في خطوة اعتبرها مراقبون، صفعة سياسية جديدة لدول الحصار «السعودية والامارات والبحرين ومصر»، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعم بلاده إلى قطر، وذلك في اتصال أجراه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء أمس الاثنين، أشاد فيه الأخير بـ«دور الدوحة في مكافحة الإرهاب».
وذكرت صحيفة «الشرق» القطرية أن «الجانبين استعرضا العلاقات بين واشنطن والدوحة، وسبل تعزيز التعاون الثنائي ولاسيما في مكافحة الإرهاب»، كما بحثا آخر التطورات الدولية ومستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط.
ويأتي ذلك بعد ساعات، من مزاعم الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية بأن «مقاتلات قطرية اعترضت طائرة مدنية إماراتية خلال رحلة اعتيادية إلى المنامة عاصمة البحرين»، الأمر الذي نفته قطر بشكل رسمي.
وجاء الاتهام الاماراتي بعدما قالت قطر أول أمس السبت «أنها أبلغت الأمم المتحدة بأن طائرة عسكرية إماراتية كانت متجهة إلى البحرين انتهكت مجالها الجوي مطلع يناير الجاري إثر حادث مماثل في ديسمبر الماضي».
يذكر أن الشيخ تميم قد وصل الاثنين إلى أنقرة، واستقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة ثانية يؤديها لتركيا في غضون شهر واحد.
من جهته أفاد البيت الأبيض في بيان مساء الاثنين، بأن «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكر أمير قطر الشيخ تميم على دوره في مكافحة الإرهاب والتطرف، وأشار البيت الأبيض في بيانه إلى أن الرئيس الأمريكي جدد، خلال اتصاله الهاتفي، دعمه لوحدة مجلس التعاون الخليجي، وأكد البيت الأبيض أن الدوحة من الدول القليلة التي وقعت مذكرة تفاهم ثنائية واشنطن.
رسائل قوية
من جانبه، قال الدكتور محمد مختار الشنقيطي، المحلل السياسي، «من الواضح أن واشنطن بدأت توجه رسائل أشبه ما تكون بالإنذار أو التحذير لدول الحصار، وذلك من خلال الدعم المباشر لها، والتصريحات المتناقضة بشكل كبير مع مزاعم دول الحصار.
وأضاف الشنقيطي، «يأتي ذلك فضلا عن التقارير التي تنشرها الصحف الأميركية، والتي تؤكد براءة قطر من التهم الزائفة الموجهة لها، خاصة ما نشرته صحيفة واشنطن بوست، ونقلت فيه عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية أن دولة الإمارات هي التي قرصنت حساب وكالة الأنباء القطرية في الرابع والعشرين من مايو 2017، حيث ذكرت الصحيفة أن مسؤولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا خطة الاختراق قبل تنفيذه بيوم واحد.
وتابع:«ولم تنته الرسائل الأمريكية لدول الحصار عند هذا الحد، إذ عاجلت واشنطن دول الحصار بضربة قاصمة أخرى عند نشرها للتقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن مكافحة الإرهاب، وهو التقرير الذي قلب الطاولة على دول الحصار ونزع آخر غطاء عنها، وأدخلها في قفص الاتهام بدعم وتمويل الإرهاب، بدلا عن دولة قطر والتي أشاد التقرير، في المقابل، بتعاونها الدولي والإقليمي في مكافحة الإرهاب وتمويله».
الحق القطري
واختتم الشنقيطي، من المؤكد أن قطر حصدت نتائج سياستها الحكيمة وإدارتها الهادئة لملف الأزمة بامتياز، بينما لازم التخبط والاضطراب والتناقض مواقف دول الحصار التي راهنت على الدعم الأمريكي غير مدركة أن الولايات المتحدة دولة تبقى فيها المؤسسات أقوى من الأشخاص مهما بلغ نفوذهم، كما كان موقف المؤسسات الأميركية بما فيها وزارة الدفاع «البنتاجون»، ووزارة الخارجية، والـ«سي آي إيه» منذ بداية الأزمة واضحا، بالأفعال والأقوال، بالدعم والمساندة للحق القطري» .