يواصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إخراج بلاده من العباءة الدينية، وذلك بسلخها من موروثاتها الثقافية والاجتماعية، في إجراءات اعتبرها مراقبون أنها محاولات لتغريب السعودية لضمان السيطرة على العرش بعيدا عن الأسرة السعودية.
وأقر مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، بالمملكة، اليوم الاثنين إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة.
ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً.
شراء الرضا الأميركي
ورأى الدكتور عطية عدلان رئيس حزب الإصلاح في تصريح لـ«رصد»: إن «ولي العهد السعودي يحاول شراء الرضاء الأميركي، لضمان السيطرة على المملكة بعيدا عن الأسرة السعودية، فهو يعمل على الالتفاف حول المؤسسة الدينية وعلى دورها عن طريق التخلص من أعضاء «هيئة كبار العلماء» بالتوازي مع وتقليص صلاحيات الشرطة الدينية في السعودية.
وأضاف عدلان، بن سلمان يحاول سلخ السعودية من المؤثرات الدينية، المتمثلة في العلماء والهيئات الدينية الرسمية والغير رسمية، لتنتقل تلك المؤثرات من علماء الدين إلى السلطة فقط، وذلك انكشف مع حملات اعتقال علماء الدين.
المملكة السلمانية
وكان الكاتب الأمريكي الشهير، «توماس فريدمان»، نشر مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز»، تحت عنوان «انتبهوا: الأمير متعجل»، قال إنه «من أجل فهم الاضطرابات التي تحدث في السعودية الآن، ينبغي أن تبدأ بالحقيقة السياسية الأكثر أهمية حول تلك الدولة التي لم تكن القوة السياسية المهيمنة عليها خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.
وأكد أن القرارات الأخيرة لولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، تعيد تشكيل الدولة السعودية «من ائتلاف عائلي واسع النطاق، يتم فيه مشاركة السلطة وتبديلها على سبع عائلات رئيسية على أن تتخذ القرارات بالإجماع، إلى دولة تحكمها فرع عائلة وحيد، إنها لم تعد المملكة العربية السعودية، بل أصبحت المملكة السلمانية».
وتابع:«هذه الاضطرابات تتمثل في الإسلاموية أو الأصولية أو الليبرالية أو الرأسمالية أو الداعشية، لكنها كانت الزهايمر، فالملك الحالي (سلمان بن عبدالعزيز) عمره 81 عاما وحل محل ملك مات في عمر الـ 90 عاما، والذي حل محل ملك مات في عمر الـ 84 عاما».
ويبقى منصب «ولي ولي العهد الذي استحدثته العائلة السعودية منذ 2014 خاليا حتى الآن، وسط غموض كبير حول مصيره، نظرا لتكتيم الحديث حول هذا المنصب في ربوع المملكة، إلا أن مراقبون أكدوا أن هناك اتجاه لتحويل المملكة السعودية إلى مملكة آل سلمان، ويكتفي بقية الأمراء بمناصبهم دون التفكير في انتقال السلطة بين أبناء عبد العزيز أو حتى أبناء العموم.