شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أيمن نور: سيناريو شفيق لن يتكرر مع عنان

الفريق سامي عنان والفريق شفيق

أكد المرشح الرئاسي السابق، وزعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، أن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، سامي عنان، يعتزم بشكل قاطع المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن البيان الصادر عن حزب عنان «صر العروبة» يُترجم رغبته، خاصة أنه زعيم هذا الحزب، و«لا يتصور أن يصدر مثل هذا البيان المهم دون موافقته واستطلاع رأيه».

وبسؤاله عن الأسباب التي حالت دون قيام – عنان –  بالإعلان عن ترشحه للرئاسة بنفسه ، أجاب: اتصور أن الذي حال دون ذلك هو أن الرجل لديه بعض الالتزامات «رفض الكشف عن طبيعتها»، وسيتحرر منها قريبا، فضلا عن أنه لم يرد الإعلان النهائي بنفسه قبل تجاوز عقبة التوكيلات الانتخابية.

واستدرك نور قائلا: لكني أعتقد أن عنان سيعلن ترشحه بشكل رسمي خلال أسبوع سواء، كان هذا بشكل شخصي أو من خلال مجموعة من انصاره ومؤيديه، مشيرا إلى أن هناك ثمة تحركات لحزب «مصر العروبة) وعدد من مؤيدي عنان في بعض المحافظات منذ أيام؛ بهدف جمع توكيلات له يتم إصدارها من الشهر العقاري.

وقال: أنا على يقين تام أن عنان كانت لديه الرغبة الواضحة في خوض انتخابات الرئاسة منذ أول انتخابات عقب ثورة يناير، وفي انتخابات 2012 طلب منه حزب الإصلاح والتنمية خوض انتخابات الرئاسة، ولم يرفض عنان الترشح وقتها، لكنه طلب موافقة المشير طنطاوي الذي رفض تماما مناقشة هذا الأمر.

واستبعد نور بشكل قاطع احتمالية تكرار السيناريو الذي حدث مع الفريق أحمد شفيق مرة أخرى مع سامي عنان، قائلا: سيناريو شفيق غير قابل للتكرار مع عنان الذي أعتقد أنه لن يستجيب لأي ضغوط قد تُمارس عليه هذه المرة، خاصة أنني أعتقد أنه استفاد مما جرى معه سابقا خلال عام 2014.

وأكد أن عنان لم يتعرض لضغوط تتصل بالتهديد أو الوعيد دفعته للانسحاب من انتخابات 2014، بل قيل له وقتها إن المصلحة الوطنية تقتضي عدم ترشحه حاليا، وحتى لا يحدث انقسام داخل المؤسسة العسكرية، واستجاب عنان لذلك، لأن السيسي لم تكن قد وضحت ملامح فشله الذريع للجميع.

وأضاف: وفقا لمعلوماتي، عنان لم يتعرض لضغوط حتى الآن، ولا أتصور أنه سيتعرض لضغوط تضطره للانسحاب عقب إعلانه الترشح رسميا.

وأكد: من خلال معرفتي الشخصية بـ عنان، هو شخصية متوازنة، ويضع حسابات دقيقية ومدروسة لكل مواقفه وتصرفاته، فهو ليس مغامرا يسعى للترشح كي ينال شرف مرشح رئاسي سابق، مضيفا أن عنان لديه حسابات مبينة على اتصالات وعلاقات قوية داخليا وخارجيا.

وقال إن عنان لديه رؤية حول طبيعة الأزمة المجتمعية والسياسية التي تعيشها مصر، وإذا ما استطاع تقديم حلول أو رؤى وتصورات لكيفية التعاطي مع الأزمات الراهنة فقد يحظى بدعم سياسي كبير، إلا أن هذا كله يتوقف على خطابه وما سيطرحه في برنامجه الانتخابي المُنتظر، ومدى قدرته على توجيه خطاب يجمع ويطئمن القوى السياسية المختلفة والتأكيد أنه يأتي لحل الأزمة وليس لاستمرارها.

