شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

احتجاجات إيران.. أربعة عشر قتيلًا وسبعة مصابين.. و«روحاني» يُلوح بمسيرات مليونية مضادة

جانب من الاحتجاجات الإيرانية

في والوقت الذي ارتفع فيه أعداد قتلى الاحتجاجات التي تشهدها إيران، منذ الخميس الماضي، إلى أربعة عشر قتيلا، لوح الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الاثنين، بأن «الإيرانيين سينزلون للشوارع لحماية ودعم النظام الإسلامي وللرد على مثيري الشغب إذا ما لزم الأمر»، مشيرا إلى أن حكومته ستتعامل مع الاحتجاجات ذات المطالب الحقيقية كفرصة لحل المسائل لا كتهديد، حسب تعبيره.

وبحسب ما أورد التلفزيون الرسمي الإيراني، فقد سقط 14 قتيلا وأصيب 7 آخرون خلال اشتباكات وقعت أثناء احتجاجات الأيام القليلة الماضية.

ومنذ الخميس الماضي، سقط 6 في توسركان بهمدان، و4 في دورود في لرستان، و3 في شاهين شهر بأصفهان، وقتيل واحد في إيذه في خوزستان.

اقتحام مكاتب الحرس الثوري

وأفادت بعض المواقع بأن مظاهرات ليلية متفرقة خرجت في مناطق إيرانية عدة، منها ما حمل شعارات اقتصادية، وبعضها الآخر ردد شعارات سياسية وتحول لأعمال شغب، الأمر الذي يقلق السلطات.

من جهته، نفى النائب في البرلمان الإيراني، هدايت الله خادمي، اليوم، أن يكون المحتجون قد اقتحموا مكاتب للحرس الثوري أو مكتب إمام صلاة الجمعة بحسب ما روجت بعض المواقع، مؤكدا أن «السلطات اعتقلت بعض المحتجين»، دون أن يحدد عددهم، قائلا إن «الأجهزة الأمنية تحاول التعرف على من كانوا يدعون لاحتجاجات تخريبية من هذا القبيل».

الحرس الثوري الايراني
وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، أن الأوضاع الأمنية في البلاد تحت السيطرة، وأضاف إن الحرس لا يرى دواعي للتدخل ميدانياً في الوقت الراهن، مؤكداً أن القوات الأمنية على الأرض لم تطلب أي مساندة، وأن كتيبة «ثار الله»، هي المسؤولة عن أمن العاصمة طهران، وهي تتابع التطورات فيها عن كثب، بحسب موقع تابع للحرس الثوري.
وذكر شريف، أن قوات التعبئة المعروفة باسم «الباسيج» تلقت في المقابل طلبات لمساندة قوى الأمن في بعض المناطق لتأمينها وإعادة الاستقرار إليها، فاستجابت هذه القوات، لكن ذلك لم يحصل، حتى الآن، مع الحرس، حسب قوله، مشيراً إلى الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية الإيرانية التي اعتبر أنها تقوم بواجبها للمحافظة على الأملاك العامة.

عدد المعتقلين

وفيما يتعلق بارتفاع عدد المعتقلين، أكد المدعي العام في كاشان، محمد تكبيرغو، اعتقال ما يقارب خمسين شخصا هناك «ممن ساهموا بأعمال شغب»، على حد وصفه، قائلا إن «السلطات ستتعامل مع المخربين بشكل قانوني وجاد».

وكانت السلطات الإيرانية قد أكدت، في وقت سابق، اعتقال 200 شخص شاركوا في احتجاجات طهران السبت، وأطلق سراح معظمهم، بينما تم تحويل بعضهم إلى الجهاز القضائي، وهؤلاء هم من قاموا بـ «أعمال شغب وتخريب وإحراق الممتلكات العامة»، بحسب المساعد الأمني لمحافظ طهران، محسن همداني.

الاحتجاجات الإيرانية

الخطاب الثاني لروحاني

وفي خطابه الثاني منذ الاحتجاجات، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن حكومته قادرة على حل المشاكل وستعمل على ذلك برفقة الشعب الإيراني، مضيفاً أن حكومته ستتعامل مع الاحتجاجات ذات المطالب الحقيقية كفرصة لحل المسائل لا كتهديد، حسب تعبيره.

وبعد أن عقد اجتماعا مع رؤساء لجان برلمانية اليوم، ذكر روحاني أن الانتخابات التي شارك فيها الإيرانيون قبل أشهر بكثافة تؤكد على دعمهم خطاب الثورة الإسلامية، قائلاً إنه توارد لذهن أعداء إيران أكثر من مرة استغلال الانتخابات أو الخلافات الداخلية بين السلطات، وهو ما لم يصل للنتيجة التي ابتغوها.

