شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ديفيد هيرست: حكام الخليج مكّنوا ترامب من القدس

السيسي وترامب والملك سلمان أثناء اجتماعهم في قمة الرياض الماضية

قال الكاتب ديفيد هيرست إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم يكن ليصدر إلا بضمان تأييد حكام العرب له، متوقعا اندلاع انتفاضة أخرى قريبا.

ولفت هيرست في مقال له نشره «عربي  21»، إلى أنه «لم يعد ثمة مجال للحياد من الآن فصاعداً. فبدون أن تكون القدس عاصمة لها، لا يمكن لأي دولة فلسطينية أن توجد»، مضيفا أن بأنه لم يعد متبقي اي تظاهر «بأن الولايات المتحدة قادرة على التوسط لإبرام صفقة بين إسرائيل وفلسطين».

وأكد هيرست أن القدس بما لديها من رمزية قوية، قادرة «على توحيد الخصوم المتدابرين والمتشاحنين في الساحة الفلسطينية مثل زعيم فتح محمود عباس وزعيم حماس إسماعيل هنية».و« توحيد نزلاء جميع السجون، وجميع الفلسطينيين في المهاجر الذين يجدون أنفسهم أسارى السجون الإسرائيلية الحقيقية أو المعنوية، وكذلك جميع الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي مخيمات اللاجئين وفي الشتات. فقط القدس تتكلم فينصت لها أكثر من مليار مسلم حول العالم»

وقال هيرست، إن الموقف الغريب في قضية القدس هو «هو ذلك الجيل الجديد من عرب الخليج، أولئك الصبية المترفون ممن ديدنهم العبث فوق تلال الصحراء والتقاط صور السيلفي، والذي تجد بصماتهم في كل انقلاب يجري في المنطقة هنا وهناك»، مشيرا إلى أن هؤلاء «شكلوا في عهد ترامب محوراً للطغاة العرب، حجم طموحاتهم الجيوسياسية بحجم محافظ نقودهم، يعتقدون فعلاً بأن لديهم من النفوذ ما يمكنهم من فرض إرادتهم ليس فقط على حطام دولة فلسطين وإنما أيضاً على المنطقة بأسرها».

وأضاف الكاتب البريطاني، أن «العديد من المسؤولين ذكروا أن محمد بن سلمان حاول تحلية الصفقة من خلال الإعراب عن استعداده لتقديم دفعة مالية مباشرة لعباس، ولكن هذا الأخير رفض ما عرضه عليه».، لافتا إلى أن «تهديدات محمد بن سلمان جاءت منسجمة ومتناسقة مع كتابات صدرت عن عدد من الكتاب والصحفيين السعوديين المصرح لهم بالكتابة، نأوا فيها بأنفسهم عن القضية الفلسطينية ودعوا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل».

واعتبر الكاتب أن «المحور الذي يقف من وراء ترامب هم  أولياء العهد والحكام الفعليون في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين: محمد بن سلمان، محمد بن زايد، وعبد الفتاح السيسي، هؤلاء جميعاً يعتمدون شخصياً على ترامب.»

هكذا مكنوا ترامب

ورأى الكاتب أن « حصار قطر ومحاولة إجبار الحريري على الاستقالة من منصبه كرئيس لوزراء لبنان، وتحطيم مجلس التعاون الخليجي وإنشاء تحالف عسكري واقتصادي بين السعوديين والإماراتيين، لم يحدث إلا بضوء أخضر من ترامب».

وفي المقابل «سمحوا لترامب بأن يفرض حظراً على دخول المسلمين إلى أمريكا وبأن يعيد تغريد ما يقوله الفاشيون البريطانيون عن المسلمين».

حلف جديد

وقال الكاتب إن «الفوضى التي أوجدتها هذه المجموعة إلى إقامة بون بينها وبين مجموعة أخرى من حلفاء الولايات المتحدة بدأوا يشعرون بعواقب مثل هذه السياسات عليهم شخصياً. لقد حاول عاهل الأردن الملك عبد الله وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحذير واشنطن من مخاطر ما كان ترامب يوشك أن يعلن عنه، فهما يريان أن الأمر يعنيهما مباشرة وأن ما جرى أفقدهما هامش المناورة».

وأضاف «انضمت تركيا إلى الأردن، حيث تمكن الرئيس التركي من ضمان دعم جميع الأحزاب السياسية بلاده لقرار تجميد العلاقات مع إسرائيل، وتركيا حالياً هي التي تتزعم منظمة التعاون الإسلامي التي تتكون من سبعة وخمسين دولة عضواً»، مشيرا إلى انضمام القوميون إلى تلك المجموعة»

وتابع الكاتب، «هناك مجموعة ثالثة تتكون من إيران والعراق وسوريا وحزب الله، وهذه قدمت لها هدية على طبق من فضة. لقد منح ترامب بما فعله فرصة كبيرة لإيران لترميم ما لحقها من أضرار بسبب الحرب الأهلية في سوريا وإصلاح علاقاتها مع الجماعات والشعوب السنية، حيث سيكون لسان حالها تارة أخرى: «نحن معكم حول موضوع القدس». لقد تلقت إيران دعوة سترحب بها وستقبلها بشغف».

وأردف، «أما المجموعة الرابعة فهي التي لا يملك ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايدالوصول إليها، إنهم الفلسطينيون أنفسهم. وهؤلاء معروف عنهم تاريخياً أنهم أقوى ما يكونون عندما تبلغ عزلتهم أقصى مداها، وهذه هي القوة التي تجلت في الانتفاضتين الأولى والثانية، ثم تجلت مؤخراً عندما أجبروا إسرائيل على إزالة الحواجز الإلكترونية التي نصبتها على مداخل المدينة القديمة».

واختتم الكاتب مقاله بأنه «لا يوجد فلسطيني واحد، سواء كان قومياً، أو علمانياً، أو إسلامياً أو مسيحياً، يمكن أن يقبل بالتخلي عن القدس عاصمة لفلسطين، وسوف نرى بالضبط ما الذي يعنيه ذلك في الأيام والأسابيع القادمة. هناك ما يقرب من ثلاثمائة ألف مقدسي يقيمون حالياً في داخل القدس التي أعلنها ترامب عاصمة لإسرائيل ولكنهم لا يملكون حق المواطنة فيها. لقد ألقى ترامب للتو بقنبلة في وسط هذه الجموع».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023