شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

علي عبدالله صالح.. نهاية «اللاعب الأول» في الحرب اليمنية على يد الحوثيين

صالح والحوثيين - أرشيفية

بعد أيام من إعلان الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح الانقلاب على مليشيا الحوثي واستعداده لفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي بقيادة السعودية، قُتل اليوم أيديهم؛ ليطوي اليمن عقودًا من حكمه وتربّعه على موقع «اللاعب الأول»، وليبدأ مسار الحرب اليمنية منحنى مغايرًا تختلط فيه الأوراق من جديد.

ولُد علي صالح في 21 مارس عام 1942 بقرية بيت الأحمر بمنطقة سنحان في محافظة صنعاء لأسرة فقيرة، التحق بمدرسة الضباط في العام 1960، وشارك في أحداث ثورة 1963.

وفي العام 1975 بدأ سيرته السياسية بالانضمام إلى الجيش، وتدرّج في المناصب والأدوار العسكرية حتى أصبح القائد العسكري للواء تعز وقائد معسكر خالد بن الوليد؛ ما أكسبه نفوذًا كبيرًا وممثلًا لدولة اليمن في الخارج.

وفي العام 1978 تسلّم الحكم في الشطر الشمالي في اليمن بعد أحداث دامية شهدتها البلاد بمقتل ثلاثة رؤساء -شمالًا وجنوبًا- في عام، وتسلم صالح السلطة خلفًا لأحمد الغشمي المغتال في صنعاء.

انقلاب فاشل

وفي أكتوبر عام 1979 انقلب ضباط مدعومون من ليبيا عليه، لكنهم فشلوا؛ لانعدام الغطاء الشعبي، ليتحوّل صالح إلى الرجل الأقوى نفوذًا؛ بسبب تحالفاته القبلية.

كما انتهز هذا الانقلاب ليقرّب منه عائلته وأسرته؛ فاعتمد عليهم في إدارة الجيش والمؤسسات الأمنية اليمنية، وتسلّم إخوته من أمه مناصب عسكرية هامة، وقرّب أبناء منطقته وأدخلهم الجيش والوظائف المهمة في الدولة، ومنح المخلصين من مناطق أخرى وذوي الكفاءات والبعيدين عن الطموح كثيرًا من المناصب العسكرية والأمنية والمدنية.

أسّس علي صالح «حزب المؤتمر الشعبي العام» في شمال اليمن عام 1982، وفي العام 1990 دخل شطري اليمن الشمالي والجنوبي في اتفاق الوحدة، الذي حافظ بموجبه على منصب «الرجل الأول» في اليمن الموحد.

في العام نفسه، اُتُّهم صالح بالوقوف مع الرئيس العراقي حينها صدام حسين، الذي غزا الكويت؛ وعلى إثر ذلك دخل اليمن في دائرة الغضب الخليجي، وفي مقدمتهم السعودية، الدولة الإقليمية الأكثر تأثيرًا فيه.

في العام 1994، قاد صالح حربًا ضد شركائه في الوحدة جنوبًا من الحزب الاشتراكي اليمني، الذين أعلنوا الانفصال في الحرب؛ وتمكّن وحلفاؤه من إعادة فرض توحيد البلاد بالقوة. وفي العام 2006، جرت أول انتخابات رئاسية تنافسية نجح فيها علي صالح.

في العام 2004 بدأت الحكومة اليمنية حربًا ضد مليشيا أنصار الله (الحوثيين) في صعدة، واستمرت بشكل متقطع حتى العام 2010.

ثورة شعبية

وبعد 33 عامًا من حكمه للبلاد، منها 21 عامًا في اليمن الموحد، وقبلها للشمال؛ خرجت في عام 2011 ثورة شعبية ضده، ضمن ثورات «الربيع العربي». وفي يونيو من العام ذاته تعرّض إلى محاولة اغتيال؛ بعدما استهدفه تفجير وكبار معاونيه في مسجد دار الرئاسة بمنطقة النهدين؛ ترتّب عليه سفره إلى السعودية وبقي فيها شهورًا ثم إلى سلطنة عمان والولايات المتحدة لتلقي العلاج.

ووفق اتفاق «المبادرة الخليجية» الموقّع في نوفمبر 2011، سلم علي صالح السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي؛ لكنه بقي فاعلًا عبر استمراره في رئاسة الحزب الذي كان حاكمًا (المؤتمر الشعبي العام).

في العام 2014، برز تحالف صالح مع الحوثيين، الذين اجتاحوا صنعاء في سبتمبر من العام نفسه، وفي العام 2015 أصبح صالح هدفًا للتحالف الذي تقوده السعودية؛ باعتباره حليفًا للحوثيين بالانقلاب على الشرعية.

ونجا علي عبدالله صالح من الغارات الجوية للتحالف أكثر من مرة، وفي الأشهر الأخيرة برزت مؤشرات تفاهم غير معلنة بينه وبين التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات؛ ما تكشّف أخيرًا، لكن الوقت لم يسعفه؛ فقتل اليوم الاثنين بنيران خصومه، حلفائه الحوثيين سابقًا؛ بعد أيام قليلة من المواجهات في صنعاء. ​



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023