قال يوسي ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي إن التقديرات الإسرائيلية ترجح أن مئات المقاتلين من تنظيم الدولة باتوا يتجمعون في سيناء عقب التراجعات الأخيرة في العراق وسوريا، وأن المعطيات الرقمية المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، وتم نقلها للوزراء، تشير لوصول المئات من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم، وباتوا يتخذون من سيناء قاعدة عسكرية لهم، «بحسب عربي 21»
وأضاف: لدى هؤلاء المقاتلين رغبة بالحفاظ على صورتهم العسكرية، وسيناء توفر لهم هذه الرغبة، بحيث تحولت لإحدى جبهات القتال الأكثر سخونة حول العالم، بجانب أفغانستان، الصومال، اليمن، ومن بات يصل إليها هم من المسلحين ذوي الخبرة الواسعة في فنون القتال، ممن خاضوها في تلك البلدان، بجانب باكستان وشمال إفريقيا والقوقاز.
وأوضح أن الجاذبية العسكرية لسيناء من مقاتلي التنظيمات المسلحة تنبع من عدة أسباب: المعارك المتواصلة التي تشهدها مناطق شمال سيناء ضد الجيش المصري، وتراجع سيطرة الدولة المصرية في شبه الجزيرة، وتحول المنطقة بؤرة لتداخل العديد من الأطراف المتقاتلة، في ظل البيئة الطبوغرافية المهيأة لمثل هذه التدخلات، كالسواحل الطويلة والجبال الشاهقة، مما يوفر ملاجئ وأماكن مأوى لهؤلاء المسلحين.
كما أن مبيعات الأسلحة بسيناء أقل ثمنا، وتصل عبر عدة طرق تهريب من ليبيا، اليمن، الصومال، والسودان، وتوجد فيها حاضنة شعبية متعاطفة بصورة نسبية مع فكرة الجهاد، وتعمل لمساعدته، مع أن المقاتلين يصلون إلى مصر عبر مطار القاهرة، أو تهريبهم عبر الطرق البرية من خلال السودان أو ليبيا أو الأردن، أو عبر البحر من خلال السعودية أو اليمن.
وأكد أن التقديرات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية توقعت أن يتمكن الجيش المصري من القضاء على بؤر المسلحين، أو يقلص نشاطهم، لكن أعدادهم تزايدت، بعكس التوقعات، بل إن الصورة النمطية لمسلحي تنظيم الدولة تغيرت في سيناء، ولم يعودوا أولئك المرتدين للجلابيات البدوية التقليدية، ويستقلون جيبات وأسلحة شخصية، اليوم باتوا مقاتلين بكل معنى الكلمة، يرتدون أزياء عسكرية، ومزودون بأجهزة اتصال، يظهرون على هيئة مجموعات عسكرية منظمة مدربة، وينفذون عمليات قتالية كالجيوش النظامية، بما في ذلك إطلاق قذائف هاون، ومدفعية، وإطلاق صواريخ ضد الدبابات.
وأشار إلى أنه لحسن حظ إسرائيل، فإن العنف الذي يمارسه التنظيم ما زال موجها ضد النظام المصري، فقط في حالات معدودة يذكر إسرائيل، ويطلق تجاهها بعض القذائف، حين يقصف سلاحها الجوي عمليات مواقع التنظيم ، أو يساعد نظيره المصري في عملياته، خاصة أن المخابرات الإسرائيلية تقدم مساعدات حيوية في المجال المعلوماتي للجيش المصري.
غيا أليستر الكاتب بموقع ويللا قال إن انهيار تنظيم الدولة الإسلامية لم يؤد للقضاء عليه، بل منح مقاتليه بؤرا قتالية جديدة، وباتت سيناء أحد معاقله المركزية، فيها يعلن الحرب على حماس، ويهدد إسرائيل.
وأضاف: صحيح أن التنظيم ليس بإمكانه السيطرة على أماكن واسعة في سيناء لفترة زمنية طويلة، كما كان في سوريا والعراق، لكنه يجبي أثمانا باهظة من دماء الجيش المصري، وقد أعلن الحرب على الجميع، وفي كل الاتجاهات، بما فيهم حماس، عقب تقارب الأخيرة مع النظام المصري، ولذلك أوعز لعناصره في غزة للعمل على زعزعة الاستقرار فيها، ومهاجمة مقار الحركة.
فيما قال تسفي بارئيل خبير الشؤون العربية بصحيفة هآرتس، إن حماس وتنظيم الدولة بصدد إجراء تصفية حسابات بينهما، رغم أن المجموعات المسلحة الصغيرة في غزة ليست قادرة بعد أن تشكل تهديدا جديا على الحركة، خاصة في ظل التشققات التي تعانيها هذه المجموعات، وعدم اتفاقها على قيادة موحدة.