شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أتلانتيك: مقتل «علي صالح» يبعث برسالة إلى الديكتاتوريين في العالم كله

الرئيس اليمني المخلوع والمقتول اليوم علي عبدالله صالح (رويترز)

قالت صحيفة «ذي أتلانتيك» إنّ مقتل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اليوم الاثنين على أيدي المتمردين الحوثيين، الذين كان أحد أكبر حلفائهم قبل أيام قليلة؛ يبعث برسالة إلى جميع الديكتاتوريين العرب، ويبين أيضًا مخاطر التوازنات والتحالفات في الحرب اليمنية، والتحولات السياسية في البلد الذي دمرته السعودية منذ عام.

وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ مقتله بعد ست سنوات من مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي والتمثيل بجثته في الشارع بمدينة سرت الليبية مسقط رأسه يرسل إشارة إلى باقي الديكاتوريين في العالم كله وليست إلى العرب فقط؛ خصوصًا بشار الأسد المسيطر على سوريا الآن أكثر من أي وقت مضى.

وتدعم بشار جارتان قويتان: تركيا وإيران، بجانب الولايات المتحدة الطامحة إلى الإطاحة به والاستفادة من المكاسب في سوريا وتوسيع شبكة المصالح. وما دام باقيًا في السلطة فالاضطراب سيظل شبه مؤكد.

ومصير صالح والقذافي مثالٌ قويٌّ على ما يخشاه الزعيم السوري وغيره من الديكاتوتريين، ولا يقلقهم فقدان قوتهم؛ بل مقتلهم. ولذلك؛ انتبه بشار الأسد إلى هذه النقطة، وسيتقرب أكثر إلى مناصريه السياسيين ليضمنن تجنب المصير نفسه.

بشار الأسد رفقة جنود في سوريا

بعد صدام حسين، الذي شُنق في العراق، ومقتل القذافي؛ فعلي صالح ثالث ديكتاتور يُقتل بعد تغيير النظام في بلده، وطُرد قادة عرب آخرون، مثل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وأطيح بالرئيس المصري محمد حسني مبارك.

وأصبحت الحرب الأهلية والاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط تشغل قادة سياسيين آخرين خارج المنطقة؛ كالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، الذي يسارع الآن في برامجه النووية والصاروخية، خاصة أنه ينظر إلى مصير القذافي الذي تخلى عن برنامجه النووي وفورًا تداعت عليه أميركا وانتهت حياته، ويرى الزعيم الكوري أن برامجه بمثابة حماية له.

الزعيم كيم كونج يشرف على تجربة نووية لكوريا الشمالية

ولم يمتلك «علي صالح» أسلحة دمار شامل منذ أن تولى رئاسة اليمن عام 1978، وعزز سلطته وسلطة عائلته، وتحالف من قبل مع السعودية والولايات المتحدة في الإطاحة بصدام. لكن، مع اندلاع ثورات الربيع العربي؛ أصبحت سيطرته على السلطة ضعيفة، وسلمها في اتفاق عام 2012 لخلفه عبدربه هادي منصور.

ومنذ هذا الاتفاق، كانت الأمور لتظل على وضعها في اليمن لو لم يوجد الحوثيون؛ ففي سبتمبر 2014 وصلت المجموعة المتحالفة مع إيران إلى صنعاء واستولت على أجزاء منه، وفي فبراير 2015 أعلنوا حل البرلمان وسيطروا على كامل البلاد، وسرعان ما اتخذ جيران اليمن موقفًا منهم؛ فقادت السعودية تحالفًا عسكريا لمواجهتهم هناك، ودخل صالح في صراع إلى جانب الحوثيين، وقاتل مؤيدوه جنبًا إلى جنب مع الحوثيين.

كما لجأ هادي، نائب الرئيس الذي شغل منصب الرئيس، إلى السعودية؛ وأدى النزاع في اليمن إلى مقتل ما لايقل عن ثمانية آلاف شخص، وتشريد ثلاثة ملايين آخرين، ودُمّرت البنية التحتية للبلد، وتفشت المجاعات ووباء الكوليرا.

معاناة يومية نتيجة الحرب السعودية في اليمن – أرشيفية

ويبدو أنّ الحرب الأهلية في اليمن لا نهاية لها، وكذلك التحالفات السياسية المتغيرة. وظهر «علي صالح» يوم السبت على شاشة التلفزيون ليقول إنّ تحالفه مع الحوثيين انتهى بخلافات سياسية، وإنّه مستعد للحوار مع التحالف السعودي، الذي رحّب بهذه الخطوة؛ وبدى أنّ قوات صالح تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء، لكن اندلعت اشتبكات أعقبت البيان أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن مائة شخص وإصابة مائتين آخرين.

وشرع الحوثيون في تدمير منزله بعد اتهامه بانقلابه عليهم، وأظهرت صور منشورة «علي صالح» مصابًا بجروح في الرأس، وقالت وسائل الإعلام الحوثية إنه قتل. وأفادت قناة العربية، التابعة للسعودية، بخبر مقتله.

ويخفف مقتل «علي صالح» من احتمال أيّ حل سياسي للنزاع في اليمن. ومن المرجح أن تزداد السعودية وحلفاؤها، وكذلك الحوثيون وإيران، ترسّخًا في مواقفهما، وتسبّب الربيع العربي في كوابيس سياسية لجميع البلدان تقريبًا؛ وما زال اليمن يعاني من أسوئها.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023