تزامنًا مع احتفالات أعياد الميلاد، تشهد مصر حالة استنفار أمني شديد، خاصة في محيط الكنائس والتجمّعات القبطية؛ تحسّبًا لوقوع هجمات مسلحة تستهدفها. ويرى مراقبون أنّ هذا المشهد يعكس صورة سلبية للأمن والاستقرار في البلاد.
وبدأت أفراد من القوات المسلحة في نطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية الانتشار؛ لمعاونة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في حماية المنشآت والمرافق العامة ودور العبادة، وتأمين الطرق والمحاور المرورية الرئيسة.
ونشرت القناة الرسمية لوزارة الدفاع المصرية مقطع فيديو على موقع «YouTube» صباح الثلاثاء يظهر بدء انتشار دوريات القوات المسلحة والشرطة المدنية في محافظات.
مصر ليست أمانًا
ورأى الناشط السياسي هيثم محمدين أنّ «مشهد المدرعات والدبابات والمدافع في الشوارع يعيد إلى الأذهان مشاهد احتفالات أعياد الميلاد في الدول التي شهدت الحرب العالمية الثانية؛ إذ احتفل مواطنوها وسط الشوارع التي تحوّلت إلى ثكنات عسكرية».
وحذّر هيثم، في تصريح لـ«رصد»، من وقوع تفجيرات جديدة تستهدف الأقباط في أعياد الميلاد؛ قائلا إنّ «التفجيرات المحتملة ستكون أمرًا طبيعيًا؛ خاصة وأنّ النظام الحالي دائمًا ما يستغل هذه الحوادث لفرض مزيد من الإجراءات القمعية بزعم محاربة الإرهاب».
ويوم الأحد الماضي، رفعت وزارة الداخلية الحالة الأمنية إلى «الدرجة القصوى» أثناء مدة عيد الميلاد، وهي أعلى درجة في الاستعداد الشرطي بالبلاد تجاه الأعمال العدائية، وتستمر حتى 7 يناير المقبل.
صدر البيان عقب اجتماع ترَأَّسه الوزير مجدي عبدالغفار برفقة مساعديه على مستوى القطاعات الأمنية، وحذّر من أنّ الحملة الأمنية التي تديرها القوات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، خاصة مدن الشمال «رفح والشيخ زويد والعريش»، قد تدفع أفراد هذه التنظيمات إلى الفرار ومحاولة التسلل داخل المدن، دون أن يحدد ما إذا رصدت الوزارة أمورًا مشابهة أم لا.
تحذير إعلامي
وقالت مصادر أمنية مصرية إنّ وزارة الداخلية أحبطت «مخططًا إرهابيًا ضخمًا» يستهدف الكنائس ودور العبادة في مصر تزامنًا مع احتفالات أعياد الميلاد في الأيام المقبلة.
ونقلت صحيفة «الأهرام» الحكومية عنهم قولهم إنّ «معلومات جهاز الأمن الوطنى تشير إلى أنّ العناصر المسلحة كانت تخطط لاستهداف عدد من الكنائس ودور العبادة المسيحية فى عدة محافظات ومنها القاهرة والإسكندرية؛ بهدف التأثير على الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مصر».
وادّعوا أنّ «وزارة الداخلية رصدت منذ فترة الاتصالات التي كانت تجري بين العناصر الإرهابية المضبوطة والكوادر الإرهابية الموجودة في شمال سيناء، وتضمّنت تكليفات لتلك العناصر بتنفيذ عمليات نوعية متفرقة في عدد من المحافظات بهدف تشتيت جهود أجهزة الأمن والتأثير سلبيًا عليها».
وأضافت أنّ «هناك توجيهات أمنية برفع درجة الحالة الأمنية أثناء فترة أعياد الميلاد، وكذلك الوجود الأمني في الشوارع والميادين لتأمين أماكن الاحتفالات والمنشآت المهمة والحيوية في الدولة، وكذلك استمرار توجيه الضربات الأمنية الاستباقية».
وقالت إنّ «المعلومات تفيد بأن العناصر المضبوطة على تواصل مع الكوادر الإرهابية الموجودة في شمال سيناء، وتلقّت الدعم والتمويل المادي واللوجيستي لتنفيذ عملياتها الإرهابية في عدد من محافظات مصر؛ منها الإسكندرية والقليوبية والوادي الجديد».
وفي أبريل الماضي، قُتل قرابة 40 مسيحيًا وأصيب مائة آخرين في تفجيرين نفذهما انتحاريان في كنيستي ماري جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية تزامنًا مع «أحد الشعانين» الذي يحتفل به الأقباط في مصر. سبقه تفجير الكنيسة البطرسية الملحقة بمجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في حي العباسية في 11 ديسمبر 2016؛ فُقتل 29 فردًا، بينهم منفذ الهجوم، إضافة إلى عشرات الإصابات.