طالب وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، اليوم الإثنين، أبو ظبي، بتقديم اعتذار علني، فيما أعلن طيار تونسي يعمل قائد طائرة في الخطوط الجوية اليابانية، امتناعه عن قيادة أو ترؤس رحلات ذاهبة من طوكيو إلى مطاري دبي وأبو ظبي، رداً على قرار الطيران الإماراتي منع التونسيات من الصعود إليها.
وقد طالب وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي،من دولة الإمارات اعتذاراً رسمياً، وذلك بعد ساعات من قرار بلاده تعليق كافة رحلات الخطوط الجوية الإماراتية رداً على إجراء منع المسافرات التونسيات على خطوطها.
وقال الوزير خميس الجهيناوي، في حديث لإذاعة محلية إن «الإماراتيين اتصلوا به هاتفيا وقدموا اعتذاراتهم»، مشيرا إلى أن تونس تريد اعتذارا علنيا.
وأضاف: «نعتبر طريقة فرز المسافرين غير شرعية وأخبرنا الشركة الإماراتية بذلك»، لافتا إلى أن تونس ساهمت مساهمة فعالة في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة.
إحتجاج طيار تونسي
من جهته، أعلن الطيار التونسي أكرم النويشي الذي يعمل في الخطوط الجوية اليابانية رفضه تسيير رحلات من وإلى الإمارات احتجاجا على قرار الإمارات بمنع النساء من صعود طائراتها.
قال الكابتن أكرم النويشي – وهو أول طيار عربي يتم انتدابه في شركة الطيران اليابانية- في لقاء مع برنامج «هنا شمس» إنه لن يتراجع عن هذا القرار إلا بعد أن «يحترم الإماراتيون أنفسهم ويعرفون حجم الشعب التونسي»، مؤكدا أن الشركة التي يعمل فيها دعمت قراراه.
وانتقد الكابتن في حديثه القرار الإماراتي ووصفه «بالهمجي وغير المقبول»، مضيفا «قرار متسرع يعكس سياسة هذه الدولة».
وحظي موقف الطيار بإعجاب الكثير من التونسيين الذين أشادوا به ووصفوه بالشجاع كرد اعتبار لكرامة التونسيات. وعلق وزير الخارجية التونسي على قرار الطيار التونسي بالقول: «بارك الله فيه أخذ موقفا وطنيا وكمواطن تونسي هذا يشرفه». بحسب ما نقله موقع راديو شمس أف أم التونسي.
تخفيف اللهجة
وكانت الرئاسة التونسية خففت من لهجتها تجاه المسألة، موضحة دوافع الإمارات من هذه الخطوة.
ودعا الرئيس التونسي قائد السبسبي، في بيان له إثر لقاء جمعه بوزير خارجيته خميس الجهيناوي، صباح اليوم الإثنين، في قصر قرطاج، إلى «العمل على تجاوز هذه الإشكالات في أقرب وقت حفاظاً على علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين الشعبين التونسي والإماراتي».
قالت المتحدثة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قراش، الإثنين ، إن الاجراء الإماراتي سببه مخاوف من حدوث اعتداء تنفذه نساء يحملن جوازات سفر تونسية.
ومنعت شركة «طيران الإمارات» المملوكة لحكومة دبي، الجمعة الماضي، تونسيات باستثناء الحاصلات على الإقامة أو صاحبات جوازات السفر الدبلوماسية من السفر على متن طائرتها المتجهة من مطار تونس قرطاج الدولي إلى دبي، دون إبداء أسباب ذلك، قبل تتذرع بالأمن وتقول، أمس، بأن قرارها كان بسبب «معلومة أمنية» دون تقديم تفاصيل.
تذرع الإمارات بالأمن
من جهة ثانية، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، مساء أمس الأحد، إن تأخير مسافرات تونسيات من التوجه إلى الإمارات على متن رحلة تابعة لشركة «طيران الإمارات» سببه «معلومة أمنية». وأضاف في تغريدة نشرها في حسابه على موقع «تويتر»: «تواصلنا مع الإخوة في تونس حول معلومة أمنية فرضت إجراءات محددة وظرفية».
وأثار منع مسافرات تونسيات من التوجه إلى الإمارات، جدلاً واسعاً في تونس، انتقلت من وسائل الإعلام المحلية التونسية إلى مواقع التواصل الاجتماعي وجمعيات حقوقية. وأصدرت أربع منظمات حقوقية تونسية مساء أمس السبت بياناً، أدانت فيه الإجراءات الإماراتية التي رأت فيها «تمييزاً وعنصرية»، واعتبرت أنها تنتهك حقوق المرأة التونسية، إضافة إلى حملات على مواقع التواصل الإجتماعي تنادي بالمعاملة بالمثل.
تونسية يتم منعها من صعود طائرة الاتحاد الاماراتية المتوجهة الى الصين في مطار بيروت الدولي.
#منع_التونسيات_من_السفر_الإمارات pic.twitter.com/Z2f10IpOEP— Ayman Rihani (@Ayman_Rihani) December 23, 2017
قرار مماثل
وأمس الأحد، أعلنت وزارة النقل التونسية، تعليق رحلات شركة «طيران الإمارات» من وإلى تونس على خلفية منع النساء التونسيات من السفر عبر طائراتها إلى الإمارات.
وقالت الوزارة، في بيان مقتضب نشرته عبر صفحتها في «فيسبوك»: «قررت وزارة النقل تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية من وإلى تونس لحين تمكن الشركة من إيجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقاً للقوانين والمعاهدات الدولية».