ورأى – نور – أن هناك قوى سياسية ستنحاز لأي شخص بغض النظر عن برنامجه الانتخابي، طالما أنه منافس حقيقي للسيسي، وهناك قوى أخرى – وأنا منهم – لن أتخذ قرارا في شأن أي مرشح دون أن أجد تصورا واضحا ورؤية متكاملة لحل مشكلة مصر.

وردا على قول البعض بأن المؤسسة العسكرية لن تسمح بوجود أكثر من مرشح ينتمي لها في الانتخابات الرئاسة، قال: لا أتفق كثيرا مع هذا التصور، فقد سبق أن شارك أكثر من مرشح بخلفية عسكرية في انتخابات الرئاسة السابقة التي جرت في عامي 2005 و2012، وبالتالي فهذا لا يُعد سابقة أولى من نوعها.

وأشار إلى أن هناك استقطابا داخل مؤسسات الدولة، فهناك من يؤيد السيسي، وهناك من يرى أن استمرار السيسي أصبح عبئا وخطرا على الدولة المصرية، وبالتالي فسيكون هناك قطاع من داخل مؤسسات الدولة يساند الفريق عنان وقطاع آخر سيساند السيسي، والأيام هي التي ستجيب عن من سيحسم الصراع لصالحه في نهاية المطاف.

وحول قول البعض بأن – عنان – قد يؤدي الدور نفسه الذي أداه سابقا المعارض حمدين صباحي خلال انتخابات الرئاسة عام 2014، والذي يصفه كثيرون بدور المحلل أو الكومبارس، قال نور: هذا الأمر لا يتفق تماما مع طبيعة شخصية عنان، ولا مع طبيعة العلاقات بين عنان والسيسي ليس بعد الثورة فحسب، بل ومن قبلها أيضا.

وأكد أن دور المحلل أو الكومبارس يستطيع السيسي توفيره من خلال الاتفاق مع أحد رؤساء الأحزاب من القوى المدنية، مستدركا: لكن فكرة وجود مرشح عسكري يأتي بمحلل له من داخل المؤسسة العسكرية يفقده بطبيعة الحال ميزة نسبية كبيرة، باعتباره مرشحا وحيدا مُعبّرا عن المؤسسة الأكبر والأهم في الدولة المصرية.

وبشأن فرص فوز عنان حال استمراره في المعركة الانتخابية، قال المرشح الرئاسي الأسبق، إنه من المبكر الجزم بهذا الأمر الذي سيرسم ملامحه حجم ووزن عنان، وهذا ما سيتضح قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية التي تحتاج بالتأكيد لجهد كبير في وقت قصير.

وأوضح أن ترشح عنان للرئاسة حرّك المياه الراكدة للانتخابات، خاصة عقب انسحاب الفريق أحمد شفيق منها، لافتا إلى أن هناك اهتماما شديدا بخبر ترشحه في معظم وسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يعكس حالة من حالات اليأس من فكرة الانتخابات لعدم وجود مرشحين منافسين حقيقيين.

وذكر أن رد فعل النظام المصري من ترشح – عنان-  سيتضح خلال الساعات القليلة القادمة، من خلال برامج التوك شو التابعة لإعلام السلطة، مضيفا: يبدو أن توقيت إعلان خبر الترشح كان مدروسا واستفاد منه عنان الذي يبدو أنه تعمد تفادي حفلات التوك شو، التي كانت ستستقبل الخبر بكم كبير من الشتائم والبذاءات، لأن معظم برامج التوك شو الرئيسية بمصر تكون إجازة يومي الخميس والجمعة، وبالتالي سيتضح موقف النظام مساء اليوم السبت.

ولفت إلى أن إعلام النظام شنّ حملة انتقادات وهجوم لاذع على – عنان-  على خلفية إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014، وتم تعديد مساوئ الرجل بالمزيد من التهديد والوعيد، ووصل الأمر إلى تطاول أحد المذيعين بشكل فج على عنان حينها.

وكان المذيع أحمد موسى، المعروف بتبعيته للأجهزة الأمنية، قد وجه تهديدا إلى عنان قبيل إجراء انتخابات الرئاسة التي جرت في 2014 وقبل إعلان رئيس أركان القوات المسلحة السابق انسحابه منها، قائلا له: هو كان رئيس أركان القوات المسلحة لكن قسما بالله مش قدي، وأنا قولا واحد هعوره، وأنا بهدد سامي عنان الأيام اللي جاية هعوره شخصيا، وهنطلع اللي مطلعشي، وهنقول اللي ما اتقالشي، وكل من يعبث أو يحاول الاصطياد في الماء العكر دا دورنا فضحه وكشفه، بحسب قوله.

وبشأن موقفه الشخصي من انتخابات الرئاسة، قال نور: موقفي الشخصي ليس هو المهم، بل موقفي الحزبي هو الأهم، وحزب غد الثورة أكد أنه لن يعلن موقفه قبل إعلان القائمة النهائية للمرشحين في الانتخابات، وأنا أزيد على ذلك بالقول وقبل إعلان المرشحين لبرامجهم الانتخابية، لأننا بالطبع لن نشارك في مسرحية هزلية بلا ضمانات، وبلا فرص تنافسية، وبلا برامج حقيقية.

واستطرد زعيم حزب غد الثورة، قائلا: إذا كانت المعركة في إطار استكمال الشكل الانتخابي الديكوري، فبالتأكيد لن نكون طرفا فيها بأي صورة من الصور، أما إذا كانت انتخابات حقيقية بمشاركة مرشحين أقوياء، وفي ظل ضمانات تحول دون التلاعب بها أو بنتائجها، فسيكون لنا موقف آخر بشأنها سيتم إعلانه حينها.

وجدّد نور دعوته للفريق سامي عنان بالخروج عن صمته، وكشف أسرار أحداث ما بعد ثورة يناير وحتى الآن، ومكاشفة الناس بشأن بعض الأحداث التي وقعت خلال فترة توليه حكم البلاد عقب ثورة يناير، وخاصة بالنسبة لأحداث ماسبيرو ومحمد محمود وغيرهما، لافتا إلى أن دعوته تشمل المشير محمد حسين طنطاوي أيضا، مضيفا: هذه المكاشفة واجبة بدرجة أكبر على كل من ينوي التصدي للعمل العام، فمن حق الناس أن تعرف أبعاد وحقيقية ما جرى.

الفريق سامي عنان – أرشيفية

سامي عنان

ولد سامي عنان، في فبراير 1948، بمركز المنصورة التابع لمحافظة الدقهلية «دلتا النيل/ شمال»، وشغل عدّة مناصب قيادية في القوات المسلحة، منذ تخرجه في كلية الدفاع الجوي عام 1967.

كما شارك في حربي الاستنزاف «1967 ـ 1970»، وأكتوبر 1973، بين مصر وإسرائيل، وتدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح قائدا لقوات الدفاع الجوي، قبل أن يتم تعيينه رئيسا للأركان عام 2005.

وفي أغسطس 2012، أقال محمد مرسي «أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في البلاد» عنان من منصبه، إلى جانب وزير الدفاع آنذاك محمد حسين طنطاوي.

ومطلع يوليو 2013، استقال الرجل من منصب مستشار رئيس الجمهورية، بالتزامن مع خروج تظاهرات مهّدت للانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

وقبيل رئاسيات 2014، أعلن عنان اعتزامه الترشح، قبل أن يتراجع في مؤتمر صحفي ترفعا منه أن يزج بنفسه في صراعات ومخططات تستهدف مصر والقوات المسلحة، بحسب قوله حينها.

وفي خطوة مفاجئة، أعلن سامي بلح، أمين عام حزب مصر العروبة الديمقراطي، الذي أسسه ويتزعمه عنان منذ نحو عامين ونصف، في بيان له مساء الخميس- عن ترشح الأخير لانتخابات الرئاسة، لافتا إلى أن القرار جاء بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب.

وقال – اختارت الهيئة العليا لحزب مصر العروبة الديمقراطي الفريق سامي عنان زعيم الحزب مرشحا عن الحزب في انتخابات رئاسة الجمهورية لعام 2018، وقد وافق سيادته على ذلك.

المصدر: عربي 21

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023