شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محلل سياسي: ابن سلمان متعجرف ومتهور يسعى إلى تنصيب نفسه زعيما للعالم العربي

محمد بن سلمان مع قادة الجيش - أرشيفية

قال المحلل السياسي «بيل لاو» إنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمانلم يستطع حتى الآن تحقيق ما وعد به مجتمعه، كما فشلت سياسته الخارجية أيضًا، واتّخذ إجراءات متعجرفة للحفاظ على سلطته في الداخل، واتبع سياسات متهورة في الملف الخارج سبّبت حرب اليمن والخلاف مع قطر.

وأضاف، في مقال بموقع «فاير أبزرفر» وترجمته «شبكة رصد»، أنّ ابن سلمان يسعى الآن إلى إثبات أنه زعيم العالم العربي؛ لكنّ مزاعمه هذه جاءت على حساب القضية الفلسطينية والتقرب من الإسرائيليين والأميركان على حساب الفلسطينيين، وهو ما يتضح من خطة السلام المجحفة بحق الشعب افلسطيني التي يريد إجبار قيادتهم عليها بمساعدة من الولايات المتحدة.

وفي العام الماضي، نصّب ابن سلمان نفسه زعيمًا لمنطقة الشرق الأوسط، وعبّر عن نفسه بأنه قوة لا يُستهان بها، وخاض مناورة جريئة للإطاحة بأكبر منافسيه المحتملين؛ فأطاح بولي العهد السابق محمد بن نايف، المرشح ليكون ملك السعودية بعد وفاة الملك الحالي سلمان، وهو على وشك الرحيل.

ولم يفقد ابن نايف منصبه وزيرًا للداخلية فقط، بل فقد ولاية العهد؛ واتخذ ابن سلمان اللقب لنفسه، ثم أطلق العنان لطموحاته بلا رحمة.

وفي نوفمبر الماضي، قاد ابن سلمان حملة أخرى بادّعاء مكافحة الفساد، اعتقل فيها قائد الحرس الوطني متعب، نجل الملك الراحل عبدالله، إضافة إلى عشرات الأمراء في العائلة المالكة ورجال الأعمال الأبرز في المجتمع، بينهم الوليد بن طلال، ويقال إنّ متعب سوم مقابل الإفراج عنه على دفع مبلغ مليار دولار، وحدث بالفعل؛ لكنّ الملياردير الوليد بن طلال ما زال يرفض حتى الآن أيّ تسوية، وطالب بإجراء تحقيقات قضائية في الاتهامات الموجهة إليه.

وبنهاية عام 2017، وقف ابن سلمان وحده حاكمًا فعليًا للسعودية بعد عام كامل من مناوراته السياسية الداخلية.

وضع ابن سلمان أيضًا ما تسمّى «رؤية 2030» بهدف إحداث ثورة في الاقتصاد السعودي؛ عبر تنشيط القطاع الخاص وتمكين المرأة، وطرح شركة «أرامكو» المملوكة للدولة للاكتتاب العام، وهي الصفقة التي لا زالت في مراحلها المبكرة؛ وإذا تمكن من توفير فرص عمل مجدية للشباب السعودي وتوفير سكن بأسعار مناسبة فمن المرجح أن يحصل على دعمهم وتأييدهم، وهم يشكّلون نحو 70% من نسبة السكان، وتمكّن حتى الآن من إحكام قبضته الأمنية على الجبهة الداخلية للسعودية. لكن، لا أحد على يقين بأنه سينجح في مساعيه التي أعلن عنها.

وعلى مستوى السياسة الخارجية، يسعى ابن سلمان إلى تعزيز ادعائه بقيادة العالم العربي في 2017؛ وأولى بوادر فشله هي الحرب التي تسبّب فيها باليمن، وأطلقها بالاتفاق مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ولا يبدو أن لها نهاية في الأفق، وتركت الشعب اليمني في مأساة، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

كما تسبّب ابن سلمان في أزمة مع قطر، عضو بمجلس التعاون الخليجي، في يونيو الماضي، وسط مزاعم بتمويلها للإرهابيين؛ بالرغم من استمرار حلفاء السعودية في تصدير الأسلحة إليها وإبرام صفقات تجارية معها، وهي الدول نفسها التي تبرم صفقات مع السعودية والإمارات، مبديًا استعجابه من اتهامها بأنها تمول الإرهاب.

ويخوض ولي العهد السعودي لعبة حاليًا بالاشتراك مع الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إقرار اتفاق سلام، وصف بأنه الأكثر خطورة بعد قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لـ«إسرائيل»، ويوصف القرار بأكثر خطورة؛ لأنّ السعوديين يدفعون منه إلى إجبار الفلسطينيين على التنازل عن حقوقهم التاريخية؛ وهو ما جعل السعودية «تخون» القضية الفلسطينية، وهو شعور تجذّر حاليًا داخل نفوس الداعمين للقضية الفلسطينية، الذين أيقنوا أن ابن سلمان يلعب الآن لصالح «إسرائيل» وأميركا.

والمكان الوحيد الذي استطاع ابن سلمان أن يحرز فيه تقدمًا هو العراق؛ إذ تمكّن من إجراء مناورة دبلوماسية خاطفة، بغرض إبعاد بغداد عن طهران، ولا تزال طهران تشكّل له تحديًا كبيرًا في مناطق أخرى من الشرق الأوسط، إلا أنّ خوض حرب عسكرية معها لن يفعل كثيرًا لتقويض عزمها وتضييق نفوذها المتسع.

وإذا أراد ابن سلمان أن يعزز موقفه زعيمًا فعليًا للعالم العربي كما يسعى فسيحتاج إلى طريقة للخروج بها من مستنقع اليمن الذي تسبب فيه؛ ربما ستكون البداية بوقف الغارات الجوية التي يقودها على المدنيين هناك، وسيحتاج إلى آلية لحل الخلاف الخليجي مع قطر، الذي أفاد إيران أكثر من السعودية، كما سيحتاج إلى جلب الفلسطينيين لحوار هادف يعمل على تحقيق مصالحهم بالابتعاد عن «إسرائيل». وفي الوقت نفسه، سيحتاج إلى التعامل مع الأميركيين بحذر.

وفي النهاية، إذا اختار ابن سلمان مواصلة الدبلوماسية بدلًا من مواصلة العمل العسكري فسيقطع شوطًا طويلًا نحو هدفه، وربما يُطلق عليه صفقة الرجل الذكي، بالرغم من أنّه متعجرف ومتهور. وحتى الآن، لم يحقّق ابن سلمان أيّ نجاحات تذكر، وسيتضح من العام الجاري هل هو رجل يتعلم من أخطائه أم سيكررها!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023