واعتبر روحاني أن الاتفاق النووي كان إنجازاً هاماً، وذكر أن الولايات المتحدة حاولت بكل السبل لتخريبه وهو ما باء بالفشل، وتسبب بعزلتها عن العالم وابتعاد حلفائها عنها. وأضاف أن دور إيران في الحرب على الإرهاب وقدرتها على المساهمة بتحقيق أمن واستقرار المنطقة إنجاز ثان يحسب لصالحها، واصفاً دور بلاده في سورية والعراق ولبنان بالإيجابي.

وفي حديثه عن الأحوال الداخلية، اعتبر روحاني أن الوضع الاقتصادي في بلاده رغم المشاكل أفضل من عدد من بلدان العالم، فقد حققت حكومته نمواً اقتصادياً، واستطاعت إيجاد 700 ألف فرصة عمل، معتبراً أيضا أن الوضع في القرى من ناحية تأمين الخدمات الرئيسية جيد.

الرئيس الإيراني حسن روحاني

ورغم أن روحاني لم ينفي وجود مشكلات أخرى، لكنه اعتبر أن لدى إيران إنجازات كبرى هي التي تتسبب بغضب أعدائها وبمحاولتهم جرها نحو عدم الاستقرار.

ودعا روحاني لتحقيق الوحدة بين المسؤولين من التيارات المختلفة، قائلاً إن الكل مسؤول عن تحقيق الانسجام لحل المشكلات، وفي تعليقه على المسبب الرئيس للاحتجاجات وهو مطالبة المواطنين بتحصيل حقوقهم بعد أن خسروا أموالاً في مؤسسات مالية.

وأفاد روحاني أن الحكومة استأصلت كل هذه المؤسسات، وأوقفتها، وهذا تطلب مساعدة الجهاز القضائي. وعن مشكلة البطالة خاطب نواب البرلمان ممن اجتمعوا معه قائلاً إن عليهم دراسة الموازنة بشكل دقيق، فهم يعترضون على بنود من شأنها إيجاد فرص عمل، فضلاً عن اعتراضهم على رفع موازنة بعض الأمور الضرورية.

وقال كذلك إن من خرجوا إلى الشارع من أصحاب المطالب الحقيقية لا يعانون فقط من المشكلات الاقتصادية وإنما يريدون المزيد من الحريات، مطالباً المؤسسات الأخرى بتسهيل هذه الأمور. وأشار بين طيات تصريحاته للخلافات بين الحكومة والسلطة القضائية والتي تحد من الصلاحيات.

عمل تخريبي ومؤامرة أميركية

وفي السياق المرتبط بالاحتجاجات أيضا التي خرجت بشعارات سياسية، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، مسعود جزائري، إن تدخل الولايات المتحدة وإبداء أعلى سلطة فيها لرأيها حول الاحتجاجات ودعمها لها بالتزامن مع ما تفعله وسائل إعلام أجنبية محرضة، يعني أن واشنطن تحضر لفتنة جديدة لإيران، حسب قوله.

وعن الاحتجاجات التي تحولت لأعمال شغب، قال جزائري إن مشاركة الأطياف المعارضة للنظام في إيران من قبيل جماعة «مجاهدي خلق» وحتى مؤيدي الملكية البهلوية وتحريضهم على استمرار الاحتجاجات بهذا المنحى، هم جزء من المؤامرة الأميركية، معتبرا أن هذا سينعكس على واشنطن بالنتيجة وسيؤدي لفشل مخططاتها وفشلها داخليا وأمام المجتمع الدولي.

المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، مسعود جزائري

من جهته قال رئيس السلطة القضائية، صادق آملي لاريجاني، إن تخريب المساجد والحسينيات والمحاكم والمصارف والأملاك العامة عمل إجرامي سيحاسب عليه القضاء بشكل قاطع، بحسب وكالة «تسنيم».

أوضح لاريجاني أن البلاد تحتاج للهدوء، وأنه لا يمكن تحقيق أي مطالب باتباع طرق غير قانونية، معتبرا أنه على قوى الأمن أن تتعامل مع «مخربي ممتلكات المواطنين».

وذكر كذلك أن أعداء بلاده يبدون عدم معرفتهم بإيران ولا بشعبها، ويعيدون تجربة حماية ودعم المخربين دون أن يدركوا وجود شريحة واسعة ستقف بوجه تهديد أمن البلاد واستقرارها، موضحا أن ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية من شأنه أن يزيد من عزم الإيرانيين على رفضها.

اتهام ترامب

وأول أمس السبت، قال ترامب، إن «الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمرَّ إلى الأبد، وسيأتي يومٌ يواجه فيه الشعب الإيراني خياراته»، مضيفاً في تغريدة له على «تويتر» أن «العالم بأسره يدرك أن شعب إيران الطيب يريد التغيير».

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي آلاف الأشخاص يتظاهرون في العديد من مدن البلاد ليلاً، لكن التعتيم الإعلامي شبه الكامل من قبل وكالات الأنباء الرسمية يجعل من الصعب التحقق من مصداقية هذه التسجيلات.

وتعد هذه التظاهرات هي الأكبر منذ الحركة الاحتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في 2009.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023