شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تحليل بـ«الجارديان»: «بينس» لن يستطيع استئناف محادثات السلام مرة أخرى

مايك بينس - أرشيفية

زيارة مايك بينس إلى الشرق الأوسط لن تحمل شيئًا، خاصة في ظل تمسك الفلسطينيين بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، كما إنّه ليس مرحبًا به أيضًا؛ لتأكيده مرارًا أنه يقف إلى جانب الإسرائيليين. وبالتالي لن يستطيع مواصلة خطة السلام المخطط له مناقشتها بجانب القضايا الأمن الأخرى.

هكذا يرى الكاتب والمحلل البريطاني «أوليفر هولمز» زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط. ويضيف في مقاله بصحفية «الجارديان» البريطانية، وترجمته «شبكة رصد»، أنّ أميركا فقدت دورها وسيطًا نزيهًا في السلام؛ وهو أمر أكده الفلسطينيون مرارًا، وإرسال «مايك» تحديدًا إلى الشرق الأوسط، وهو مسيحي إنجيلي، قرار خاطئ؛ فزيارته ليست رحلة إلى الأراضي المقدسة كما يتصور، فلم يعد نائب الرئيس الأميركي مرحبا به في مسقط رأس يسوع في بيت لحم.

وزار مايك بينس الضفة الغربية الشهر الماضي، بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» الذي نهى عقودًا من الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، وأنهى أيّ أمل للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ خاصة وأنّ الفلسطينيين يطالبون بجزء من المدينة التي أعطاها ترامب كاملة للإسرائيليين.

ورفض زيارة بينس حينها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورجال الدين المسيحيون في بيت لحم، ومصر، ومنذ ذلك الحين توترت العلاقات الفلسطينية الأميركية، وتفاقم التوتر أكثر في الأيام الأخيرة بعد قرار ترامب بتجميد 65 مليون دولار من المساعدات الممنوحة لوكالة الأونروا، المسؤولة عن رعاية اللاجئين الفلسطينيين؛ ما وضعهم في أزمة لا عهد لهم بها من قبل.

ويرغب ترامب في استئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، سعيًا إلى التوصل لصفقة نهائية، لكنّ ما لا يريد الاقتناع به أنّ دور الولايات المتحدة وسيطًا نزيهًا في السلام انتهى؛ وهو ما أكده القادة الفلسطينيون من قبل مرات، ووصف عباس قراره بأنه صفعة القرن.

ولم تذكر البيانات الأخيرة الصادرة عن مكتب مايك بينس أهداف الزيارة وخططها تحديدا فيما يتعلق بالسلام، لكنها أكدت أنها ستركز على القضايا الأمنية. وقالت «إليسا فرح»، المتحدثة باسمه، إنه سيجتمع مع عبدالفتاح السيسي يوم السبت وسيلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله يوم الأحد؛ وسيبحثان سبل العمل المشترك لمكافحة الإرهاب وتحسين الأمن القومي الأميركي.

ومن المقرر أن يعقد بينس أيضًا اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسيلقي خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي، وسيزور أيضًا حائط البكي والنصب التذكاري للهلوكوست. وبالاطلاع على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وجد أن زيارته مرحب بها للغاية؛ بل ويوصف بأنه الصديق الحقيقي لـ«إسرائيل».

واحتلت «إسرائيل» مدينة القدس في عام 1967، وهي إحدى المدن المقدسة لدى الديانات الإبراهيمية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، ويأمل الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وانتقد مايك بينس الرئيس باراك أوباما في عام 2010 لأنه لم ينحز إلى أي طرف من أطراف النزاع، وأكد مايك لشبكة الأخيار المسيحية أنّ أميركا مع الجانب الإسرائيلي، وأضاف أنّ الولايات المتحدة لن ترسل أي رسالة أخرى مخالفة لدعمها الثابت للحكومة الإسرائيلية، وأكد أنها ستقف إلى صف ما تقرره الحكومة الإسرائيلية ذات السيادة والحريصة على مصلحة شعبها الإسرائيلي، وهو أمر نابع من قلب الشعب الأميركي، على حد تعبيره.

وفي الكونجرس، دفع مايك مرات بضرورة قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، وهو مدافع صريح عن جدار الفصل العنصري الذي بنته «إسرائيل». ويتمتع نائب ترامب بشعبية وسط المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة.

وكلّف ترامب صهره جاريد كوشنر بمواصلة خطة السلام الفلسطينية الإسرائيلية، لكنه لم يستطع سوى بذل جهود بسيطة.

وأكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ القدس الشرقية عاصمة فلسطين بوابة السلام ولا بديل عنها، وستكون أيضًا بوابة الحرب والخوف وانعدام الأمن إذا لم تصبح عاصمة فلسطين، وأضاف أنّ القدس بوابة الحرب والسلام، وعلى ترامب أن يختار بينهما.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023