شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فوضى من التصريحات.. الصحة المصرية تفشل في علاج أزمة البنسلين

الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان - أرشيفية

تواصل وزارة الصحة تصريحاتها المتكررة عن موعد انتهاء أزمة البنسلين، ففي الوقت الذي فشلت فيه الوزارة في حل الأزمة بعد 3 أشهر من بدايتها، فشلت أيضا في التصريح بموعد انتهائها، فقد أعلنت مواعيد عدة لانتهائها إلا أنها لم تفي بما أعلنته.

30 ديسمبر

وكان آخر هذه الوعود، أمس؛ حيث قالت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، إن هناك تحسنًا كبيرًا في أزمة نقص البنسلين في الأسواق؛ بعد ضخ المزيد من الكميات خلال الفترة الماضية.
وأضافت «زيادة»، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «رأي عام» المذاع على قناة «ten»، مساء أمس السبت، أن هناك 800 ألف عبوة بنسلين تصل من الخارج بحلول 30 ديسمبر الجاري، ولذلك هناك تحسن تدريجي في الأزمة يوما بعد يوم وانتهاء الأزمة 30 ديسمبر.

وقالت رئيس الإدارة المركزية بوزارة الصحة، إن توزيع البنسلين على المحافظات المختلفة يسهم في تخفيف الضغط على الشركة المصرية، وهناك تعليمات بحصول كل صيدلية على 10 عبوات هذا الأسبوع بدلا من 3 عبوات للمساهمة في تخفيف الأزمة.

20 ديسمبر

وسبق تصريحات مسؤولة الصحة، أمس، تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة منذ يومين؛ حيث قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، خالد مجاهد، إن الوزارة تتخذ إجراءات استثنائية لتوفير أي دواء ناقص، مدللا على ذلك بحقن البنسلين التي من المقرر ضخ 200 ألف عبوة منها غدا، في الأسواق بجميع محافظات الجمهورية، متعهدا بتوفير البنسلين في جميع الصيدليات 20 ديسمبر الحالي.

وأشار مجاهد إلى توريد شركة المهن الطبية 200 ألف حقنة من البنسلين أمس، بواقع 50 ألفا للشركة المصرية، و5 آلاف لصيدليات الشكاوى، و60 ألفا للشركة المتحدة، و40 ألفا لشركة ابن سينا، و30 ألفا لشركة الشرق الأوسط، و14 ألفا لمديريات الشؤون الصحية في المحافظات.

وأوضح مجاهد أنه سيتم توريد 200 ألف فيال أخرى من الشركة الموردة للبنسلين، بواقع 50 ألفا للشركة المصرية، و5 آلاف لصيدليات الشكاوى، و90 ألفا للشركة المتحدة، و40 ألفا لفارما أوفر سيز، و14 ألفا لمديريات الشؤون الصحية في المحافظات، لافتا إلى أن الوزارة ممثلة في إدارة التفتيش الصيدلي تتابع أرصدة الصيدليات من البنسلين بشكل يومي، للتأكد من وجود أرصدة كافية للمرضى.

وأشار إلى أن إنتاج شركة «المهن والنيل وأكتوبر فارما» من البنسلين سيتضاعف بنحو مليوني و400 ألف لسد الاحتياجات وضخ 100 ألف أمبول يوميًا بالصيدليات، متابعا: «في 20 ديسمبر مفيش صيدلية مش هيكون فيها بنسلين».

نقص الدواء

11 ديسمبر

وفي 11 ديسمبر، أكد الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أنه سوف يتم الانتهاء من أزمة البنسلين خلال 24 ساعة، وقال: «إننا نعلم جيدا أسباب أزمة نقص البنسلين وتمت إحالة الأمر إلى النيابة العامة».

وأضاف أن هناك إحدى شركات الدواء حجبت 900 ألف عبوة بنسلين عن الأسواق ما تسبب في الأزمة.

وأشار إلى أن هناك من تعمد افتعال أزمة البنسلين وتعطيل استيراده.

