باتت الأراضي المحتلة على صفيح ساخن؛ بعدما قادت الطائرات الإسرائيلية ثلاث غارات، وأسفرت المواجهات مع القوات الإسرائيلية عن استشهاد فلسطيني وإصابة 1099 آخرين؛ ما رآه مراقبون إنذارًا بانتفاضة مسلحة.
ويأتي هذا في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي باعتبار القدس عاصمة لـ«إسرائيل» ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان، إنّ 15 فلسطينيًا وصلوا إلى المستشفى الإندونيسي (شمالي القطاع) نتيجة إصابتهم بشظايا بسبب القصف، وحالاتهم بين «المتوسطة والطفيفة».
وفي وقت سابق اليوم، قالت مصادر أمنية في غزة إنّ القصف استهدف ثلاثة مواقع تتبع حركة حماس شمال القطاع؛ الغارة الأولى استهدفت بصاروخ موقع يتبع حماس شمال غربي منطقة الشيخ زايد (شمالي القطاع)، وأصيب عشرة مواطنين بجراح مختلفة.
أما الغارتان الثانية والثالثة فاستهدفتا موقعين يتبعان حماس شمال غرب مدينة غزة بصواريخ؛ ما سبّب أضرارًا مادية دون وقوع إصابات.
وأعلنت حركتا فتح وحماس في بيان مشترك عقب لقاء ضم قياديين من الحركتين في غزة أنهما ناقشتا قضايا مهمة للشعب الفلسطيني؛ من بينها بحث الخطوات اللازمة وسبل التعامل مع القرار الأميركي الجديد، وأكّدتا رفضهما وإدانتهما لقرار ترامب؛ باعتباره يشكّل «عدوانا على حقوق الشعب الفلسطيني».
ودعا حزب الشعب الفلسطيني إلى إعادة الاعتبار لـ«نهج المقاومة الشعبية» وتفعيلها في مواجهة المخاطر التي تتعرّض لها القضية الفلسطينية، ومن أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفقًا للقرار 194.
كذلك حثّت الفصائل الفلسطينية على ضرورة الانخراط في «جمعة الغضب» وتصعيد التحركات الشعبية والانتفاضة، وطالبت في بيانات عدة أصدرتها بعد قرارات ترامب بضرورة سحب منظمة التحرير الفلسطينية اعترافها بـ«إسرائيل» وإعلان فشل مشروع التسوية وإغلاق اتفاق أوسلو ورفض العمل به، ودعت الدول العربية والإسلامية إلى التوقف عن اتخاذ الولايات «صديقًا أو حليفًا»، وإلى سحب مبادرة السلام، وقطع العلاقات مع «إسرائيل».
الاستنفار العام
وعسكريًا، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، «حالة الاستنفار العام» في صفوف مقاتليها؛ ردًا على قرار ترامب، وأكّدت وقوفها إلى جانب جماهير الشعب المنتفض في قطاع غزة والضفة والقدس وأراضي 48 وفي أماكن اللجوء والشتات بـ«هبته العارمة في معركة الدفاع عن القدس العاصمة الأبدية لفلسطين».
وشدّدت على ضرورة مواصلة «أيام الغضب وتصعيد المقاومة والانتفاضة، وصولًا للعصيان الوطني الشامل ضد الاحتلال والاستيطان حتى رحيله عن الأرض الفلسطينية».
وأكّدت جاهزيتها التامة، وقالت إنّ «خياراتها كافة مفتوحة في التصدي لأيّ حماقة إسرائيلية تستهدف شعبنا وأرضه ومقدساته»، ودعت الأجنحة العسكرية إلى «رفع درجة التنسيق» فيما بينها والإسراع في تشكيل جبهة مقاومة متحدة، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة.
الانتفاضة المسلحة قريبة
وفي هذا الصدد، يرى حسن أبو هنية، المحلل السياسي الأردني، أنّ هناك موجة غضب عربية وفلسطينية؛ ومن الممكن أن تتحوّل إلى انتفاضة مسلحة في أقرب وقت، خاصة بعد استفزاز الفلسطينين بقرار تهويد القدس.
وأضاف أنّ «الانتفاضة المسلحة ليست بالأمر البعيد؛ لكنّ السلطات الصهيونية لن تسمح باندلاعها؛ نظرًا لخطورتها، فالقضية الآن ليست معركة في غزة بين قوات الاحتلال وحماس؛ إنما قضية أرض مقدسة تهم كل الفلسطينيين وتوحدهم لمواجهة الاحتلال بكل الطرق».