبتة على مدارس ومستشفيات.