لا شك أن المخابرات العامة والحربية، محوران أساسيان في المعركة الدائرة الآن بين سامي عنان رئيس الأركان الأسبق، وعبدالفتاح السيسي، خاصة بعدما أعلن عنان ترشحه بالانتخابات الرئاسية في كلمة مصورة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، مساء الجمعة، لينهي بذلك التكهنات وتضارب الأنباء حول نيته خوض السباق الرئاسي.
ورأى سياسيون أن الحرب الدائرة بين السيسي وعنان عنوان لحرب بين المخابرات العامة ونظيرتها الحربية، باعتبار أن دور عبدالفتاح السيسي قائد المخابرات الحربية السابق انتهى الآن بالقضاء على ثورة يناير، ومن ثم تسليم الدفة إلى شخصية أخرى تعيد الاستقرار إلى الدولة وتصنع التوازن النسبي بين مؤسساتها.
ويقول طاهر مختار، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «إن السيسي يدرك جيدا أن المخابرات العامة ترغب في الإطاحة به، لذلك قاد معركة تصفية الجهاز من قياداته القديمة واستبدالهم بأتباعه وأهل الثقة من وقت وصوله للحكم وكان آخر القرارات إقالة خالد فوزي رئيس الجهاز واستبداله بعباس كامل (الرجل الأقرب للسيسي خلال رحلته) قبل ترشيح سامي عنان نفسه بيومين».
وأكد أن الحرب بين أجهزة الدولة بعيدة عن الشعب كليا، بل محورها منحصر على وجهتي نظر مختلفتين، إحداهما أكثر عقلانية والثانية هيستيرية.
وحول خطاب عنان، قال طاهر: «عنان لجأ إلى خطاب ذكي ومؤثر ويلعب على الأفكار ومشاعر الجمهور، كما قارنوا بينه وبين خطابات السيسي التي وصفوها بأنها كانت ساذجة مناسبة لمرحلة كانت مليئة بالهيستريا والمزاج الفاشي التي تلجأ إليه الثورات المضادة».
وقال عنان في كلمته: «أيها الشعب المصري السيد في الوطن السيد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتوجه إليكم بهذا الحديث، بعد سنوات عصيبة مرت بها بلادنا التي تجتاز اليوم مرحلة حرجة من تاريخها مليئة بالتحديات وعلى رأسها توتر خطر الإرهاب الأسود في مصر وتردي أوضاع الشعب المعيشية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم فضلا عن تآكل قدرة الدولة المصرية على التعامل مع ملفات الأرض والمياه وإدارة موارد الثروة القومية وعلى رأسها المورد البشري، وما حدث كل ذلك إلا نتيجة سياسات خائطة حملت قواتنا المسلحة وحدها مسؤولية المواجهة دون سياسات رشيدة تمكن القطاع المدني بالدولة من القيام بدوره متكاملا مع دور القوات المسلحة».
وتابع عنان قائلا: «أيها الشعب السيد في الوطن السيد، إنني أعلن أمامك اليوم أنني قد عقدت العزم على تقديم أوراق ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية للهيئة الوطنية للانتخابات وفق ما هو معلن من قواعد وتعليمات تنظيمية فور انتهائي من استيفائي لإجراءات لا بد لي من استيفائها كرئيس أسبق لأركان حرب القوات المسلحة المصرية».
المعركة قديمة
يذكر أن المعركة بين عنان والسيسي ليست جديدة؛ ففي 2014، كشفت وسائل إعلامية أنباء عن طرد نجل عنان من جهاز المخابرات العامة، كما أن حالة التحركات الغريبة في المخابرات وتعيين عباس كامل مهمة تسيير أعماله تؤكد أن المخابرات العامة بها عناصر كثيرة ترفض بقاء السيسي لفترة ثانية.
من جانبه، أكد شريف الروبي، القيادي بحركة 6 إبريل، أن «سامي عنان يلعب على وتيرة الشعب الغاضب من نظام عبدالفتاح السيسي، واستغلال الحنين إلى الحرس القديم المتمثل في كل رموز نظام مبارك والذي كان عنان من أهم أركانه.
وفي تصريح لـ«رصد» يقول الروبي: «هناك حرب دائرة بين حرس الجيش القديم والجديد، وتمثلت اليوم بين سامي عنان وعبدالفتاح السيسي، والترشح للرئاسة هو محاولة لعودة الدولة إلى المصرية إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير، ولكن بالتصالح مع كل أطياف الشعب».
وأضاف أن «اختيار عنان للدكتور حازم حسني والمستشار هشام جنينة (ضربة معلم) وتشير إلى أشياء عدة مهمة سياسيا، مؤكدا أن حسني هو كاتب الخطاب القوي المبني على أسس سياسية مهمة بحرافية».