شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محلل بـ«واشنطن بوست»: الجيش الأميركي يتّبع استراتيجية جديدة بعد 13 عامًا من خسائر الحروب

الجيش الأميركي - أرشيفية

قال الكاتب الأميركي «ديفيد إغناتيوس»، المحلل المتخصص في الشؤون السياسية والخارجية، إنّ الجيش الأميركي يتّبع استراتيجية قتالية جديدة، تعتمد على أن تترك الجيوش المتحالفة معها، خاصة في دول الشرق الأوسط، تخوض معاركها الخاصة، وأن يكون ضباطهم وجنودهم في مقدمة جبهات القتال؛ وهذه نتيجة 13 عامًا من الإحباط داخل الكونجرس بشأن الخسائر الأميركية بسبب هذه الحروب.

وأضاف، في مقاله بصحيفة «واشنطن بوست» وترجمته «شبكة رصد»، أنّه زار مركز التدريب الأميركي الجديد في ولاية لويزيانا، المسمى «فورت فولك»، وأعدّ خصيصًا لتدريب الجنود والضباط الأميركيين على تقديم المشورة للجيوش الوطنية بدلًا من القتال نيابة عنها. وهناك قاعدة تُردّد على مسامع المتدربين بصفة دائمة: «عقيدتنا الجديدة هي مساعدة شركائنا على خوض حربهم بأنفسهم».

وبنى الجيش الأميركي قرية أفغانستانية وهمية في مركز التدريب في خضم تدريباته على محاربة التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وطالبان وغيرهما، وانتشرت فيها عبارة: «ساعد شركاءك على ضرب العدو، ولا تحاول أن تقاتل بنفسك».

ولم يكن السماح للآخرين بخوض حروبهم بأنفسهم القاعدة الأميركية طوال التاريخ الحديث؛ لكنّ الجيش الأميركي تعثّر مرات من قبل في العراق وأفغانستان، ومثلما فعل في فيتنام أيضًا، وهي كلها حروب حاول فيها تغيير هذه المجتمعات بقوة نيرانه؛ لكنّ الدرس المستفاد الذي خرج به الجيش هو: «تراجع عن هذه المستنقعات وساعد القوات المحلية بالتدريب والمشورة والضربات الجوية».

يعد مركز التدريب «فورت بولك» في لويزيانا تجربة عسكرية أكثر ابتكارًا من إدارة ترامب، وفيه يتدرب ألف جندي قبل نشرهم في أفغانستان، وتركز معظم التدريبات على التحضيرية، وتتضمن تدريب الشركاء على أن يكونوا في الخطوط الأمامية للمواجهة.

وأثناء زيارتة الجنرال «جوزيف فوتيل»، قائد القيادة المركزية الذي يشرف على الأنشطة العسكرية من ليبيا إلى أفغانستان، مركز التدريب «فورت بولك»، لخّص الاستراتيجية القتالية الجديدة للجيش الأميركي: «علينا أن ندع شركاءنا يفعلون ذلك، وبالرغم من أنّ هذا صعب علينا؛ لأنه يسير في حمضنا النووي؛ فمهمتنا هي مساعدة شركائنا في الحرب وليس القتال معهم».

وفي مركز التدريب، تُحاكى البيئة الأفغانية؛ فثمة برج مسجد وماعز ومنحنيات في الطبيعة ومتعرجات في الشوارع وباعة متجولون وغيرها من ظروف البيئة الأفغانية، بجانب المقر الرئيس للجيش الوطني الأفغاني». ويقول غاري بريتو، قائد المركز: الفكرة أنّ نجعل الجنود «مرتاحين مع غير المريحيين».

تدّرب الجنود لمدة 14 يومًا على مساعدة شركائهم الأفغان في استعادة مركز شرطة من طالبان في قرية «مارواندي» الخيالية واعتقلوا ممول الحركة، الذي يحميه السكان المحليون، كما تدربوا على إنقاذ رفقائهم في المعارك القتالية، وشهدوا تطبيقات عملية لإخراجهم من ميدان الأسلحة وسحبهم إلى بر الأمان وعلاجهم.

وفي كل تدريب محدد، تُكرّر العقيدة القتالية الجديدة للجيش على مسامعهم: «وضع الجيش الوطني الأفغاني على الجبهة الأمامية»، ويقول رقيب جيش أميركي من المقرر أن يتوجه الأيام المقبلة إلى أفغانستان: «علينا أن نزيح أنفسنا، فهي ليست معركتنا»، ثم شرع فوتيل في إخبار الجنود: «ما ستعتمد عليه حقا هو قدرتك على التكيف».

ومن المقرر أن ينتقل اللواء المتدرب إلى أفغانستان في الأشهر القادمة، ويضم 36 فريقًا استشاريًا قتاليًا جديدًا تدربوا على تقديم المشورة للجيش الوطني الأفغاني، ويشارك معهم أيضًا 12 عضوًا من الجيش الأفغاني، وسيكون اللواء بأكمله قادرًا على طلب الدعم من الطائرات المقاتلة والطائرات من دون طيار والمدفعية المتقدمة؛ ومن المقرر أن يساعد فرقًا أخرى في مقراتها على الأنشطة اللوجستية، وسينضمون إلى أكثر من عشرة آلاف جندي أميركي في أفغانستان بالفعل.

وهذا اللواء، الذي يضم متطوعين من الجيش الأميركي، صُمّم للتعامل مع ثلاث قضايا سبّبت إحباطًا للبنتاجون منذ أكثر من 13 عامًا:

  1. ماذا يعمل؟ أو وظيفة الجيش تحديدًا في الخارج،
  2. كيف يحافظ على تكتيكيات ناجحة؟
  3. كيف ننقل مهارات التدريب التي اكتسبتها القوات الخاصة الأميركية في العراق وأفغانستان وسوريا عبر الجيش الأميركي بأكمله؟

وهذا الاستعراض التكتيكي هو الذي قاد وزير الدفاع جيمس ماتيس، أحد قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان، إلى تحليل عوامل الفشل للجيش الأميركي في مناطق وكيفية علاجها، واللواء الجديد عالج هذه المسائل؛ إذ شكّل خططًا عسكرية جديدة للشرق الأوسط تقوم على التدريب والمساعدة فقط، وهو ما ناضل من أجله ماتيس العام الماضي من أجل الموافقة عليه في الكونجرس.

وفي السياق، قال وزير الخارجية ريكس تيرلسون إنّ استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا ستقوم على التدريب والمساعدة وتحقيق الاستقرار في شرق سوريا، وترك مناطق الصراع وراء ظهورنا أمر خاطئ تمامًا؛ والأصح توجيه المحليين نحو بناء دولتهم.

وفي النهاية، شعرت أميركا بالإحباط نتيجة الصراع المستمر في الشرق الأوسط، ولأنه لا أحد لاحظ الانتصار الذي حققته أميركا ضد تنظيم الدولة، وبجانب التوتر الذي أصاب دولًا مجاورة في الشرق الأوسط مثل تركيا بسبب التعاون بين الولايات المتحدة والأكراد السوريين والشيعة العراقيين؛ لذلك يجادل المحللون العسكريون الأميركيون بأنّ دول الشرق الأوسط يجب أن تخوض معاركها الخاصة، وعلى قدر ما تبدو تلك الفكرة بسيطة إلا أنها وجدت صداها داخل الكونجرس الأميركي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023