تجاهلت القاهرة الرد على اتهامات سودانية، تتعلق بتحركات عسكرية مصرية بالقرب من الحدود السودانية مع إريتريا، وسط أنباء عن وساطة خليجية للتهدئة بين البلدين.
ورفض المتحدثان الرسميان باسم وزارتي الدفاع والخارجية المصريتين، التعليق على اتهامات مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم محمود، بشأن وجود تهديدات أمنية من الجارتين مصر وإريتريا، بعد تحركات عسكرية للدولتين في منطقة «ساوا» المتاخمة لولاية «كسلا» شرقي البلاد.
واكتفى المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، بالقول إن «الموقف المصري حيال السودان سبق أن عبر عنه وزير الخارجية سامح شكري في أكثر من مناسبة».
وأجاب «شكري»، خلال مؤتمر صحفي أمس مع وزير الخارجية التنزاني، عن موقف بلاده إزاء التوترات الأخيرة مع السودان، قائلا إن مصر «دائما لديها أمل في أن تشهد العلاقات مع السودان القدر الكافي بما يراعي تطلعات الشعبين ومصلحتهما، وفقا للاتفاقيات السابقة… وهذا يتطلب جهدا وانفتاحا لسياسات تكون داعمة لهذا التوجه، وهذا تطلع مصر دائما».
وأبلغ مصدر سياسي مصري مطلع، صحيفة الشرق الاوسط، بأن «بلاده ترغب في تهدئة الأجواء مع السودان في هذه الآونة… وتأمل ألا يكون السودان مخلبا لقوة إقليمية تريد الضغط على مصر وتسميم الأجواء».
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «بلاده لديها مصالح دائمة وحيوية مع السودان لا تقع فقط في ملف المياه، لكنها تشمل أيضا وجودا عسكريا مصريا في منطقة دارفور ضمن قوات حفظ السلام الدولية».
وكشف المصدر عن «دور خليجي ستبرز ملامحه قريبا في إطار وساطة للتهدئة بين البلدين»، دون تفاصيل.
والسبت الماضي، أعلنت الخرطوم إغلاق المعابر الحدودية مع إريتريا، وربطت الحكومة الأمر بمرسوم رئاسي صدر في 30 ديسمبر الماضي، بإعلان الطوارئ في ولاية كسلا الحدودية لمدة 6 أشهر، على خلفية انتشار السلاح وتدهور الأوضاع الأمنية.
لكن وسائل إعلام سودانية أرجعت إغلاق الحدود، وإرسال تعزيزات عسكرية، وإعلان «التعبئة والاستنفار» في كسلا، إلى ما قالت إنها حشود عسكرية مصرية-إريترية، ومن حركات دارفورية متمردة موجودة في الجانب الإريتري من الحدود.
ودعا الرئيس السوداني، عمر البشير، الخميس، إلى إحياء فضيلة الجهاد، مؤكدا استعداد قواته لصد عدوان المتربصين والمتآمرين والمتمردين.
ولم يحدد «البشير»، في خطابه الجماهيري، من مدينة سنجة بولاية سنار المقصود من دعوته، التي تأتي في أعقاب توتر حاد بين الخرطوم والقاهرة، وتداول تقارير عن حشود عسكرية على الحدود مع إريتريا.
وقال «البشير»، الذي ارتدى بزته العسكرية، إن «الجنود جاهزون لصد كل من يتربص بنا».
وبعد أيام من إغلاق الحدود السودانية الشرقية، وفي ظل التوتر مع مصر وإريتريا، زار رئيس الأركان السوداني، عماد الدين مصطفى عدوي، أديس أبابا، الإثنين الماضي، والتقى رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين؛ حيث تعد إثيوبيا أحد أبرز حلفاء السودان حاليا.
وقال وزير الإعلام السوداني، أحمد محمد عثمان، إن نشر قوات مصرية ومتمردين من دارفور على الحدود مع إريتريا، يستهدف الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير.
وفي تصعيد دبلوماسي، استدعت الخرطوم سفيرها بالقاهرة قبل أيام، بعد ساعات من هجوم حاد على مصر شنه رئيس اللجنة الفنية للحدود السودانية، عبدالله الصادق، واتهمها بمحاولة «جر السودان للدخول في اشتباكات مباشرة».
وتتصاعد الخلافات بين الخرطوم والقاهرة؛ جراء النزاع على مثلث حلايب وشلاثين وأبورماد الحدودي، والموقف من سد «النهضة» الإثيوبي، إضافة إلى اتهامات سودانية للقاهرة بدعم متمردين مناهضين لنظام «البشير»، وهو ما تنفيه مصر.