(( ولادة متعثرة )) أو (( حمل الشيخوخة ))
بقلم / خلف على عبد اللطيف
2012-04-12
ثلاثون عاما عاشت الأم الحزينة فى عقم . وبين انات الذل و الهوان وقهر زمان الطغيان تبدت كل معنى الأمل , الأمل حتى فى الحياة ولكن ورغم الشيخوخة المبكرة التى الحق بها الزمان يأبى الله لهذه الأم أن تظل على حالها فقد حدثت المعجزة وحملت الأم واشتاقت لأن تضع حملها وتنذره للرحمن وليحمه ويرعاه . ولكن ومع الأسف وكعادة الزمان الغادر فلم يمهلها أن تكمل فرحتها بحملها بحيث اصبحت ومنذو اللحظات الأولى من الحمل تجد نفسها بين الرعب تارة و الفرحة تارة اخرى , الرعب باحتمالية عدم اكتمال ذلك الحمل والفرحة التى يملؤها امل الانتظار بقدوم المولود السعيد . وأثناء سيرها فى شوارع القرية متغنية بأعزب كلمات الفرح وكأنها تريد ابلاغ العالم أجمع بانها وبعد طول انتظار اخيرا اصبحت حامل بفضل من الله ونعمة ولكن وفجاة تتعرض اثناء سيرها لضربات موجعة لدرجة مميتة ,ضربات فى جميع انحاء جسدها واما مرأى ومسمع العالم اجمع . هذه الضربات من اناث اقل ما يقال عنهم بأن غوغاء بلاطجة يمتطون الحصنة و الجمال يحملون السيوف و العصى وكأنهم فى احد حروب الجاهلية مشهد غريب اثار العالم ولا سيما واننا فى القرن الحادى و العشرون وقد اختلفت اشكال الحروب . وبينما هذه الأم المسكينة تتلقى كل هذه الطعنات فلا يهمها فقط سوى كيفية الحافظ على بطنها نعم فتلك البطن هو بيت جنينها حتى لا يصاب ما بين أحشاءها بأذى , ورغم ضعف الأم و وهوانها تستطيع أن تحمى الجنين وكانه المهد المنظر . فعلم الله بما فى قلبها من اشتياق الأم لمولودها فحدثت المعجزة فلم يمر على الحمل سوى ايام قليلة اذ بالعناية الالهية تأمر الرحم بأخراج الجنين فى الحادى عشر من فبراير من عام الفين واحد عشر و يخرج (راحيل ) الى الدنيا معلنا قدومه كضيف معمر بناء فيها وليرعى امه ويعوضها ما عانت منه طيلة حياتها .واثناء فرحة الأم واهلها بالمولود السعيد اذا بالقرية تتعرض لفوضى عارمة لم ترى من قبلها مثيل وليعم الخراب الدمار من رعب الأمنين الى حرق المنشأت والغريب ان يحدث كل هذا دون ان يظهر على الساحة ولو رجل شرطى واحد لدرجة ان السجون قد تفتحت وكانها براكين انفجرت ليخرج منها الماهرين فى الإجرام من كل شكل ولون ويثعون فى الأرض فسادا وتمتلئ الساحات بالدماء و البيوت بالرعب . فلم يعد هناك من هو أمن فى سربه . واثناء ما يحدث تنظر الأم الى مولودها البرئ وتسال من حولها صارخة لمــاذا ؟ لماذا كل هذا وماذا يحدث وأين الحماة أين رجال الشرطة لينقذونا وليعيدوا امن واستقرار هذه البلد وبين اجابات الصمت الحزين تأتى اجابات تنطق بأن مولودك ايتها المراء ما هو الا نذير شئوم على القرية ولم ترضى الأم بهذة الأجابة المفجعة فتصرخ فى وجوه القائلين تبا لكم ان ابنى رحيل ليس كما تظنون إن هذا وتنظر الى مولودها وتدمع قائلة ان هذا الوجه المبتسم الجميل لم ولن يكن ابدا نذير شئوم بل انت وامثالكم الشؤم بعينه انتم وامثالكم تريدون الخراب لهذا البلد وفجأة تصرخ بحر كات هستيرية وتقول ما انتم الا اصحاب تلك الوجوة التى ضربتنى بألأمس القريب بالسيوف و المطاوى وبجمالكم طرحتمونى على الأرض ففى يوم مولد رحيل رحل رجلكم الأول ولكن رحل بمفرده وكأنه ترككم كى تثأرون له فلماذا تصرون على قتلى وقتلى وليدى فحسبى الله ونعم الوكيل فيكم .