5 أكتوبر

وفي 5 أكتوبر الماضي أعلنت وزارة الصحة إنهاء أزمة البنسلين، حيث أوضح بيان الوزارة في 5 أكتوبر الماضي، أنه من بين الأدوية التي شهدت نقصا في الأسواق خلال الفترة الماضية، بالفعل، إلا أنها تعاملت معها على الفور، عقارا «فيال» وهو من الأصناف المختلفة لعقار «البنسلين» طويل المفعول المستخدم كمضاد للالتهابات، و«الإسبرين بروتكت»؛ ‏حيث قامت الوزارة بتوفير وضخ 859 ألفا و380 عبوة من العقار الأول، كما تم استيراد مليون و200 ألف فيال «بنيسلين»، وجارٍ دخولها خلال أسبوعين، بالإضافة إلى أنه ‏جارٍ إنتاج كمية موازية من البنسلين المحلي، تكفى لمدة 6 أشهر.

أزمة شلل الرعاش

وفي الوقت الذي لم تنتهِ فيه أزمة نقص دواء البنسلين بعد، رغم وعود الحكومة المتكررة، ضربت أزمة جديدة سوق الدواء في عدد كبير من المحافظات بسبب اختفاء دواء «السينمت»، الخاص بمرض الشلل الرعاش، وبديله «ليفوكار» من الصيدليات منذ شهر، ما دفع بعضهم إلى التقدم بشكاوى إلى وزارة الصحة للمطالبة بضرورة توفيره للمرضى.

وقال عمر إبراهيم، موظف بجامعة عين شمس، إن رحلة البحث عن الدواء في الصيدليات لعلاج والده المريض البالغ من العمر 85 عاما، استمرت نحو شهر؛ لأن هذا الدواء سعره 24 جنيها، وبديله بـ215 جنيها، والاثنان غير متوفرين بالصيدليات، وهو ما يعرض والده لآلام مبرحة.

من جهته، أكد الدكتور علي عوف، رئيس الشعبة العامة للأدوية بالغرف التجارية، أن دواء «سينمت» تنتجه شركة أميركية ويعالج مرض الشلل الرعاش، «ناقص بالسوق منذ نحو 3 شهور»، مشيرا إلى أن رحلات البحث لا تنتهي من جانب المواطنين، بعدما نفدت المثائل الأربعة المصرية للدواء، نتيجة إقبال المرضى عليها، وأضاف أن أحد المصانع لديه 30 ألف عبوة تنتظر إفراج التفتيش الصيدلي منذ فترة، ولم يتم الإفراج عنها رغم وجود نقص شديد والمرضى يعانون، لأن هذا المرض مزمن.

الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان- أرشيفية

فوضى التصريحات وافتقاد الحل

ومن جانبه، قال الدكتور صبري عبدالمنعم، وكيل وزارة الصحة السابق، إن «تعامل وزارة الصحة مع أزمات نقص الدواء يكشف الإهمال والفوضى اللذين تتعامل بهما الوزارة، وتنم عن استهتار بحياة الناس، خاصة الأطفال الذين يعانون من الحمى الروماتيزمية المنتشرة في مصر»، موضحا أن فوضى التصريحات عن موعد انتهاء الأزمة يفضح الحكومة.

وأضاف صبري، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن «تكرار نقص أنواع كثيرة من الأدوية من السوق في الفترات الماضية والفشل الدائم للوزارة في التعامل مع الأزمة، يكشف عن الفشل الزريع لقيادات الوزارة، موضحا أنها افتقدت أبسط الضوابط في التعامل مع الأزمات.

وأوضح أن الحل الوحيد هو عودة التصنيع، خاصة أن مصر بدأت بتصنيع الدواء منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لدرجة أن المضادات الحيوية وعقاقير السلفا لا تصنع في مصر، وهو عار على المنظومة الصحية في ظل غياب السياسة الدوائية والصحية.

وانتقد صبري طريقة إدارة وزارة الصحة لمنظومة الدواء في مصر، قائلا: «الوزارة لم تأخذ في عين الاعتبار مستوى المخزون الحرج لدواء حيوي مثل البنسلين، ما حدث أن إحدى شركات الأدوية المستحوذة على صناعة هذا الدواء توقفت لسبب غير معلوم عن إنتاجه، في ظل غفلة أو تغافل المسؤولين، وصمتهم، أو تجاهلهم للمشكلة».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023