قالت وكالة «الأسوشيتدبرس»، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اقترح تنفيذ قرار حظر الهجرة إلى أميركا على مرحلتين؛ الأول من خلال التعامل مع المهاجرين الشباب الموجودين حاليا في الولايات المتحدة، من أجل الوصول إلى حل وسط في القرار الذي أثار جدلا واسعا داخل الكونجرس بين الجمهوريين والديمقراطيين.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، عقد ترامب اجتماعا مطولا مع المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين، في محاولة لإيجاد حل لمئات الآلاف من الشباب الذين هاجروا بالفعل إلى الولايات المتحدة، ويعيشون فيها بشكل قانوني.
وكان ترامب تمكن في العام الماضي من إنهاء البرنامج القائم منذ فترة الرئيس السابق باراك أوباما، والذي كان يحمي نحو 700 ألف ممن تسميهم أمريكا بالشباب الحالمين من الترحيل، وأعطاهم الحق في العمل بشكل قانوني داخل الولايات المتحدة.
وأعرب الرئيس والكونجرس عن تفاؤلهما بالاتفاق قبل 10 أيام، من إغلاق الموعد المحدد والنهائي للحكومة للتوصل إلى اتفاق، وأعرب ترامب عن استعداداه للتحلي بالمرونة في التوصل إلى الاتفاق؛ حيث حذر الديمقراطيين من أن حياة مئات الآلاف من المهاجرين معلقة على حبل.
وقال ترامب، خلال اجتماع لمجلس الوزراء مع 20 عضوا من الحزبين: أعتقد أن موقفي سيتسق مع موقف الموجودين في الغرفة، مضيفا: أعتمد عليكم اعتمادا كبيرا.
ولاحظ الصحفيون إطالة الاجتماع لمدة غير عادية في مثل تلك الاجتماعات؛ حيث تخطى نحو الـ55 دقيقة، وخلاله تبادل الطرفان الآراء والنقاشات حول القانون المثير للجدل.
ووفقا لوكالة «أسوشيتدبرس»، تمكن ترامب من جلب الديقراطيين والجمهوريين إلى طاولة المفاوضات، بإقناعهم أنه سيوافق على قانون آخر لا علاقة له بالذي يتم مناقشته حاليا، وهو الموافقة على زيادة المخصصات المالية لمشاريع الحيوانات الأليفة التي طالب بها المشرعون، وبالفعل جمعهم وتجنب الانقسامات.
وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية التي تحدث عنها والخاصة بقانون الهجرة، قال ترامب للحاضرين، إنه مصر على بناء جدار أمني حدودي في إطار اتفاق يضم المهاجرين الشباب، على أن يتولى الكونجرس إجراء إصلاح شامل للهجرة، ووفقا للوكالة، هي المرحلة الثانية التي تحدث عنها في البداية.
وقال المشرعون الجمهوريون، إنهم يعتزمون في القريب العاجل، سن تشريع لمعالجة مشكلة الأمن الحدودي وقضايا المهاجرين الشباب، فيما وصفها ترامب بأنها فاتورة حب.
إلا أن المحافظين اعترضوا على اقتراح ترامب، وقال مارك ميدوز، عضو الحزب الجمهوري، إنه يعارض نهج ترامب المقترح، مضيفا أنه إذا تم تطبيق الخطة الأولى فإن الثانية لن تنجز أبدا.
وردا على سؤال حول ما اذا كان بإمكان حزبه وقف مثل هذه الخطة اذا ما بدأ التحرك في الكونغرس، قال ميدوز: «سيكون الأمر متروكا للشعب الأميركي لوقفه، فصوتهم وحده القادر على تغيير السياسة العامة للدولة».
ووفقا للأسوشيتدبرس، يبدو أن ترامب يعترف بالمخاوف السياسية المحتملة وراء الوصول لاتفاق دائم حول الهجرة، مشيرة إلى أنه أخبر المشرعين، أنه يأخذ القلق في اعتباره، إلا أننا لسنا بعيدين عن إصلاح شامل للهجرة، وبعد الاجتماع، بدا أن الطرفين مختلفان حول التعريف الأساسي لمطلب ترامب فيما يتعلق بالجدار الحدودي بين أميركا والمكسيك.
حيث قال العضو عن الحزب الديمقراطي، ستيني هوير، إن حزبه يعارض مطالبات الحزب الجمهوري بتوفير 18 مليار دولار لبناء الجدار العازل، مشيرا إلى تصريح ترامب الذي قال فيه إن بناء الجدار لا يقتصر على مجرد بناء جدار بحد ذاته، متحدثا عن أشياء أخرى مثل الكاميرات والسياج وغيرها من الإجراءات التأمينية.
وكان الجمهوريون يصرون على أن دعوة ترامب، تعني الجدار، إلا أن ترامب اعترف بأنه ليس في حاجة إلى تغطية كامل الحدود، وقال زعيم الأغلبية كيفن مكارثي، إن أي كيلومتر سيشرع ترامب في بنائه من الجدار، يتطلب التوقيع على مشروع قانون الهجرة، مضيفا أن المشرعين في كلا الجانبين، اتفقوا مبدئيا على تقييد الهجرة عبر 4 نقاط أساسية، الأطفال القادمين مع ذويهم إلى الولايات المتحدة، وتأمين الحدود، ومعالجة قضية الهجرة الجماعية، وبرنامج التأشيرات.
يُذكر أن بناء جدار عازل ووقف الهجرة، كانت من الأساسيات التي استند عليها ترامب في حملته الرئاسية، في ظل مساعي الكونجرس للاحتفاظ بالوضع كما هو عليه من أيام أوباما، وجرت مناقشات حامية بين ترامب ومستشار البيت الأبيض ستيف بانون حوله وحول إقامة الجدار العازل على الحدود الجنوبية.
وأثار الخلاف بين ترامب وبانون، مخاوف بعض الجمهوريين المحافظين، من أن يتوصل ترامب إلى اتفاق مع الديمقراطيين، يخص الشباب الحالمين، دون ضمانات كافية لأمن الحدود والتغيرات الهامة على نظام الهجرة.
وقال ترامب، نهاية الأسبوع الماضي، إنه لن يوقع على تشريع خاص بالشباب المهاجرين الموجودين في أميركا بشكل قانوني، ما لم يوافق الكونجرس على إصلاح شامل لنظام الهجرة، وصرح للصحفيين، يوم السبت، في كامب ديفيد، أن أي اتفاق لا بد أن يضمن إصلاح نظام الهجرة بشكل كامل، وإنهاء مشروع اليناصيب الذي يجذب الشباب المهاجرين من مناطق متدنية في العالم.
إلا أنه أعلن أيضا رغبته في التوصل إلى تسوية مع الديمقراطيين أولا.