انتم وامثالكم تريدون الخراب لهذا البلد وفجأة تصرخ بحر كات هستيرية وتقول ما انتم الا اصحاب الوجوة التى ضربتنى بألأمس القريب بالسيوف و المطاوى وبجمالكم طرحتمونى على الأرض ففى يوم مولد رحيل رحل رجلكم الأول ولكن رحل بمفرده وكأنه ترككم كى تثأرون له فلماذا تصرون على قتلى وقتلى وليدى فحسبى الله ونعم الوكيل فيكم وتحاول الأم بشتى الطرق ان تدفع هذه الإتهامات عنها وعن وليدها وبأنه نذير شئوم . وكعادة الأم حين تكشر على انيابها لحماية صغارها تتجه الأم بدون تردد فى خطاها للتقدم ببلاغ للمحامى العام ضد عمدة القرية الذى رحل بلا عودة عن سلطة الحكم تتهمه هو وأعونه بقتل الاهالى ويدخل السجن هو واعوانه القلائل فالشاهد ان هناك الكثير من اعوان العمدة خارج السجن . وبالطبع فان السجن طراز الخمس نجوم اما العمدة فيمكث فى مستشفى مصممه خصيصا لسيادته وياتى يوم بدأ المحاكمات ولكنها تحمل او ما تحمل طابعا هزليا فيظهرداخل قفص الاتهام العمدة مسجى على سرير ربما يكون متعب او غير مصدق لما يحدث له فقد كان بالأمس القريب الفرعون الذى لا يقهر وداخل القفص يظهر اولاده واعوانهم فى صورة متماسكة رغم هتافات اهالى القرية الذين خرجوا من خوفهم مردين القصاص القصاص والكثير يطالب الإعدام وتتسال الست ام راحيل كيف يظهرون بمثل هذه القوى وقد ! قد يحكم عليهم بالإعدام ، وتؤجل المحاكمات المرة تلو الأخرى
وبين المرة والتى تليها يزداد الخراب والدمار ، ورغم الفرح برحيل وأمه فما زال الدمار قائم ، ورغم اتمام انتخاب مجلس شيوخ القرية فان مسلسل الانفلات والأزمات يعرض والى الأن ولم نصل الى الحلقة الأخيرة .
هل تاتى الحلقة الاخيرة لهذا المسلسل الهزلى من ناحية و المدمر من ناحية اخرى ؟
هل ياتى العمدة الذى يحكم القرية بقوة العدل ورجاحة العقل لا بقوة الظلم ودون ان يترك العنان لبطانة السوء ؟
هل سياتى المهد المنتظر الذى يعيد للام الثكلى حقها دون ديكتاتورية ؟
تمر الساعات بل الايام لا انها شهور مضتت وما زلنا فيما نحن علية من صراعات ومؤمرات ولكن مع فتح باقة الامل والبصيص الأول لنور الحق واقصد بها انتخابات مجلس القرية المنكوبه ويأبى شيخ العسكر ان تتم ظنا منه ومرضا بعوس سحب البساطه من تحته ومن تحت عسكره ولكن دون ان يبوح بذلك ولأن الظروف الحالية لم تجد سواه فى الساحة ولن البصيص اخذ فى السطوع تتصارع كل قبيلة لتأخذ ما تستطيع ان تأخذة من تورتة رحيل دون رحمة بهذا المولود الصغير الذى يريد ان يكبر فى جو من المان ولكن هيهات لذلك هل يترك المولود الذى كان سببا فى رحيل العمده الظالم هل يترك ان يعيش وينعم ورغم تقديم الراحل الى العداله ورغم رميه بين جنبات السجن المنعم فهناك رجاله مازالوا يمكرون ويمكرون ليس حبا فى الطاغية المسجون أو املا فى رجوعه ولكن من اجلة مصلحتهم العليا البقاء ولكن حتى وان على صوت الظلم فليس له من بقاء . ان البقاء فقط للأصلح لا للمفسد وبين الحين والآخر يتفجر بركان ممارسات الزعامة تحت مسمى ممارسات الحقوق السياسية ويتسابقون فى تكوين احزاب وقليل منهم الصالحون فالاغلب منهم يريد فقط المصالح الشخصية يريد فقط بناء نفسه وحزبه لا لبناء البلد المهدمة سحقا لك ايها الحق السياسى صاحب الغرض الدنيئ ( الأنا ) رغم انه بركان انفجر عن بكرة ابيه بمثل هذه النوعية من الاحزاب الا انه ايضا نفس البركان يخرج منه الاحزاب الصالحة التى لا تتمنى لنفسها شئ بل تتمنى للقريى البناء والرخاء واعاده الأمور لنصابها الصحيح هل سنصر الصح على الخطأ ؟
ويتخذ اكابر القرية فى التعجيل بانتخابات مجلس شيوخ القبائل ولكن على ثلاث مراحل وسبحان من جلها تتم فبين كل مرحلة والأخرى لابد من حدوث كارثة ولكن فى كل كارثة كان الفاعل هو خط القرية و عفريت البلد يدعى اللهو الخفى هو المجهول المعلوم ( وللحديث بقية ))