قدّم السفير الأميركي لدى بنما «جون فيلي» استقالته اليوم الجمعة، قائلًا إنه لم يعد بإمكانه العمل تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب بعد الآن؛ عقب تصريحاته العنصرية ضدّ المهاجرين من السلفادور وهاييتي والقارة الإفريقية.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» اليوم أنّ ترامب عبّر أثناء اجتماع مع مستشاريه في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض عن إحباطه من اتفاقٍ لاستعادة حماية المهاجرين القادمين من هاييتي والسلفادور والدول الإفريقية كجزء من صفقة لقوانين الهجرة يحاول التوصل إليها الحزبان الجمهوري والديمقراطي.
وأضاف شخصان حضرا الاجتماع أنّ «ترامب» قال: «لماذا نأتي بجميع هؤلاء الناس من بلدان قذرة؟»، واقترح أن تجلب الولايات المتحدة مهاجرين من النرويج، التي اجتمع مع رئيسة وزرائها الأربعاء بدلًا من هؤلاء المهاجرين.
«استقالتي شرف»
يعمل السفير «جون فيلي» في بنما منذ يوليو 2015، أثناء إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وجاء في نص استقالته اليوم: «بصفتي مسؤولًا دبلوماسيًا، وقّعت على قسم أتعهّد فيه بخدمة الرئيس وإدارته بإخلاص، ودون أيّ توجهات حزبية سياسية؛ حتى وإن لم أوافق على سياسات معينة».
وأضاف: «أبلغني أساتذتي بكل وضوح أني إذا عجزت عن فعل ذلك فسيكون من الشرف لي الاستقالة، وحان الوقت لذلك». ولم يعلن السفير أيّ تفاصيل إضافية.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها اليوم الجمعة إنّ السفير قرر التقاعد لـ«أسباب شخصية».
في السياق، قال تقرير لمعهد «بروكينجس» الأميركي للأبحاث صدر في ديسمبر 2017 إنّ 34% من كبار المسؤولين استقالوا من مناصبهم في حكومة ترامب منذ تأسيسها قبل نحو عام.
إدانة واستنكار
من جانبه، علّق روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، على تصريحات ترامب قائلًا: «لا توجد كلمة أخرى يمكن أن يستخدمها المرء سوى عنصرية. لا يمكنك أن تصف دولًا وقارات بأكملها بأنها حثالة؛ لأنّ كل سكانها ليسوا من البيض».
واعتبرت «إبا كالوندو»، المتحدثة باسم رئيس الاتحاد الإفريقي، أنّ تصريح ترامب يشذ «عن السلوك المقبول. في اعتقادي، هذا ليس جارحًا للشعوب ذات الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة وحسب؛ وإنما بالتأكيد للمواطنين الأفارقة كذلك».
بدورها، قالت «جيسي دوارتي»، نائبة الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، إنّ «بلدنا ليس قذرًا، وكذلك هايتي أو أي دولة أخرى في محنة، وكأن الولايات المتحدة ليست لديها مشاكل. هناك بطالة فيها وأناس لا يتمتعون بخدمات الرعاية الصحية»؛ و«لن ننجر إلى تصريحات تحط بهذا الشكل من شأن أي دولة تعاني من أي نوع من المصاعب الاجتماعية والاقتصادية أو غيرها من الصعوبات».