أعرب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن رفض بلاده -جملة وتفصيلًا- لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا بطلانه قانونيًا وسياسيًا.
واعتبر «رياض»، في مؤتمر صحفي اليوم السبت بمقر السفارة الفلسطينية في القاهرة، أنّ الولايات المتحدة أصبحت طرفًا ولم تعد وسيطًا في السلام بعد قرار رئيسها، الذي يجرّدها من أهليتها وسيطًا للسلام ودورها في الرباعية الدولية في ضوء معارضة جميع الدول لقرار واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس.
وأكّد أنّ بلاده ستطالب بإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن القرار، معربًا عن أمل بلاده أن توافق الدول العربية اليوم على مستوى وزراء الخارجية على تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمجلس الأمن لدفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرار نقل السفارة.
ضغط أميركي
وقال رياض: «لن تستطيع أميركا، بصفتها طرفًا في النزاع، أن تستخدم حق الفيتو» و«واشنطن حاولت الضغط على دول لتحذو حذوها في نقل سفارتها للقدس ولم تنجح»، كما إنّ «العديد من دول العالم أكّدت لفلسطين عدم نيتها نقل سفاراتها إلى القدس».
وأضاف: «طالبنا المجموعة العربية بإعداد مشروع قرار في مجلس الأمن لدفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها، وهناك اجتماع لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي، الأربعاء المقبل، للتنسيق فيما بينها».
وأوضح أنّ «إعلان ترامب لن يغير الحقيقة القانونية، وهي أنّ القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين»، مؤكدًا أنّ «دولة فلسطين تعتبر قرار ترامب غير شرعي»، و«حان وقت الاعتراف بدولة فلسطين، وندعو دول العالم للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لها».
لا انسحاب من السلام
ونفى رياض انسحاب فلسطين من السلام، قائلًا إنّ بلاده ستبحث «عن راع جديد ومرجعية دولية جديدة بدلًا عن واشنطن»؛ و«تُجرى مشاورات لعقد قمة عربية لمواجهة قرار ترامب ونطلب من كل العرب شد الرحال للقدس» و«نبحث عن إجماع عربي بخصوص موضوع القدس».
وقال إنّ مشروع القرار المعروض على جامعة الدول العربية سيدعو إلى اتخاذ مواقف واضحة حيال القرار الأميركي، وضرورة التحرك الرسمي المناسب لحجمه؛ سواء في مجلس الأمن الدولي أو طبيعة المواقف التي يجب اتخاذها مع المسؤولين الأميركيين الذين سيزورون بلدانهم، أو في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية.
تأتي تصريحات رياض المالكي قبيل اجتماعات مقرر عقدها اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تبدأ باجتماع لجنة مبادرة السلام العربية، يعقبها اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري؛ لبحث الرد على قرار ترامب بشأن اعتبار بلاده القدس الشريف عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بالمخالفة لقرارات الشرعية الدولية.
غموض المواقف العربية
في سياق متصل، شدّد رياض في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» على ضرورة وضوح المواقف العربية في كيفية التعاطي مع إدارة ترامب، مع وجود تحرك عربي رسمي وشعبي مكثف، كاشفًا عن حملة دبلوماسية مكثفة للقيادة الفلسطينية في اتجاه روسيا والصين والاتحاد الأوروبي للبحث عن بديل لدعم السلام بناءً على القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.
وقال إنّ هناك تحركًا فلسطينيًا في الاتحاد الأوروبي «لدفع الدول التي لم تعترف بفلسطين للاعتراف بها، والدول التي اعترفت بها لإعلان القدس عاصمة لها».
خارجيًا
وأضاف رياض أنّ رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله سيتوجه إلى فرنسا مطلع الأسبوع المقبل؛ لبحث موضوع الاعتراف بفلسطين، على هامش انعقاد مؤتمر تغيير المناخ.
وتحدث عن رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وقال إنّه «لا يمكن لأي مسؤول فلسطيني أن يلتقيه؛ لأنه ساهم في اتخاذ هذه الخطوة، والادعاء التوراتي أن اليهود لهم الحق المطلق والأبدي في القدس من دون الحديث عن الحق الفلسطيني في المدينة»، مؤكدًا أن الإدارة الأميركية ترى الأمور من منظار واحد وبرؤية ضيقة من دون الانتباه للنتائج السلبية لقرارها.
وتشهد معظم دول العالم تظاهرات ومسيرات غاضبة لليوم الرابع على التوالي؛ احتجاجًا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الماضي اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، والبدء في نقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة.