رغم ما قدمته مصر من تنازلات لعودة السياحة الروسية، على المستوى السياسي والاقتصادي لروسيا، وكان آخر هذه التنازلات توقيع اتفاقية مشروع الضبعة النووي، والذي يزيد الديون على مصر بأكثر من 25 مليار دولار، إلا أن كل هذا لم يكن كافيا لسماح روسيا بعودة السياحة.
مصر لم تتلق وثائق لاستئناف الرحلات
قال مصدر في وزارة الطيران المدني، إن القاهرة لم تتلقَ أية وثائق فنية من روسيا بشأن استئناف رحلات الطيران، كما أن جدول الرحلات الجوية لم يتم تشكيله بعد.
وأضاف المصدر، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، الأحد الماضي، «لم نتلقَ الموافقات الفنية من الجانب الروسي، ولم يتم تحديد موعد الرحلات».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع، يوم 2 يناير الجاري، مرسوما يسمح لشركات الطيران الروسية باستئناف رحلاتها المباشرة إلى القاهرة، بالإضافة إلى رفع الحظر على مبيعات الرحلات السياحية.
وزيرة السياحة الجديدة تبدأ بروسيا
وبدأت وزيرة السياحة، رانيا المشاط، أمس، نشاطها الصباحي بأول يوم بالوزارة، باجتماع اللجنة المشكلة لمتابعة مرحلة استئناف السياحة الروسية برئاسة الدكتورة عادلة رجب، نائبة وزير السياحة، وعضوية هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة، ومصطفى سليمة، معاون الوزير، في حضور ممثلين عن وزارة الطيران المدني، وممثل عن شركة مصر للطيران؛ حيث بحث الاجتماع كل الأمور الخاصة باستئناف الحركة السياحية بين القاهرة وموسكو بداية من شهر فبراير المقبل والاستعدادات التي يقوم بها القطاع السياحي في هذا الشأن.
وناقشت في اللقاءات الأولى مع رؤساء القطاعات إجراءات سير العمل، وأهم القضايا العالقة بكل قطاع بالوزارة على حدة.
كما التقت بمجموعة من مستثمري السياحة للوقوف على أهم المشاكل التي تشغل القطاع السياحي، والمطالب العاجلة لممثلي القطاع بمختلف فئاته؛ بهدف النهوض بصناعة السياحة المصرية، وعودتها إلى سابق عهدها عندما حققت نسبة بلغت 15 مليون سائح بـ13.5 مليار دولار في 2010، الذي يُعد عام الذروة السياحية.
تلاعب روسي
ومن جانبه، قال الخبير السياحي، علي حسن، إننا نتعرض لتلاعب من قبل روسيا، فلا تتوقف تصريحات المسؤولين الروس عن عودة السياحة الروسية، واستعدادات الفنادق السياحية المصرية، وفي النهاية لا يتم شيء.
وأضاف حسن، في تصريح خاص لـ«رصد»، أننا تعرضنا للخداع من قبل روسيا، وأن الإعلام يهلل على عودة السياحة الروسية، وفي الحقيقة أن هذا لم يحدث؛ حيث إن قرار عودة رحلات الطيران بين القاهرة وموسكو والذي يبدأ تنفيذه في شهر فبرير المقبل، هو قرار بعودة الطيران المنتظم المرتفع التكاليف، ويخدم بالأساس حركة رجال الأعمال والدبلوماسيين والفنيين القائمين علي تنفيذ الاتفاقات التي وقعت أخيرا بين البلدين، مثل اتفاق إقامة المحطة النووية في الضبعة.
وأكد حسن أن القرار الجديد لا يخدم السياحة لا من قريب أو من بعيد، وتم الاتفاق بين وزيري طيران البلدين علي دراسة عودة الطيران العارض الشارتر، والذي تعتمد علية السياحة الشاطئية بصفة أساسية في إبريل المقبل لعدم اكتمال الشروط المطلوبة من الجانب الروسي، رغم أن الحكومة المصرية فعلت ما طلب منها وهو ما جعل البعض يعتقد بان الموضوع سياسي وليس له علاقة بأمن المطارات.
رفض السائح الروسي
وفي السياق ذاته، قال طارق شلبي، نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم، إن قطاع السياحة ينتظر عودة الطيران الشارتر، لافتًا إلى أن الطيران الشارتر هو طيران مباشر من روسيا إلى أي من المقاصد السياحية «شرم الشيخ- الغردقة- مرسى علم»، وهو لم يفعل حتى كتابة هذه السطور.
بينما كل ما سيحدث هو عودة الطيران المنتظم من روسيا إلى مطار القاهرة فقط، مطلع فبراير المقبل، وهو طيران مرتفع التكاليف، وهذا الطيران مسؤولية الطيران الروسي الحكومي، حسب ما أكده شلبي في تصريحات نقلها موقع التحرير.
وأوضح أنه «سيغلب عليه عودة حركة السفر الروتينية والرسمية، وليست حركة السياحة، وفي حالة حضور أحد السياح عن طريق الطيران المنتظم سيضطر بعد الحضور إلى مطار القاهرة التوجه برحلة أخرى من القاهرة إلى شرم الشيخ، وهو ما سيزيد من تكلفة الطيران ما بين 30 إلى 40%، وهو ما سيرفضه السائح الروسي».